أكرم القصاص يكتب: طرق السياسة والاقتصاد فى عالم متوتر

الثلاثاء، 21 يونيو 2022 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: طرق السياسة والاقتصاد فى عالم متوتر أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يدخل العالم الشهر الخامس ولا تزال الحرب فى أوكرانيا قائمة، وكل طرف يتمسك بمواقفه، وتنعكس تأثيرات الحرب على كل مناحى الحياة، ويدفع العالم ثمنا باهظا لهذا الصراع، فى صورة أزمة غذاء وطاقة، وفى أوروبا تنعكس الأزمة مثلما حدث فى دول العالم كله، التضخم وارتفاعات الأسعار ونقص السلع، مع غياب أى آفاق أو سيناريوهات يمكنها استنتاج شكل الخطوات القادمة، وتؤثر هذه التداعيات على سياقات السياسة والاقتصاد، مع توقعات بتصاعد أزمات الطاقة خلال الشتاء المقبل فى أوروبا وبعض مناطق العالم.
 
فى فرنسا وحسب «وول ستريت جورنال» فإن الحرب الأوكرانية تلقى بظلالها على نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية، حيث خسر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الغالبيّة المطلقة فى البرلمان وسط ارتفاع أسعار الوقود والغذاء فى فرنسا، ومن دون أغلبية واضحة، يواجه معركة شاقة فى حشد عدد كافٍ من الأصوات البرلمانية لتعزيز أجندته، ودعت وزارة الخارجية الفرنسية، روسيا إلى عدم التلاعب بغذاء العالم، بينما قالت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، إن نسبة التضخم عالية بشكل غير مقبول وذلك بسبب حرب أوكرانيا، مشيرة إلى أن أسباب التضخم عالمية وليست محلية، ولم تستبعد حدوث ركود اقتصادى، من دون توقع انتهاء أسباب التضخم فى وقت قريب، وفى اليابان ارتفعت أسعار المواد الغذائية بمعدلات قياسية خلال الفترة الماضية وهو ما ترجعه الصحف اليابانية إلى تداعيات التدخل الروسى فى أوكرانيا وانخفاض الين اليابانى أمام الدولار.
 
 وعلى الجانب الآخر تتمسك روسيا بموقفها، بالرغم من استمرار قرارات الغرب بفرض عقوبات اقتصادية فى محاولة لعزل روسيا، لكن يبدو أن الاقتصاد الروسى لم يتأثر بالشكل الكافى لدفع الرئيس فلاديمير بوتين للتراجع وكشفت دراسة أن روسيا تواصل الحصول على مبالغ ضخمة من خلال بيع النفط والغاز، على الرغم من ‏مواجهتها أكثر العقوبات صرامة فى جميع أنحاء العالم.‏ وبحسب واشنطن بوست، حصلت روسيا على حوالى 100 مليار دولار مقابل وقودها خلال الـ100 يوم الأولى ‏من الحرب، الذى بيع معظمه إلى الاتحاد الأوروبى، وفقا لتقرير صادر عن مركز أبحاث الطاقة فى فنلندا.‏
 
خلال الأيام الماضية خلال رحلة قصيرة إلى ألمانيا، لا يزال الغموض يسيطر على تصورات السياسيين والخبراء، مع الاتفاق على أن العالم أمام أزمة غير مسبوقة، ولا يمكن القياس على سوابق لصراعات أو حروب، وبالطبع فإن الأسعار والتضخم موضوعات للنقاش فى كل مكان، بجانب غياب التصور القريب لنهاية أو تحول فى الصراع، بما يعنى استمرار التداعيات لفترات غير محددة.
 
وكل هذه السياقات تفرض على العالم التعامل بسيناريوهات متعددة، لحين تبين آفاق أزمة تعصف بالعالم كله، وفى ظل محاولات استقطاب كبيرة، من طرفى الصراع، حيث يحمل الغرب روسيا المسؤولية، بينما موسكو تتمسك بأنها تتحرك لحماية أمنها القومى، وتبرئ نفسها من مسؤولية تداعيات الحرب على الاقتصاد والطاقة والغذاء، وقال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى كلمته خلال منتدى «سانت بطرسبرج» الاقتصادى «إن كل من يريد مواصلة العمل مع روسيا يتعرض لضغط كبير من الولايات المتحدة وأوروبا، وأن هذا لا يعنى شيئًا ضد الدول التى يقودها قادة أقوياء»، وقال «سنتعاون مع الشركات الغربية التى تواصل العمل بنجاح فى السوق الروسية».
 
وهكذا فإن دول العالم تتحرك وسط توترات غير مسبوقة، بحثا عن سيناريوهات أفضل للتعامل، وهو ما يبدو من خلال تحركات عربية وإقليمية، للتعامل بسياسات متوازنة، تحقق مصالح شعوب المنطقة، وسط طرق السياسة والاقتصاد المتقاطعة والمتشابكة.
 
p
p

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة