منذ اللحظة الأولى لانتقال النجم المصرى محمد صلاح إلى ليفربول الإنجليزى بدأ حقبة جديدة فى مشواره، مليئة بالتحدى والطموح، كان أبرزها صراع الأرقام القياسية الذى خلقه مع ساديو ماني، وخطف هذا الصراع الأضواء على مدار 5 سنوات وسيطر على أغلفة صحف العالم فى العديد من المناسبات، فى تكرار جديد لصراع "ميسي ورونالدو" مع بعض الاختلافات البسيطة، ليساهم هذا الثنائى فى وضع الدوري الإنجليزى على قمة الـ"بيج 5" كأقوى دوريات العالم، ولكن حدثت تطورات جديدة ربما توقف هذا الصراع بعد اقتراب إعلان رحيل ساديو مانى، ما طرح التساؤلات حول أسباب وتوقيت رحيله، وهل له علاقة بصلاح الذى استحوذ على كل الجوائز الفردية وأصبح نجم الفريق، وماذا يفعل الريدز لتعويضه، وهل يمكن تحقيق ذلك بدياز أم هناك صفقة ثقيلة فى المستقبل القريب؟؟.
حقبة "صلاح وماني" مرت بالعديد من المحطات، قوة ومنافسة وصراعات وخلافات أيضاً، ولكن تبقى الأرقام القياسية هى الأبرز فى هذه المرحلة والتى خلقت حالة من المنافسة الشرسة التى جعلت هذا الثنائى الأفضل فى أفريقيا وليفربول والبريميرليج، بل ووضعتهما ضمن أفضل لاعبى العالم أيضاً، وصارت الأرقام والإحصاءات تطاردهما بعد كل مباراة، ويتوقع البعض إنجازا جديدا بعد كل نجاح أو بطولة، حتى فى حالات الإخفاق راح البعض يحملهما مسئولية هذا الإخفاق كما حدث مؤخراً بعد خسارة لقب أوروبا لصالح ريال مدريد.
يجب أن نتفق أولاً أن ليفربول سيتأثر من الناحية الفنية برحيل صلاح أو ساديو ماني، حتى فى ظل وجود لويس دياز المنضم حديثاً فى يناير الماضى، إلا أنه لم يصل لمرحلة النضج الفنى التى تمكنه من قيادة فريق بحجم ليفربول، الذى أصبح مطالباً بسرعة ترتيب أوراقه وإيجاد بديل مناسب، خاصة مع اقتراب رحيل فيرمينو أيضاً الذى فقد مكانه فى التشكيل بسبب الإصابات وتراجع المستوى.
أما ساديو مانى فتؤكد التقارير حسم رحيله لبايرن ميونخ الألماني والإعلان خلال ساعات، وهو ما يدعو للتساؤل، هل هو الوقت المناسب للرحيل، وهل تلك الخطوة مدروسة من جانب النجم السنغالى أم أن هدفها فقط "تغيير العتبة"، خاصة أن "البوندزليجا" لا تتمتع بقوة "البريميرليج"، فهى أقل تنافسية بالتأكيد، وربما لا تختلف كثيراً عن الدورى الفرنسي الذى تنحصر فيه المنافسة على فريق واحد، بعكس الدوري الإسبانى مثلاً، من حيث القوة والمنافسة وفرص تحقيق الألقاب والإنجازات الفردية وصناعة تاريخ جديد، ما يجعل تلك الخطوة محفوفة بالمخاطر للنجم السنغالى.
ماني وصلاح جمعتهما العديد من المواقف وكان عنوانها الأبرز "الغيرة الكروية"، والتى تصدرت عناوين صحف إنجلترا فى بعض الأوقات، خاصة بعدما احتكر النجم المصرى الجوائز الفردية فى ليفربول، حتى وإن لم ينل منها الأسد السنغالى إلا الحذاء الذهبي مرة واحدة، وكانت بالتقاسم مع صلاح أيضاً، بينما حصدها الفرعون 3 مرات، وعندما وصل الأمر لملف التجديد لم تحسم إدارة ليفربول الموقف وتركته مفتوحاً، خاصة بعد التعاقد مع دياز الذى يمثل تهديداً مباشراً لهما.
بعد أمم أفريقيا الأخيرة، التى حصدها منتخب السنغال على حساب الفراعنة، كشفت العديد من التقارير أن ساديو ماني، الذى كان يؤجل ملف تجديد عقده انتظاراً لحسم ملف صلاح، والذى يطلب 500 ألف إسترلينى أسبوعياً، لطلب مبلغ مقارب للنجم المصرى، إلا أن الأسد السنغالى ربما شعر بخيبة أمل بعدما كان ينتظر تقديراً أكثر من ذلك من جانب إدارة ليفربول، أو حتى اتخاذها قراراً حاسماً فى ملف التجديد، فى الوقت الذى أكد محمد صلاح أنه باقٍ فى ليفربول، على الأقل الموسم المقبل لاستكمال عقده، وهو ما عجل بقرار الرحيل، ليكتب تتر النهاية لحقبة "صلاح ومانى" الذهبية التى غيرت كثيراً فى قوة وتنافسية الدوري الإنجليزى وليس ليفربول فقط.
فى النهاية.. الرحيل قرار يخص ماني، وهو بالتأكيد يتحمل مسئوليته، ولكن إن كان سببه تغيير العتبة وخوض تحدٍ جديدٍ فربما يجد الأسد السنغالى ذلك فى الدوري الإسباني أكثر من الألماني للعديد من الأسباب، أبرزها قوة المنافسة واقتراب مستوى الفرق وعدم اقتصارها على منافس واحد، وكل هذه الشروط تتحقق فى "الليجا" القريبة من "البريميرليج"، عكس ألمانيا التى يحتكر فيها بارين ميونخ لقب الدورى آخر 10 سنوات، فضلاً عن الحلم الأكبر الذى يراود كل النجوم وهو الكرة الذهبية، والذى ربما شعر أنه لن يحققها فى ليفربول بعدما حصد صلاح الجوائز الفردية خلال السنوات الماضية، لذا قرر الأسد السنغالى الخروج من قلعة الآنفيلد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة