اختلاف الآراء «قوة ومصلحة للوطن».. لولا التنسيقية والبرنامج الرئاسى لأصبح «عزوف الشباب» أشد خطورة
وصف الدكتور هشام عبدالعزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، الحوار الوطنى بـ«التاريخى» وأنه بمثابة فرصة لجميع الأحزاب والقوى السياسية لإعادة تمركزها وإثبات وجودها، مشددا على ضرورة التعامل مع الحوار الوطنى بـ«نضج وواقعية» وتقديم مقترحات وبدائل عملية وعلمية قابلة للتنفيذ والتطبيق.
فى البداية.. ما تقييمك للحوار الوطنى مع مرور عام على دعوة رئيس الجمهورية له فى إبريل 2022؟
الحوار الوطنى «تاريخى» بالرغم من إطلاق حوارات وطنية فى مراحل سابقة، لكن الحوار الحالى لم يستثن أى قضية، حيث تضمن 19 ملفا، فى 3 محاور سياسية واقتصادية واجتماعية، و123 قضية فرعية، كما أن استثنائية الحوار تأتى من عدم استثناء أى فصيل إلا الخونة أو من تلوثت أيديهم بدماء المصريين.. وهو دليل على قوة الجمهورية الجديدة، ورسالة تؤكد أن مصر لكل المصريين، والدعوة للحوار دعوة استثنائية من زعيم تاريخى استثنائى يمثل الرمز لكل المصريين، والدعوة تمثل علامة وإشارة أن مصر تستوعب الجميع وتسعى لسماع الرأى والرأى الآخر فى حالة حوارية كبيرة غير مسبوقة فى الدولة المصرية من قبل.
هناك بعض التصريحات التى تقول إن الحوار الوطنى تأخرا كثيرا.. فكيف ترى ذلك؟
هناك تفهم أن حوارا بهذا العمق وشمول الموضوع وحجم المشاركين ومؤسسات المجتمع المدنى، وأطراف متعددة ولهم ميول سياسية مختلفة، يتطلب لوقت، ولكن كان من الممكن اختصار وقت تكوين اللجان الفرعية وتشكيلها، وكان لا بد التفاعل بشكل أكثر قوة خلال الفترة الماضية، من قبل أمانة الحوار الوطنى لإنهاء التشكيل فى وقت أسرع، ولذا يجب تلاشى أى تأخير آخر خلال الفترة القادمة، ولا بد من مخرجات تمثل نتاجا حقيقيا يعطى انطباعا على مدى جدية العملية السياسية وبناء قاعدة توافقية، فى الإطار الوطنى.ما أبرز الملفات التى ترى ضرورة التعامل معها بشكل عاجل؟
لا بد من أن يكون هناك تركيز من أمانة الحوار فى وجود بعض الآليات للوصول لمخرجات فى الملفات المختلفة بشكل سريع، وعدم إضاعة الوقت فى نقاشات طويلة لا تنتهى، وهناك ملفات ذات الأولوية، مثل ملف المحبوسين احتياطيا، وملف الانتخابات ودعم الأحزاب السياسية، وبالنسبة للمحور الاقتصادى، ملف توطين الصناعة وجذب الاستثمارات وملف ريادة الأعمال، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وبالنسبة للمحور الاجتماعى، لا بد من دعم ملف التعليم وقضايا الصحة، بجانب ملف الهوية وقضية الثقافة الوطنية، ولا بد أن تكون على قائمة أولويات الملفات فى المحور الاجتماعى.البعض يسأل عن علاقة الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية بالحوار السياسى بين الأحزاب؟
هناك إشكالية فى حصر الحوار الوطنى على أنه حوار سياسى، رغم أنه حوار وطنى عام لكل القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وعلينا إدراك فلسفة الرئيس والدولة فى الدعوة للحوار الوطنى.. وهى جمع كل المصريين بكل طوائفهم لصياغة تفصيلية لملفات الدولة وقضايا الوطن والمواطن، وسماع جميع الآراء، وبالتالى علينا إدراك أهمية هذه القضايا ومكانتها فى الحوار، وخاصة قضية الثقافة والهوية، وعلينا ألا ننسى، أننا فى معركة مع الجماعات الإرهابية، التى سعت بكل قوة لفرض هوية غريبة عن المجتمع المصرى، واستخدمت كل الأساليب لطمث الهوية المصرية الأصيلة الممتدة عبر السنوات، والعبث بها، ونقول لهؤلاء أن الهوية المصرية ليست حكرا على حقبة تاريخية دون أخرى، ولكنها مزيج من الحضارات السبع أو الأعمدة السبعة، التى تحدث عنها ميلاد حنا فى كتابه الشهيرة «الأعمدة السبعة».. ونحن كمصريين شعب عريق وله تاريخ ممتد وأعراق مستقرة، يمكن البناء عليها، لصياغة تصور حضارى مصرى.. وأرى أن المعركة الحقيقية بعد معركتى الحرب على الإرهاب، ومعركة التنمية، هى معركة الوعى، وفى القلب منها، الثقافة والهوية المصرية.ما أهم الرسائل التى يعكسها الحوار الوطنى بين مختلف الأحزاب والقوى السياسية؟
الدولة المصرية تجمع جميع الفرقاء السياسيين، ويمكن الاختلاف فى الآراء وبعض السياسات، ولكن لا يمكن أبدا الاختلاف على الوطن، ويجب أن يلتف الشعب المصرى حول مبادئ وقواعد ثابتة، فالحوار الوطنى مثل حالة من الانفتاح السياسى على مدار العام الأول، وخاصة فى ظل العمل على المحاور الثلاثة الاجتماعى والسياسى والاقتصادى، والتى تشعبت لأكثر من 123 ملفا، كما أن الحوار بمثابة قبلة الحياة للواقع السياسى المصرى وفتح المجال العام للكيانات السياسية والشخصيات العامة للحديث فى شتى المجال، والقيادة السياسية كانت واضحة فى جديتها مع الحوار، وظهر ذلك فى تفاعل رئيس الجمهورية، وتوجهه بالاستجابة لمقترح الحوار الوطنى للإشراف القضائى فى الانتخابات القادمة، وبالتالى فإن الحوار الوطنى فرصة تاريخية لمشاركة مجتمعية وحزبية لصياغة مستقبل الدولة المصرية.ماذا عن استيعاب ثقافة الحوار خلال المرحلة المقبلة؟
مرت مصر بفترات صعبة بداية من يناير 2011، ثم 30 يونيو، وصولا لمعركة بقاء الدولة المصرية ، وكانت هناك حالة من الاستقطاب بالمجتمع المصرى، كما غاب عن المجتمع المصرى لفترة طويلة حوار حقيقى بين الأطراف، وكانت لغة الصراع هى الغالبة، وبالتالى لغة الحوار ثقافة جديدة بين المصريين وعلينا أنت نتعلمها بشكل أفضل.. وثقافة الحوار فى مصر بحاجة إلا مراجعة، والحوار الوطنى فرصة لغرس هذه القيمة.فى رأيك كيف ترى أبرز ضمانات نجاح الحوار الوطنى؟
هناك دور مهم فى نجاح الحوار الوطنى يقع على عاتق كل الأطراف، وخاصة الأطراف الداعمه له، مع توعية المواطنين لأهمية الحوار الوطنى، كما أن وسائل الإعلام عليها دور كبير فى تسليط الضوء على الحوار وأهميته وتطوراته، وتوعية المواطنين بتعلق الحوار الوطنى بقضايا المواطنين اليومية، كما يوجد دور على الأحزاب والنخب فى توعية المواطنين، والاستماع لآرائهم المختلفة، خاصة أن الأحزاب بمثابة جسر بين الدولة والمواطن، ويجب صياغة ذلك ضمن الحياة السياسية والآليات التنفيذية.
الأزمات العالمية الاقتصادية لها تأثيراتها على جميع دول العالم ومن بينها مصر.. ما مدى قدرة الحوار على أن يصبح لاعبا مؤثرا فى مواجهة تداعيات هذه الأزمة؟
هناك تأثير مباشر وغير مباشر على الملف الاقتصادى من خلال الحوار، حيث إن المحور الاقتصادى بالحوار الوطنى ممثل بـ8 ملفات فرعية، سواء فيما يتعلق بأولويات الإنفاق الحكومى والزراعة والصناعة وغيرها، كما يوجد تأثير مباشر للحوار على الاستقرار السياسى ومن ثم الاستقرار الاجتماعى، الذى يلقى بظلاله على الحالة الاقتصادية، وخاصة فيما يتعلق بجذب الاستثمار الأجنبى المباشر.
ماذا عن القوة الناعمة فى مهمة «الحوار الوطنى»؟
القوة الناعمة من أهم أسلحة الدولة المصرية، وخاصة من خلال الدراما والفن والثقافة وكرة القدم وربما يكون هذا الدور انخفض نوعا ما فى العهود السابقة، ولكن لا بد من عودة القوة الناعمة للواجهة مرة أخرى، واستخدام القوة الناعمة كسلاح فعال، وهذا الأمر يكون له تأثير بالحوار الوطنى، وهناك دور على الإعلام فى رفع الوعى، وربما يظهر دور الدراما فى صياغة رؤية جديدة ومختلفة، من خلال الاحتفاء بالقيادات الوطنية والرموز الوطنية، مثلما شهدنا فى الماضى، عن تفاعل الدراما مع سعد زغلول ومصطفى كامل وجمال عبدالناصر والسادات، ولذا لا بد من من إبراز السياسيين المحنكين والوطنيين كى يتعلم منهم المواطنون ممارسة السياسة بشكل صحيح.كيف ترى الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وارتباطها بحالة التوافق السياسى؟
الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان خطوة مهمة جدا، وجاءت بمبادرة رئاسية من زعيم وطنى يهتم بحقوق الإنسان بمعناها الشامل والعام، ثم شهدنا إلغاء حالة الطوارئ، ثم الإفراج عن المحبوسين على ذمة قضايا سياسية، وكل ذلك بمثابة مقدمة تؤكد أن الدولة المصرية تخطو نحو مرحلة جديدة من التوافق السياسى والاستقرار والتوافق الوطنى على قضايا جوهرية.. وأؤكد أن الأوطان تبنى بتوافق وجهود الجميع، ووجود الرأى والرأى الآخر على مائدة الحوار الوطنى يمثل قوة ويجعل اختلاف الآراء بناء على مصلحة الوطن والمواطن.مؤخرا.. شهدنا انتشارا أكبر لورش عمل والصالونات السياسية بالتزامن مع الحوار الوطنى.. فهل نحن أمام حراك سياسى من نوع جديد؟ وما هى أهم منجزات الحوار؟
هناك حالة من الحراك السياسى تشهدها ساحة الأحزاب السياسية، رغم أنه كان هناك تخوفات فى بداية الحوار، وبعض الأصوات المشككة فى استمراريته، والبعض فى وقت مضى زعم أن الحوار جاء لتمرير شىء ما، ولكن رد فعل النخب والأحزاب السياسية فى مجمله كان جيدا، والاستجابة كانت على مستوى الحدث، سواء من الشخصيات أو القوى السياسية.. أما أهم المنجزات فهو سعى الكثير من الأحزاب والشخصيات العامة للتفاعل مع ملفات الحوار الوطنى بشكل جاد، وظهرت فى تقديم مقترحات نالت دعم واستجابة رئيس الجمهورية، وخاصة على الإشراف القضائى فى الانتخابات، وهذه لافتة كبيرة من الرئيس فى التجاوب مع الحوار.كيف ترى حالة التفاعل بين الأطياف المشاركة فى جلسات الحوار الوطنى، وتوافقها على فكرة الشراكة لا الخصومة والتوافق على أساسيات العمل.. ودورها فى نجاح الحوار؟
هذه دلالة على نضج الأطياف المختلفة والتيارات الداعية للحوار الوطنى، وهذه من أهم مكتسبات الحوار، والشراكة هى الضمانة لبناء الأوطان، وبالطبع هناك قضايا أو ملفات تتضمن اختلافات فى الرأى، وهذا يشكل الثراء ودليل على حيوية المجتمع المصرى، وضمانة حقيقية لنجاح الحوار واستمراره وخروجه بنتائج إيجابية وفعالة ومثمرة فى أسرع وقت.ما دلالة خروج قوائم من المحبوسين ضمن جهود لجنة العفو الرئاسى وتفاعلها مع مقترحات الحوار الوطنى؟
خروج قوائم من المحبوسين ضمن جهود لجنة العفو الرئاسى، إثبات جديد من الدولة المصرية فى الملف الحقوقى، وهذا الأمر كان مطلبا من القوى السياسية المصرية منذ فترة، والوقت مناسب لإغلاق هذا الملف، فالدولة المصرية تمضى بشكل جاد لتحويل الاستراتيجية الوطنية لواقع حقيقى، وملف الحبس الاحتياطى من الملفات المهمة والتى يجب مناقشتها بشكل أوسع، وننتظر المزيد فى ملف الحريات والحقوق العامة والسياسية، وحان الوقت لسياسات جديدة بالعمل السياسى، ونسعى لخلق مناخ أكثر فاعلية، ويراعى ثوابت الأمن القومى ويكون ديمقراطيا فى نفس الوقت.ماذا عن أسهم «الشباب» من نتائج ومخرجات الحوار الوطنى؟
فى الحقيقة هناك عزوف من الشباب عن المشاركة فى الشأن العام، ولولا وجود تجارب ناجحة مثل تنسيقية شباب الأحزاب، وشباب البرنامج الرئاسى، لكان العزوف أكثر شدة وخطورة، وربما تكون هناك أسباب ومبررات منطقية لعزوف الشباب.. ولكن شاهدنا نماذج شابة ذات أداء مختلف، سواء نواب المحافظين أو النواب الشباب، وهذا الأمر شجع الشباب الآخرين على المشاركة فى الفعاليات والشأن العام بشكل أكبر.. وأرى أن هناك مقترحات كثيرة تتضمن مخاطبة الشباب بلغتهم من خلال زيارات وفعاليات وورش عمل بالجامعات ومراكز الشباب وغيرها، ولا بد من منصة حوار دائمة بين الرئاسة والحكومة والبرلمان مع الشباب، تتضمن رفع الأفكار وعقد اجتماعات دائمة مع ممثلى الشباب، مع بث الحياة مرة أخرى فى الاتحادات الطلابية بالجامعات والمدارس، ولا بد من ممارسة انتخابية قوية داخل الحرم الجامعى والمدارس، مع الاهتمام بمراكز الشباب وقصور الثقافة، وأؤكد أن الأوطان لا تبنى بمجتمعات ضعيفة، ولا بد من أن يكون المجتمع لحمة واحدة، وقوة الدولة تتطلب قوة المجتمع.هل مصر بحاجة لاستراتيجية متكاملة تتعاون فيها كل الجهات المعنية لخلق حالة من الوعى بالهوية والحفاظ عليها؟
لا بد من استراتيجية لبناء الإنسان المصرى وإعادة تأهيله، والوعى أولى خطوات تحقيق ذلك، وبالتالى لا بد من مجتمع قوى ومؤهل، والتحرك لرفع وعى المواطنين، من خلال التعليم والإعلام واللذين يعدان بمثابة رأسى حربة فى تنمية الوعى، كما يجب تأهيل المؤسسات لتواكب حركة التطور الإقليمية والدولية.ما تقييمك لتفاعل الحوار الوطنى مع الملفات المختلفة، واستجابة رئيس الجمهورية لعدد من المقترحات؟ وماذا عن أبرز منجزات الحوار الوطنى والمنتظر تحقيقه؟
أهم المنجزات، هو موافقة رئيس الجمهورية على الإشراف القضائى فى الانتخابات القادمة، استجابة لمقترحات الحوار الوطنى، رغم أن هناك إنجازات غير مباشرة أهمها انخراط النخب السياسية فى ملفات الدولة، فقبل الحوار الوطنى كانت هناك مطالبات متماثلة فى قضايا متشعبة، والآن نحن أمام ملفات ومحاور واضحة، وهى المحاور السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وبالتالى حينما تتحدث النخب، فعليها التحدث فى إطار تلك المحاور وتقديم رؤى تغطى تلك القضايا، كما أرى أن حالة الحوار من أهم المنجزات، تختلف فيها الآراء فى صالح الوطن.. وهناك رسائل مهمة أولها للداخل المصرى، تؤكد أن الدولة تفتح يدها للجميع وأنه ليس لديها ما تخفيه، لأن الملفات واضحة والقضايا معلنة، ومن ثم فنحن أمام جمهورية جديدة شعارها الشفافية، كما أن هناك رسالة أخرى تتضمن أن الحوار هو السبيل لطرح الآراء وفق رؤى، كما توجد رسائل للقوى الإقليمية والدولية، عن أهمية أن الدولة تخطت مرحلة المخاوف الوجودية وخطر الإرهاب ومعركة الإصلاح الاقتصادية، وفى سبيلها للتطوير، وأن هناك معركة جديدة فى التنمية السياسية.. وأهم ما ننتظر تحقيقه هو فتح أكبر للمجال العام وقوانين جديدة لمباشرة الحقوق السياسية، وكذلك للأحزاب، واستراتيجية واضحة لتطوير التعليم وتوطين الصناعة وملف ريادة الأعمال، والانطلاق بشكل منظم لبناء الشخصية المصرية.ماذا عن تعديلات قانون الأحزاب ومباشرة الحقوق السياسية؟.. وسبب محدودية الأحزاب الفاعلة كما يرى البعض؟
لا بد من تعديل المادة الخامسة من قانون نظام الأحزاب السياسية وتعديلاته، وتعزيز المشاركة الانتخابيات بداية من الانتخابيات الطلابية والاتحادات وصولا للانتخابات الرئاسية، وتمكين حقيقى للشباب وتأهيلهم والتحرك على كل الأصعدة والاتجاهات لسد الاحتياجات الحقيقية لقيادة قادرة على مواجهة المشاكل التى تمر بها مصر، والوصول لحلول واقعية قابلة للتنفيذ.. وفى ناحية أخرى أرى أن الأحزاب المصرية تعانى ضعف التمويل وعدم وجود إعداد ممنهج للكوادر، ولكن الأحزاب السياسية تحمل أكثر من طاقتها، فالتنمية السياسية خيمة، لها أوتاد متعددة، تتقسم ما بين الحكومة والدولة والأحزاب، والحياة الحزبية فى مصر تم تجريفها منذ عقود، وبالتالى علينا الاعتراف بمشاكل الأحزاب وتحدياتها المختلفة، ويجب التحرك لحل تلك الإشكاليات، وقبول واحترام المشاركة السياسية واللاعبين السياسيين، وهذا دور مهم على الجميع.كيف ترى عودة المعارضين إلى مصر؟.. وما هى رسالتك للأحزاب والقوى السياسية؟
الجمهورية الجديدة وطن وبيت لكل المصريين الذين لم يتورطوا فى دماء أو خيانة.. ورسالة واضحة أن الدولة المصرية لا تخاف المعارضة ولا تحارب الرأى الآخر، بل تحارب الخونة والمخربين، والمعارضة لا بد أن تعى أن الدولة المصرية أبدت حسن نواياها، وعلى المعارضة أن تتحلى بالنضج الكافى للتعامل مع تلك الخطوات، وكل معارض المفترض أن يكون له رأى فى الحوار الوطنى، وهو مكسب كبير، ومصر غنية بأبنائها وتحتاج مجهود كل وطنى مخلص فى مجاله، والانفتاح على الآراء الأخرى.
وهنا أوجه رسالتى للسلطة أولا، فالحوار الوطنى لم يكن ليحدث لولا دعوة القائد والأب الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبالتالى أوجه رسالة شكر للدعوة الكريمة للحوار، ورسالة تأكيد على أهمية سماع الرأى الآخر، والرؤى المختلفة لكل المحبين لوطنهم، حتى وإن اختلفت مع توجهات الحكومة، وسماعها واجب وطنى، ومناقشاتها دليل على حس وطنى حقيقى، وتطبيقها دليل على أن مصر للمصريين جميعا، كما أدعو الأحزاب والقوى السياسية، للتعامل بنضج مع تلك الفرصة التاريخية، وترجمة التأييد من خلال سياسات واضحة، فهذه فرصة للمعارضة لتقديم بدائل ناضجة وعملية وواقعية قابلة للتطبيق.. وأؤكد أن الحوار الوطنى هو حوار حول ملفات وبرامج وسياسات ولا مجال للمباريات الخطابية، فسياسة الشعارات انتهت، والحوار فرصة تاريخية لبناء تنمية سياسية حقيقية والانطلاق لنضج سياسى تستحقه مصر، من خلال الجميع.