تزايد الشائعات المغرضة يأتي في ظلال ما تشهده الجمهورية الجديدة من نهضةٍ تترجمها حركة البناء والتنمية والإعمار في أرجاء الوطن؛ فقد دشنت المشروعات القومية في كل مكان مما أثار حفيظة الأشرار نحو العمل المتواصل في بث الشائعات التي تقلل من العزيمة وتزيف الوعي لدى غالبية الشعب؛ لكن الدولة بقيادتها السياسية القوية ماضيةٌ نحو استكمال النهضة والتقدم وتحقيق المستقبل الواعد بإذن الله تعالى.
وتشبث الأشرار بنشر الشائعات يقوم على معتقدٍ فاسدٍ فحواه تقليل الثقة فيما تقوم به الدولة ومؤسساتها المخلصة وقيادتها السياسية من إجراءاتٍ على الأرض تحقق نهضة الدولة وتلبي الاحتياجات الآنية والمستقبلية وتضع الدولة في حالةٍ من الاستقرار وتجيرها من حالة العوز التي مرت بها في فتراتٍ سالفةٍ، كما تستهدف تقويض آليات التعاون المجتمعي الداعم لمؤسسات الدولة لتحدث حالةً من الشرذمة والتفكيك نحو عمليات البناء المتواصل بفضل الله تعالى وتوفيقه.
واعتمد أصحاب الفتن على ما مرت به البلاد من حالة الترهل والاستسلام في الماضي؛ فتضافرت جهودهم في الداخل والخارج نحو العمل على انقسام الدولة وكياناتها لتشيع حالة الفوضى والتخبط وتتفاقم الأزمات دون العناء بالبحث عن حلول؛ لتصبح الدولة هشةً يمكن السيطرة على أركانها أو إضعافها بشتى السبل؛ لكن القيادة السياسية الرشيدة أكدت منذ توليها على ضرورة تنمية الوعي الصحيح ونبهت على أن أبواق الفتن ومصادر الشائعات ستزداد كلما سارت الدولة في طريقها للتنمية.
وللأسف ساعدت التقنية في ضوء خصائصها الفائقة على تزييف الحقائق من آليات التضخيم للجوانب السلبية وتجاهل الجوانب الإيجابية؛ لتحول المحتوى المنقول للمتلقي بالطريقة التي تستهدف إثارة حالة الشك لديه وإضعاف الثقة وبث الخوف من مجريات المستقبل؛ بالإضافة إلى تقليل عزيمة المشاركة في مراحل النهضة والبناء بالدولة، بل وقد يصل الأمر لإثارة الفوضى المتعمدة والاضطراب المقصود في حيز العمل والإنتاج، وهذا ما يؤكد خطورة هذه التقنية والتوعية المتواصلة من خلالها بنقل الحقائق وتكذيب المعلومات غير الدقيقة المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص.
وعندما يتم تكذيب المعلومات غير الصحيحة ويتم دحض الشائعات المغرضة يحدث تنميةٌ للوعي الصحيح لدى أفراد الشعب، وبرغم من ذلك لا تتوقف آليات وفنيات نشر الشائعات؛ لتحقق مآربها الخبيثة، ومن ثم ينبغي إبراز ما حققته الدولة المصرية من إنجازاتٍ توصف بالعظيمة برعاية قيادتها السياسية الجسورة وفق فكرٍ ابتكاريٍ منتجٍ؛ لتذكر به المواطنين وتكون لديهم سياجًا من الوعي السليم ضد ما تفرزه المنصات الممولة، كما توجد حالة من الجاهزية للعمل وبذل الجهد بغية استكمال المسيرة التي بدأت ولن تتوقف بفضل الله تعالى.
إن ما يحاك من مؤامراتٍ ومخططاتٍ يدشن لها بليل مظلم بهدف النيل أو المساس من الدولة ومقدراتها البشرية والمادية يعد ضربًا من المستحيل؛ إذ تمر الأزمات والتحديات دون بقاء أثرٍ سلبيٍ بفضل الثبات والرسوخ والإيمان بقيم الدولة العظمي وثقافتها الخالدة وعقيدتها الباقية؛ فقد عملت القيادة السياسية ومؤسساتها الوطنية على تحقيق الأمن والأمان والاستقرار في ربوع الوطن الغالي مما عصف بكثير من آمال وطموحات وأمنيات أصحاب الأجندات في الداخل والخارج.
وتُعد التوعية الثقافية عبر منابر الدولة الرسمية ذات تأثيرٍ بالغ الأهمية لأمرين، أحدهما: تعضيد الثقة في نفوس المواطنين نحو مسيرة النهضة والبناء التي تقوم عليها الدولة ومؤسساتها الرسمية وغير الرسمية، وثانيها: تأصيل مبدأ الشفافية في العرض والتناول وبتفاصيلٍ توضح الكلفة مقابل العائد بمستوييه القريب والبعيد، ويتصل بالشفافية فتح آليات التواصل للجميع بما يسمح بالمشاركة وإبداء الرأي بعد الدراسة والتمحيص.
وتحض الأديان السماوية على قيمٍ مشتركة منها التمسك بالصدق والعمل بالرحمة وتحقيق العدل وتفشي المحبة وتحمل المسئولية، وتلك القيم النبيلة تعتبر واقي منيع ضد الشائعات التي تقوم على الكذب والخديعة والجور وتعضيد الباطل وإثارة الفتن بصورها المختلفة والتعاون في نقل الأخبار المكذوبة وتحريف الصحيح منها وتشويه الحقائق والتقليل من الجهود، ومن ثم تحرم الأديان تلك الأمور المشينة التي تحدث الفرقة والنزاع.
لقد حَبى الله مصر برجالٍ حملوا على عاتقهم الأمانة رغم ثقلها، وهذا الواقع يثبت أن قيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للدولة ذهب بها إلى الطريق الصحيح الذي جعلها تتبوأ مكانتها المستحقة بين دول العالم المتقدمة؛ فصارت مصر بفضل العلي القدير وبجهود أبنائها المخلصين صاحبة سيادة وريادة وحصن ومنعة، لا يجرؤ أحدٌ على النيل منها؛ فتحية تقديرٍ لشعبٍ أبي أراد العزة فنالها، ولقائدٍ نجيبٍ أراد النهضة ورقي الدولة فثبته المولى ووفقه لكل خير.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر