- على كل من شارك فى هذا الحدث لاستخلاص مصر من أيدى المجهول أن يستعيد مشاعر اللحظة والخوف وعدم اليقين ويقرأ ما تم بقواعده بعيدا عن التهوين أو التهويل
- رهانات الخصوم والأعداء يمكن الرجوع إلى أرشيف توقعاتهم وتحليلاتهم لنكتشف كيف خابت حملاتهم هزم المصريون الإرهاب والعشوائيات والكبد الوبائى وشقوا ممرات التنمية وكلها تعطى أملا فى تجاوز ما يأتى
- الحوار الوطنى يدعم التنوع بعد بناء جسور الثقة لمناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. ومثلما عبر المصريون تحديات عشر سنوات فإنهم قادرون على رسم خرائط المستقبل
مرور 10 سنوات على الحدث 3 يوليو 2013، يساوى فى حسابات الأحداث والتفاصيل والتحديات عشرات السنين، من زاوية اللحظة التى كانت فيها مصر، والتى أصبحت عليها، وحجم التحديات التى عبرتها الدولة بفضل تماسك المصريين وثقتهم وصبرهم، فقد واجهوا إرهابا قاوموه ببسالة واستمروا فى البناء والتحرك للأمام، كل أزمة كانت كافية للتعطيل والتعقيد، ولهذا فإن ما وصلنا إليه الآن، بتحليل منصف، يشير إلى أمل واضح فى إمكانية تخطى التحديات القائمة، وربما على كل من شارك فى هذا الحدث لاستخلاص مصر من أيدى المجهول أن يستعيد مشاعر اللحظة، والخوف وعدم اليقين، ويقرأ ويقيّم ما تم بقواعده وبناء على تحليل للأرقام، بعيدا عن التهوين أو التهويل.
كل هذه التحديات لخصها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى كلمته، خلال القمة العالمية للحكومات، بدولة الإمارات العربية المتحدة، حين قال إن الدولة والشعب واجهوا تحديات متوازية معا، ولم يكن ممكنا الاستمرار فى ظل أزمة الكهرباء، ولم يكن ممكنا تأجيل حلها، ولا المواطنون يمكنهم تحمل هذا، تم إنفاق 1.8 تريليون جنيه على قطاع الكهرباء، و2 تريليون جنيه على الطرق والنقل الذى يخدم 105 ملايين مواطن، وهو إنفاق ضرورى مثل مشروعات البنية التحتية، وتحديات لا يمكن تأجيلها أو تركها، مشروعات الطرق والنقل وفرت 8 مليارات دولار كانت تضيع فى إهدار الوقود والوقت، بجانب خسائر حوادث الطرق وخسائر فى الأرواح.
يقول الرئيس إن الدولة كانت عليها أن تعمل فى ملفات تمثل تحديات وإذا كان قطاع مثل الصحة يحتاج إلى مئات المليارات لاستكمال التأمين الصحى خلال عشر سنوات، بمبادرات القضاء على فيروس الكبد الوبائى سى، وإطلاق مبادرة 100 مليون صحة، لم يكن ممكنا انتظار تحسين نظام الصحة وترك ملايين مرضى فيروس سى، أو سرطان الثدى، كما نجحت استراتيجية المبادرات فى القضاء على العشوائيات التى كانت تحاصر القاهرة والمحافظات ونقل سكانها إلى مجتمعات حضارية تتضمن كل الخدمات، لأنه لم يكن يليق أن تستمر العشوائيات.
عملت الدولة على مواجهة التحديات العاجلة وواجهت مشكلة متراكمة من عشرات السنين، وهى أن المصريين يعيشون على 5% من مساحة مصر، كان التحدى هو الخروج وإضافة رقعة جغرافية أخرى لمساحة الدولة، عبر عمليات استصلاح زراعى ضخمة، تتناسب مع حجم الزيادة فى السكان، و40 مدينة سكنية من الجيل الرابع، وليست فقط العاصمة الإدارية الجديدة، مدن حديثة تستوعب الزيادة السكانية، والإنفاق على البنية التحتية والمرافق والطرق، ضاعف من قيمة الأرض التى كانت صحراء، ومن عوائد الأرض تم بناء المدن واستصلاح الأراضى، والمشروعات القومية التى وفرت 5 ملايين فرصة عمل، فى وقت عاد ملايين من الخارج من دول واجهت أزمات وصراعات، ونفذتها 5 آلاف شركة وطنية عامة وخاصة، ضمن مشاركة القطاع الخاص التى تدعمها الدولة.
حتى فيما يتعلق برهانات الخصوم والأعداء، وعلى رأسهم تنظيم الإخوان، يمكن الرجوع إلى أرشيف توقعاتهم وتحليلاتهم لنكتشف كيف خابت توقعاتهم، وكيف تم التعامل مع هذا الكم غير المسبوق من الحملات والتحريض من منصات أنفق ممولوها مئات الملايين، واستخدموا أحدث أدوات الدعاية وأكثرها احترافية، وخبثا، بل إنه تم استقطاب عدد من صناع الأوهام ممن خابت رهانتهم على الإخوان، وانضموا إلى قطعان التشكيك وصناعة اليأس.
وكل من يتابع أرشيف التنظيم ومنصات وقنوات التحريض، يكتشف أنه ومثلما أزاح المصريون التنظيم والإرهاب ولم يرفع تنظيم داعش راية واحدة فى أى مكان، فقد تحملوا كما هائلا من الحملات المخططة، وبينما تحول عدد محدود إلى أثرياء من التمويل الحرام، فقد سقط كل من راهن عليهم وانضم إليهم.
على مدار 10 سنوات، واصل التنظيم وممولوه حملات التحريض والتشكيك فى كل خطوة وكل قرار، ومعهم فرق من مفكرى اليأس، وما زالوا يواصلون العزف ذاته دون ملل أو مراجعة، ورغم أن العالم كله - بما فيه الدول الكبرى والصناعية - واجه أزمات بسبب فيروس كورونا، وانعكاسات الحرب فى أوكرانيا، إلا أن مصر ظلت وحدها مجالا لتقارير مغسولة، وبعضها مدفوع حول الاقتصاد والأزمات والمستقبل، كأنما لا يوجد فى الكرة الأرضية غير مصر، ولا نقول إن كل شىء يسير بشكل طبيعى، لكن الواقع يقول إن المصريين مثلما صمدوا فى وسط الأزمة ونجوا من مصائر دول إقليمية، وحولنا، حيث دخلت فى الفوضى، فإنهم قادرون على تخطى أى أزمات والوصول إلى توازن طبيعى، وأن هؤلاء الذين راهنوا على الشعب والبلد هم من راهنوا على أنفسهم وعلى التاريخ، وأن المستقبل يحكمه العمل مثلما كان الماضى، وعلينا ونحن نتذكر عشر سنوات على ثورة 30 يونيو، نستعيد كل ما كان من قبل، فعندما واجه المصريون تنظيم الإرهاب، كانوا يعرفون أنهم لن يذهبوا إلى نزهة، وأنهم يواجهون خطرا وتهديدات وانتصروا عليه.
على من يصيبه رذاذ صناع اليأس، أن يتذكر أن المصريين - فى العام العاشر وفى مدة بسيطة - يعلنون بلدهم خاليا من الإرهاب وفيروس سى والعشوائيات، ويديرون حوارا للمستقبل، يرسمون فيه خرائط العمل، وأن الدولة وصلت إلى لياقة سياسية استند إليها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو يدعو إلى حوار وطنى يناقش كل شىء، ويستوعب الجميع ويسهم فى تنمية سياسية تحقق حيوية للمجتمع وتفرض مفاهيم العدالة الاجتماعية والكرامة والإنسانية، واستعادة تحالف 30 يونيو وإدارة التنوع والخلاف فى الرأى لصالح الوطن.
إن كل من يتعرض لتقارير مغسولة، وبوستات لجان لم تتغير على مدار سنوات، عليه النظر وتقييم ممرات التنمية فى كل اتجاه، من قناة السويس إلى المنطقة الاقتصادية، والأنفاق التى تربط سيناء بالوادى والدلتا، ومجتمعات صناعية، ومبادرات نجحت فى علاج مشكلات مزمنة، وقادرة على علاج ما تبقى، وأن الدولة كانت تعمل فى معالجة تراكمات عقود فى مجالات الصحة والتعليم والصناعة والتنمية، وأن مبادرة «حياة كريمة» تعيد صياغة حياة وخدمات لأكثر من نصف المصريين.
مصرالبلد الوحيد الذى لم ترفع فيه رايات سوداء من داعش أو أى تنظيم إرهابى بجهد أبنائنا البواسل من القوات المسلحة والشرطة، تم تثبيت أركان الدولة، وتم إطلاق مبادرات للصحة والتخلص من العشوائيات، وبدء مشروع المليون ونصف المليون فدان ومناطق صناعية وكبارى وتنمية فى الصعيد وبحرى، وأخيرا مبادرة «حياة كريمة» التى تعيد صياغة حياة أكثر من نصف سكان مصر فى الريف والقرى والتوابع، وممرات التنمية فى كل اتجاه عمران، طرق كبارى، ومحاور فى القاهرة والمحافظات، ربط شرق الصعيد بغربه، قطارات سريعة، مترو، وعاصمة إدارية جديدة وعمران فى مدن حديثة، وإحياء للصناعات واتجاه لإصلاح التعليم يعالج تراكمات العقود الماضية، ويستوعب الجديد، ارتفع عدد السكان أكثر من 20 مليونا خلال 10 سنوات، و25 مليونا بعد 2011.
ومثلما عبر المصريون كل هذه التحديات، فإنهم قادرون على رسم خرائط المستقبل، وكل من يريد قراءة المرحلة وتقييم ما جرى عليه مراجعة الأرشيف، وإلقاء نظرة على ما يجرى فى العالم، وما يدور من تحولات فى كل مجال، وإذا لم تكن الدولة قطعت هذا الشوط بهذه السرعة، كيف يمكن استيعاب ما جرى.
اليوم تجرى استعادة وحدة 30 يونيو، وبدء مرحلة من الحوار، ومنح مساحات للتفاهم، تم إطلاق الحوار الوطنى الذى يدعم التصورات والتنوع لمناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التيارات السياسية والمنظمات الأهلية والحوار يأتى بناء على معطيات محلية، وطريقا لبناء الثقة وإقامة جسور بين الدولة والتيارات السياسية والمنظمات الأهلية، وأيا كانت الخلافات بين التيارات السياسية والحزبية يمكنها تقبل بعضها، بحثا عن مطالب تحظى بتوافق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة