تحل، اليوم، ذكرى ميلاد أمير شعراء الرفض أمل دنقل، الذى ولد فى 23 يونيو من عام 1940م بمحافظة قنا، وقد كان واضحا فى مواقفه كما تقول عنه زوجته عبلة الروينى فهو لا يعرف إلا الأبيض والأسود ولا يعرف الرمادى.
وأول مواقف أمل دنقل المعلنة داخل الحقل الثقافى هى الإخلاص التام للشعر هدفا ومنزلا ومآلا وفى ذلك قال أمل دنقل: إن ما جمعه بالشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى هو الإخلاص للشعر فلم يعمل أى منهما عملا آخر، "جمعنى بالأبنودى الإخلاص للشعر فلم يكتب أى منا شيئا آخر فلم نحاول كتابة القصة أو الرواية أو العمل فى الصحافة، ما أريد قوله أنا كلا منا كان راسخا فى وجدانه منذ بداياته أن يصير شاعرا".
أمل دنقل كان له موقف منتفض من الهزيمة فقد استطاع أن يرسم مظاهر نكسة 67 بقصائده التى أظهرت تأثره البالغ، حيث يقول الشاعر فى مطلع قصيدته البكاء بين يدى زرقاء اليمامة التى كتبها عن نكسة 67 "أيتها العرافة المقدسةْ/ جئتُ إليك.. مثخناً بالطعنات والدماءْ/ أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة/ منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ/ أسأل يا زرقاء/ عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء/ عن ساعدى المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكسة/ عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء/ عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء../ فيثقب الرصاص رأسَه .. في لحظة الملامسة !/عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!".
ولم تؤثر قصيدة فى أجيال متعاقبة مثلما أثرت قصيدة البكاء بين يدى زرقاء اليمامة لارتباطها بالظرف السياسى الذى ظهرت فيه وهو هزيمة 67 فقد خرج ديوان البكاء بين يدى زرقاء اليمامة للشاعر الكبير الراحل أمل دنقل إلى النور عام 1969 أي بعد عامين من النكسة، غير أن فرادة القصيدة جاءت من الرمزيات التاريخية التي حملتها وعلى رأسها زرقاء اليمامة التي تعد المثال الأكبر فى الدفاع عن قومها عبر نظرها الثاقب وإن انتهى ذلك كله بعدما كذبوا رؤيتها الأعداء فضاعت وضاعوا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة