رغم "هوجة المستريحين"، التي ظهرت مؤخرًا وجمعت مليارات من المواطنين، تلك الوقائع التي حجزت مساحات كبيرة في صفحات الحوادث ومنصات التواصل الاجتماعي، إلا أن البعض لا يتعظ، ما زال يتردد على "المستريحين" لوضع أمواله بين يديه، ما زالت أحلام الثراء السريع تراود عقله، وما زال قابلا للنصب، فيذهب للمستريح مرتين وثلاثة وربما عشرة.
"مافيش فايدة"، في هؤلاء الأشخاص الذين لم يتعظوا من جرائم النصب، خاصة المتعلقة بتوظيف الأموال، رغم أنهم يسمعون كل يوم عن "مستريح"، ويشاهدون صرخات المنصوب عليهم ـ لا أقول ضحايا ـ ومع ذلك يكررون المشهد، ويفرحون بالأرباح المرتفعة في الأشهر الأولى، وما أن يسقطوا في فخ المستريح، تجدهم يقفزون على السطح يبكون مثل غيرهم، ولسان حالهم يقول:"ليتنا لم نفعل كذا..".
المتابع لصفحات الحوادث المتخصصة، يكتشف أن النصابين والمحتالين يبتكرون طرقا ووسائلا للنصب على المواطنين، ويطوعون الكتنولوجيا الحديثة لخدمة أغراضهم، ولتحقيق مآربهم، فتتعدد وتتنوع وسائل النصب باستمرار، ويقع البعض فريسة لهؤلاء النصابين والمحتالين، الذين يظهرون تارة في صورة "خدمة عملاء"، بانتحال الصفة، للاستيلاء على البيانات البنكية تمهيدًا لسرقة الأرصدة، أو يبعون الوهم للمواطنين من خلال إعلانات السوشيال ميديا الوهمية، أو يتسولون من خلال "البوستات" المنتشرة عن جمع الأموال للمرضى عبر السوشيال ميديا.
ورغم التحذيرات المتكررة، وقصص النصب التي تموج بها صفحات الحوادث، إلا أن البعض مازالوا يكررون المشهد، ولا يتعلمون ممن سبقوهم.