اجمع فنانون ومثقفون تونسيون على أهمية الدور الذى يلعبه الفن العربى بشتى أنواعه فى خدمة القضية الفلسطينية وتجسيد المعاناة اليومية للفلسطينيين فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى.
كما أكد الفنانون لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن القضية الفلسطينية من أكثر القضايا الإنسانية لدى الفنانين العرب إلهاما منذ القدم، خاصة وأنهم استخدموا الفنون المتنوعة في نقل القوة والصمود للعالم، ضد الظلم الإسرائيلي.
وقالت أم زين بن شيخة روائية وشاعرة تونسية ودكتور فلسفة في معهد العلوم الإنسانية بجامعة تونس إن الفن والثقافة وسيلة لمقاومة كل أشكال القهر البشري، ويوثق التحديات والروح القتالية للشعب الفلسطيني في وجه الظروف الصعبة.
ونوهت بأن الفن يتشابك مع القضايا العادلة والمشاكل الأساسية التي تواجه الشعوب العربية وبالأخص القضية الفلسطينية التي تعتبر الأساسية والتي يضرب بها المثل في المقاومة ضد الإبادة الجماعية والحصار من جانب كيان رافض غاصب للأرض وحقه في الحياة.
وأوضحت أن الفن ينغمس مع تاريخ شعب حاصره ألم ودماء وصراخات الأطفال وبكل حزن يعيش الفنان هذا المشهد والحزن وحده لا يكفى بل لابد أن يترجم هذا الحراك الاجتماعي على شكل محاضرات وقصائد وأعمال فنية التي تعد نوعًا من المقاومة الفكرية لذلك الكيان.. ومن هنا يظهر دور الفنان ووقوفه مع هذه القضية ويحولها إلى ذاكرة فالشعوب بدون ذاكرة شعوب بلا مستقبل فالفنان يدون الذاكرة ويلتقط القلم ويجعلها قصة وسردية من أجل نشر العدالة على الأرض وجعل الحياة ممكنة.
واتفق معها "فؤاد السعداوي" رئيس المركز الثقافي هادى الزغلامى ورئيس "مهرجان الفنون الملتزمة - بدائل"، مؤكدا أن الفن يعد رسالة سامية وهادفة لعرض القضايا العربية وتوحيد الرؤية العربية بصفة عامة ولنصرة القضية الفلسطينية ومساندتها بصفة خاصة، حيث يسهم بنقل القصة كاملة والتوعية العالمية بخطورة الوضع.
وقال إن المركز يعقد مهرجان الفنون الملتزمة البدائل من كل عام والذي يواصل دوره الثابت ومسيرته والالتزام سواء عن طريق الغناء أو المسرح أو مداخلات الأكاديميين لطرح الفكرة والدفاع عن قضايا إنسانية والقيم الكونية والالتزام بنشر الحب والخير للجميع، وهذا هو العام الثاني له لكن مختلف بعض الشئ خاصة في ظل الأحداث والتوترات في الأراضي الفلسطينية المطروحة حاليا على الساحة والتي ليست وليدة اللحظة بل أنها فترة كفاح شعب ما قبل 1948 الذي رسم ملحمة بطولات للعالم كله وقوفه صامدا أمام الاعتداءات والتجاوزات التي تمارس على أرضه.
وأكد حرصه على إقامة ذلك المهرجان كنوع من المساندة لأهل فلسطين معبرين من خلالها عن التضامن الكامل لهم بالفكرة والكلمة والأغنية وبكل ما لدينا، خاصة وأن المهرجان فرصة لترسيخ الحق والدفاع عنه في حضور عدد من الفنانين الدول المجاورة منوها بأن كلمة الحق لها أنصارها وستظل قوية.
ونوه بأن الشعوب العربية بأكملها عبرت عن تضامنها ومساندتها للشعب الفلسطيني، موجها رسالة تقدير لكل الشعوب التي تحالفت وتكاتفت لنصرة القضية الفلسطينية والعمل على حلها.
فيما صرح محمود الماجري أستاذ جامعي في الدراسات المسرحية بتونس والعميد السابق للمعهد العالي للفن المسرحي بتونس بأن الفن بكافة صورة له دور في نقل نبض الشارع العربي والعالمي وله دور في مقاومة كل ماهو ضد الإنسانية والظلم خاصة القضايا العربية المشتركة وعلى رأسهم القضية الفلسطينية.
وقال إن العمل الفني له دور في تسجيل كافة الأحداث التي تحدث على الساحة وبالأخص القضية الفلسطينية لتكون مرجعًا للأجيال القادمة كمحاولة لمنع طمس الهوية الفلسطينية وتزييف التاريخ.
ونوه بأن المسارح العربية بصفة خاصة والفن العربي بكل صوره وأشكاله أسهم بتغيير المجتمع وتطوره لمسار الحداثة والتنوير بدوره لا يمكن إلا أن يكون استباقيا ومع كل القضايا العادلة ومسار الإنتاج الفني لا يتجزأ ولا يتوقف خاصة وأن الفنان لا يصمت أمام ما يعيشه داخل مجتمعه بل يقود الحراك الاجتماعي بفكره التقدمي ويأخذه إلى الأمام لإزالة أي عراقيل تواجهه.
وأشار إلى الفن يقف بالمرصاد لكل ماهو مخالف للضمير وكل ما يحيد عن الحق والعدل فالفن له دور اجتماعي وسياسي لا يمكن أن نتجاهله خاصة مع ظهور أشكال جديدة العروض الفنية التي تعرف "المسرح الشارع" والممارسات الفنية لعدد من الفرق الموسيقية في عدد من الشوارع العربية والتي لاقت إقبالًا كبيرًا من الجمهور خاصة وأنها أكثر حضورًا والتصاقا لنبض الشارع العربي، فإنها تغرس قيم الجمال لدى المتلقي وتقدم صورة أفضل لما يدور في نفوسهم معبره عن أهم العراقيل والعقبات التي تواجههم والعمل على تجاوزها لكى يصبو العدل والحرية والسلام
ولفت إلى أن الفن يعد معلمًا بذاته يعلم الجمال والتنوير، لكل الفئات العمرية في المجتمع تلقى ضلتها المنشودة من متعة وتعليم.
وقال كارلوس أروى مدير مسرح بفنزويلا -أثناء حضوره أحد المهرجانات- إن الفن يلعب دوره كبير ليرجع الكائن الحي إلى الإنسانية.
وأشار إلى أنه يحرص على المشاركة وتوطيد العلاقات والتعاون مع الدول الأخرى عن طريق تقديم فن راق يتناول قضايا تهم الإنسانية وكمحاولة لنبذ العنف والعدوان ونشر المحبة
وأشار ياسر جرادي مغنى تونسي إلى أن الفن «كلّ لا يتجزأ» ولا ينفصل عن الواقع، يحمل رسالة واحدة فهو يلامس الروح ويفتح باب التغيير إلى السلام والتحرر من الكراهية والأنانية.
ونوه بأن الفن يوقظ صحوة الضمير لدى الإنسانية التي طمست معالمها، مستعرضا ما يحدث في فلسطين من انتهاكات لحقوق الإنسان، قائلا إن كلمات الأغنية تعبر عبر القارات وتنقل ما يحدث من عنف وظلم الذي يرتكب في حق الإنسانية جمعاء.
وأكد أن دوره كالفنان يحتم عليه نقل الواقع كما هو ونقلها إلى العالم أجمع عن طريق المشاركة في المهرجانات لعرض القضية أمام الحشد خاصة القضية الفلسطينية.
واستعرض جرادي أغاني خاصة بالقضية الفلسطينية ومحمد الدرة والمقاومة والثورة وحب الوطن التي أثرت كثيرا في الشباب وهى "نرجعلك ديما ديما» أغنية يحفظها الأطفال ورددوها معه، رثى شهيد تونس شكري بلعيد في أغنية «نسمع فيك» أغنية هي الأخرى لها سحرها وكلماتها الرقيقة وغيرها من الأغاني التي تعبر عن الواقع.
يقول عن حبه وتعلقه بفنون الشارع، :"نحن لا نصنعُ موسيقى الشارع، تنجح موسيقى الشارع في استيطان القلوب والذاكرة".
بينما أكد بحري رحالى ممثل مسرحي تونسي أن الفن أسرع وسيلة لمقاومة الاحتلال بكل أفكاره التى تعزو العقول قبل الأراضي، منوها بأن الشعب الفلسطيني يكتب التاريخ بدمهم والفن يكتبه بخطوط من النور لنقل الحقيقة كاملة للعالم كله دون تزييف .
وأشار إلى أن الفن بكل صوره يؤرخ القضية الفلسطينية لتكون مرجع للأجيال القادمة ومثال يقتدي بها فى المقاومة والدفاع عن الحق والأرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة