وقعت في سنة 291 هجرية العديد من الأحداث المهمة، منها معركة كبرى بين القرامطة وجند الخليفة، فما الذي يقوله التراث الإسلامي؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة إحدى وتسعين ومائتين":
فيها جرت وقعة عظيمة بين القرامطة وجند الخليفة، فهزموا القرامطة وأسروا رئيسهم الحسن بن زكرويه، ذا الشامة، فلما أسر حمل إلى الخليفة في جماعة كثيرة من أصحابه من رؤوسهم وأدخل بغداد على فيل مشهور، وأمر الخليفة بعمل دفة مرتفعة فأجلس عليها وجيء بأصحابه فجعل يضرب أعناقهم بين يديه وهو ينظر، وقد جعل في فمه خشبة معترضة مشدودة إلى قفاه، ثم أنزل فضرب مائتي سوط ثم قطعت يداه ورجلاه، وكوي، ثم أحرق وحمل رأسه على خشبة وطيف به في أرجاء بغداد، وذلك في ربيع الأول منها.
وفيها: قصدت الأتراك بلاد ما وراء النهر في حجافل عظيمة، فبيتهم المسلمون فقتلوا منهم خلقا كثيرا، وسبوا منهم ما لا يحصون { وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرا } [الأحزاب: 25]
وفيها: بعث ملك الروم عشرة صلبان مع كل صليب عشرة آلاف، فغاروا على أطراف البلاد وقتلوا خلقا وسبوا نساء وذرية.
وفيها: دخل نائب طرسوس بلاد الروم، ففتح مدينة أنطاكية - وهي مدينة عظيمة على ساحل البحر تعادل عندهم القسطنطينية - وخلّص من أسارى المسلمين خمسة آلاف أسير، وأخذ للروم ستين مركبا، وغنم شيئا كثيرا، فبلغ نصيب كل واحد من الغزاة ألف دينار.
وحج بالناس فيها الفضل بن عبد الملك الهاشمي.
وفيها توفي من الأعيان:
أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار
أبو العباس الشيباني مولاهم، الملقب بثعلب، إمام الكوفيين في النحو واللغة، مولده في سنة مائتين، سمع محمد بن زياد الأعرابي والزبير بن بكار والقواريري وغيرهم، وعنه ابن الأنباري وابن عرفة وأبو عمرو الزاهد، وكان ثقة حجة دينا صالحا مشهورا بالصدق والحفظ، وذكر أنه سمع من القواريري مائة ألف حديث.
توفي يوم السبت لثلاث عشرة بقيت من جمادى الأولى منها، عن إحدى وتسعين سنة.
قال ابن خلكان: وكان سبب موته أنه خرج من الجامع وفي يده كتاب ينظر فيه، وكان قد أصابه صمم شديد فصدمته فرس، فألقته في هوة فاضطرب دماغه فمات في اليوم الثاني رحمه الله.
وهو مصنف كتاب (الفصيح)، وهو صغير الحجم كثير الفائدة، وله كتاب (المصون) و(اختلاف النحويين) و(معاني القرآن) وكتاب (القراءات) و(معاني الشعر وما يلحن فيه العامة) وغير ذلك، وقد نسب إليه من الشعر قوله:
إذا كنت قوتَ النفس ثم هجرتها ** فكم تلبث النفس التي أنت قوتها
سيبقى بقاء النبت في الماء أو كما ** أقام لدى ديمومة الماء صوتها
أغرك أني قد تصبرت جاهدا ** وفي النفس مني منك ما سيميتها
فلو كان ما بي بالصخور لهدها ** وبالريح ما هبت وطال حفوفها
فصبرا لعل الله يجمع بيننا ** فأشكو هموما منك فيك لقيتها
وفيها: توفي
القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب الوزير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة