قدم برنامج مساء dmc قراءة تحليلية للأوضاع في فلسطين وما يحدث من تصعيد خطير من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي من قتل الأبرياء والنساء والأطفال في قطاع غزة، وقال الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هناك اعتبارات عديدة حكمت على العملية النوعية للمقاومة الفلسطينية، منها إعادة الاعتبار للمكون الحمساوي داخل تفاعلات الداخلية الفلسطينية، خاصة وأن الأعوام الثلاثة الماضية لم تكن حماس طرفا واضحا في عمليات المواجهة ضد إسرائيل.
أضاف عزب العرب، في لقائه بالبرنامج: "تأثير العامل الإيراني في التخطيط والتنفيذ لهذه العملية كبير، لأنه يحاول الرد على العمليات الإسرائيلية في الداخل الإيراني، وهناك استشعار لدى حماس بأن الدعم الإقليمي لها يتراجع من كل الدول باستثناء حالة إيران، وبسبب مشروعات التطبيع التي بدأت تأخذ منحى مختلف، أرادت إيران وحركات المقاومة أن توجه رسالة اعتراض على حركة التطبيع الموجود وكان آخرها بأن الأيام المقبلة قد تشهد تطبيعا بين السعودية وإسرائيل".
وقال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن المشهد الفلسطيني الإسرائيلي ليس كما كان قبل 7 أكتوبر 2023، لأنه بات مشهد متغير تماما، وأظهرت المقاومة الفلسطينية أنياب قوية تؤلم الجانب الإسرائيلي، بتحقيق نقلة نوعية في تاريخ المواجهة والتي كانت ناجحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
أضاف حامد فارس، أنه على الرغم من سقوط المشاهد الصعبة بسقوط الكثير من الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزة، إلا أن العملية التي قامت بها المقاومة أظهرت أن القضية الفلسطينية ما زالت تعيش في قلوب الأمة العربية والإسلامية، تلك القضية التي تدافع عنها الدولة المصرية، حيث كانت مصر تحذر دائما من مثل هذه الأحداث وبأن هناك من الممكن أن تنفجر الأحداث ويحدث عدم استقرار في المنطقة العربية.
وتابع أستاذ العلاقات الدولية: "أرى أن خطورة هذه الأحداث بشكل عام على استقرار المنطقة، في ظل أن العالم لا يحتمل أي حروب أخرى خاصة بعد الصراع الروسي الأوكراني، ومحاولة إسرائيل اجتياح قطاع غزة سيؤدي وبشكل كبير إلى تأجيج والانتقال إلى مرحلة هي الأخطر في المنطقة العربية وسيؤدي إلى صراع إقليمي وكذلك صراع دولي".
وقال اللواء يحيى كدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، في لقائه بالبرنامج، إن حماس أعدت العدة من فترة طويلة استعدادًا للحدث الأخير ضد الاحتلال الإسرائيلي، وما قامت به من أسلوب جديد لم يكن معهودا من قبل في الصراع العربي الإسرائيلي، وهذا يفتح الباب أمام تجرأ الفلسطينيين عموما باتباع نفس المنهجية إذا لم يتمكنوا من إحلال السلام بالشكل المرضي للطرفين.
أضاف: "إسرائيل تتعنت وتحاول فرض الأمر الواقع على الأراضي الفلسطينية، والتلويح بهجوم بري على قطع غزة هي عملية انتحارية يترتب عليها تفجير المنطقة بشكل قاطع، حيث سيحدث ردود فعل عنيفة من جانب أطراف مختلفة، ولن تسمح مصر بمثل هذا العمل الذي يهدف إلى علاج القضية الفلسطينية على حساب مصر لاقتطاع جزء من سيناء لتهجير قصري للفلسطينيين تحت تهديد السلاح والقتل والقصف المستمر، والولايات المتحدة الأمريكية تحاول الضغط على الفلسطينيين بإرسال حاملات الطائرات لفرض الأمر الواقع، والمسألة في منتهى الخطورة، والرئيس السيسي أوضح بكلمات واضحة بأن مصر لن تستهين بمثل هذه المواقف وسيكون هناك رد فعل قوي وعنيف لن تتوقعه إسرائيل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة