نالت المرأة المصرية مكانتها المستحقة داخل الدولة وبين مصاف الدول المتقدمة؛ إذ تعد مشاركتها السياسية جزءً رئيسًا من تمكينها بالجمهورية الجديدة بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لقناعته التامة بأنها تشكل نهضة المجتمع وتعد قاطرة تقدمه نحو المستقبل الزاهر، كما أنها تتحمل مسئولية ضخمة في المجتمع، ومن ثم فلها تأثير واضح في تكوين النشء وفي سائر مجالات الحياة.
وتؤدي المرأة عبر المشاركة السياسية دورًا رائدًا في الحياة السياسية والمجتمعية، لما تمتلكه من مقدرة خاصة تتصل بالمرونة والدينامية والنشاط؛ بالإضافة للمقدرة على العطاء المستدام؛ حيث أثبتت التجارب ريادتها في القيادة وحققت من الأهداف ما كان يصعب تحقيقه، وهذا أكد للمجتمع أن إتاحة الفرصة للمرأة في شتى المجالات يؤدي بشكل حتمي للنجاح منقطع النظير.
وبما لا يدع مجالًا للشك أن المرأة المصرية عبر مشاركتها السياسية الفاعلة تحقق ذاتها وتعزز من قدراتها وتنمي مهاراتها بصفة مستمرة، ويرجع ذلك لوعيها العميق والمتكامل بكل ما يحيط بالساحة السياسية، ومن ثم فلديها مثابرة تجاه اكتساب الخبرات التي تمارس بصورة ابتكارية؛ إذ تفتح لها آفاقًا متعددة في مجالات العمل السياسي وتدرجه، والتجارب المصرية الرائدة في المجالات المشاركة السياسية التي لا حصر لها بفضل توجيهات القيادة السياسية الرشيدة.
وفي الآونة الأخيرة تعاظمت المشاركة السياسية للمرأة؛ حيث شملت النقابات المهنية، والتمثيل البرلماني، الوصول إلى مراكز صنع القرار، ورسم السياسات العامة، والتمثيل الخارجي للدولة، وفي هذا الخضم تتبع الدولة إجراءات تتسم بالعدالة وتحقق المساواة، وترتبط بتشريعات دستورية تضمن القضاء على ممارسات التمييز، والتهميش، والإقصاء للمرأة المصرية صاحبة الكفاح والمبادأة.
وجدير بالذكر أن ما بذلته القيادة السياسية منذ توليها إدارة شئون البلاد ساهم بصدق في إعادة تشكيل الوعي لدى جموع المصريين؛ فقد استبدلت المفاهيم السلبية عن المشاركة السياسية للمرأة وصارت إيجابية، ومن ثم نالت الرضا الشعبي، وساعدت في إتاحة الفرصة كاملة لها، في إطار من الحماية التي كفلت لها العمل باطمئنان في مُناخ هادئ ومستقر وديمقراطي.
وتعد الأحزاب السياسية من التنظيمات السياسية المهمة التي تؤثر بالنظام السياسي وتضمن استمراره واستقراره؛ إذ تسعي لفتح آفاق المشاركة، ومن ثم تعمل على تنشيط الحياة السياسية، وتحقق استمرارية الديمقراطية، وتؤكد على فاعلية النظام السياسي الذي قد ينتمى لنظام حزبي بعينه في الدولة له قبول شعبي؛ لذا تعتبر الأحزاب السياسية قناة رئيسة لصورة المشاركة السياسية للفرد؛ لتمكنه من التعبير عن الاهتمامات والاحتياجات العامة، وتثابر وتجتهد من أجل العمل على تحقيقها من قِبَل الحكومة، أو بمشاركتها البناءة، أو بآليات الضغط المشروعة على صنَّاع السياسة بالدولة.
وصارت الأحزاب السياسية قناة شرعية تعبر عن الرأي وتشير إلى الإرادة الجماهيرية وتهتم بمصلحة الدولة العليا وتستوعب التعددية وتتقبل تباين وجهات النظر واختلاف الرأي، وتعبر عن المزاج العام الشعبي، وتتبنى البرامج التطويرية في مجالات الدولة المختلفة، وتشارك في إيجاد حلول لما تواجه الدولة من مشكلات وقضايا داخلية وخارجية، وتساهم في تعضيد الوعي الصحيح لدى المواطنين.
وتستوعب الأحزاب السياسية في تمثيلاتها كافة الطوائف الشعبية من الذين يمتلكون مهارات العمل السياسي أو يرغبون في اكتسابها عبر الممارسة، وللمرأة تمثيل واضح في كافة الأحزاب السياسية المصرية مراعاة لتكافؤ الفرص وقناعة بدورها التنافسي والريادي في أداء ما يوكل إليها من مهام نوعية؛ حيث حققت إنجازات غير مسبوقة اثبتت من خلالها جدارتها واستحقاق مكانتها.
وركيزة المشاركة الحزبية للمرأة تقوم على فلسفة الديمقراطية، ومن ثم تُعد شرطًا رئيسًا من شروط المواطنة؛ حيث إن تتويج المرأة بمكانة مستحقة وتبوئها المكانة التي تستحقها في العمل العام مؤشرًا لتعزيز مكانتها وقدرها، بما يساعد في شراكتها الأصلية لبناء وتنمية ونهضة الدولة، كما تزداد تلك المشاركة بصورة كبيرة إذا ما تلقت الدعم اللازم من البيئة المحيطة بها.
وقد أضحى دور المرأة في الأحزاب السياسية مؤثرًا إذ حققت العديد من الإنجازات في ضوء ما أوكل إليها من مهام؛ فساهمت في التنمية بمختلف مجالاتها، وامتلك المقدرة على اتخاذ القرار، واكتسب مهارات القيادة المؤسسية، وامتثلت بمعايير جودة الأداء وحققت الأهداف المنشودة في مجالها، وهذا ما أكد مهاراتها المتميزة في العمل العام، وعمق الثقافة والوعي اللذان تمتلكهما.
وتتعدد الأدوار التي تؤديها المرأة عبر انتسابها للأحزاب السياسية؛ حيث تساهم في الحملات والقوافل بتنوعاتها التي تخطط لها الهيئات التنظيمية بالأحزاب السياسية، التوعوية والعلاجية والتعليمية والتثقيفية والتنموية والوقائية في مختلف القطر المصري، كما تشارك في المبادرات التي تقوم بها الأحزاب، للمساعدة في تلبية احتياجات المجتمعية والتغلب على المشكلات الطارئة، كما تتسم المرأة بمقدرتها على الاندماج الاجتماعي مع فئات المجتمع المختلفة؛ حيث إن قدرتها على الاستيعاب لا حدود لها.
ويتأتى الدور الحيوي للمرأة عبر مشاركتها الحزبية من شراكتها الفاعلة مع الرجل؛ إذ تقدم الحلول والاطروحات بصورة توصف بالوعي السليم مصبوغًا بالفهم العميق، وتشارك في تقديم أشكال العلاج للمشكلات بغية التغلب عليها بصورة جذرية، وتتحمل المسئولية جراء ما تؤديه من ممارسات على الأرض؛ بالإضافة إلى مقدرتها للعمل تحت العديد من الضغوط الحياتية على مستويها العامة والخاصة، ومن ثم فهي شريك البناء والنهضة في الدولة المصرية.
ومن مظاهر الدعم الرئاسي لدور المرأة في المشاركة الحزبية تخصيص مقاعد لها في البرلمانات، فيما يعرف بنظام الكوتا؛ لضمان التزام الأحزاب السياسية بتمثيلها في قوائمها، وهذا التعزيز يؤكد على أمرين مهمين، أولهما ضمان تكافؤ الفرص مع الرجل وفق نصوص الدستور المصري، وثانيهما التمكين السياسي في صورته الوظيفية التي لا تقبل المزايدة على دورها الفاعل على المستوى المحلي والدولي.
وجدير بالذكر أن دور المرأة في الأحزاب السياسية لا يتوقف عند التمثيل النيابي بالمجالس التشريعية، بل يمتد لأنشطة متنوعة مجتمعية وسياسية عبر ما يعرف بأمانة المرأة؛ فهناك الاستعداد الانتخابي للمحليات، وهناك المسار التثقيفي والتدريبي في مستوياته المختلفة والشاملة للقطر المصري، ومن ثم تتأتى ضرورة مشاركتها لتصل إلى 50%، وآليات الدعم والتعزيز داخل الأحزاب تعمل على استثمار الطاقات وزيادة الحماسة والدافعية نحو المشاركات؛ بالإضافة على تذليل المعوقات التي تحد من المشاركات لتصبح حقيقة لا مجرد تمثيل شرفي.
ومن الأدوار الوظيفية التي تؤديها المرأة عبر الأحزاب السياسية مقدرتها في التعرف على ما تواجهه المنظمات والجمعيات الأهلية التي تقدم خدمات مجتمعية، ومن ثم تقديم الخدمات لهم من الجهات الرسمية بالدولة؛ لتصل في النهائية تلك الخدمات لمستحقيها بالمجتمع المصري في بلادنا الكريمة.
ومن الملاحظ أن دور المرأة في الأحزاب السياسية ليس نمطيًا؛ حيث له تأثير على واقع العمل داخل الأحزاب وفي الميدان المجتمعي؛ فللمرأة مقدرة على التحمل والنضال والتضحية من أجل تحقيق الأهداف التي تسعى إليها الأحزاب السياسية لتأكيد ماهية الحرية المسئولة وتوفير الأمن والأمان والتعايش السلمي مع المجتمعات والشعوب؛ بالإضافة إلى التغلب على المشكلات والتحديات التي تواجه الوطن وتقف حجر عثرة أمام نهضته وتقدمه.
وقد اكتسبت المرأة مكانتها في العمل الحزبي جراء الحراك والفاعلية تجاه المشاركات الحزبية المتنوعة، وما تؤديه من مهام جادة في مختلف اللجان والأنشطة الحزبية، ومن ثم أفسحت الدولة بفضل توجيهات قيادتها السياسية المجال لها لتصبح شريكًا في صنع واتخاذ القرار من منطلق القناعة التامة برجاحة عقلها وتريثها واستيعابها العميق لتحديات المرحلة وأهمية التضافر لإحداث تنمية مستدامة في شتى المجالات العلمية والعملية والحياتية.
حفظ الله قيادتنا السياسية الرشيدة التي لا تأل جهدًا في تقديم الرعاية وتمكين المرأة بغية نهضة جمهوريتنا الجديدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة