تمر اليوم ذكرى خروج حملة فرنسية بقيادة الملك لويس التاسع من فرنسا باتجاه الشرق، وهى الحملة التى عرفت بالحملة الصليبية السابعة والتي كان هدفها استعادة بيت المقدس من المسلمين، وذلك في 25 أغسطس 1248م.
الحملة الصليبية السابعة هي حملة صليبية شنها الصليبيون عام 1249 على مصر بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا في عهد السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب، الذي توفي أثناء احتلال الصليبيين لثغر دمياط شمال مصر، بدأت الحملة باستيلاء الصليبيين على مدينة دمياط ثم حاولوا الزحف نحو القاهرة، إلا أن قوات المماليك استطاعت إلحاق الهزيمة بهم عند مدينة المنصورة ثم فارسكور وآلت الحملة إلى الفشل، وأسر الملك لويس التاسع وانتهت برحيل الصليبيين عن مصر.
وبحسب كتاب "التتار من البداية إلى عين جالوت" فأن الملك الصالح أيوب كان مريضاً بمرض السل، وكان قد كبر سنه جداً، مما جعله طريح الفراش في القاهرة، وفي هذه الأثناء وقبلها أراد ملك فرنسا لويس التاسع أن يستغل فرصة الاجتياح التترى لشرق العالم الإسلامى، فيقوم هو باجتياح العالم الإسلامى من ناحية مصر والشام، وكان قبلها حاول الاستعانة بخاقان التتار آنذاك كيوك بن أوكيتاى، ولكن فشلت هذه المحاولة، ومع ذلك أصر لويس التاسع على المضى فى حملته.
ووقع اختياره على مدينة دمياط المصرية، من أجل أن يبدأ منها الحملة التى يغزو منها مصر والشام، وكانت فى ذلك الوقت أهم ميناء فى الحوض الشرقى للبحر الأبيض المتوسط، وهذه الحملة التي قادها لويس التاسع ملك فرنسا تعرف في التاريخ باسم الحملة الصليبية السابعة.
وصل توران شاه بن الصالح أيوب إلى المنصورة بعد هذا الهجوم الأخير بعشرة أيام في يوم (17) ذي القعدة سنة (647) من الهجرة، وتسلم السلطان الشاب مقاليد الحكم، وأعلن رسمياً وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب، وولاية توران شاه لحكم مصر والشام، ثم بدأ توران شاه في التخطيط لهجوم جديد على الصليبيين، وكانت حالة الجيش الصليبي قد ساءت جداً بعد انتصار المنصورة الرهيب، وتراجع ناحية دمياط، فتبعه الجيش المسلم بسرعة، وبدأ يخطط لحرب جديدة، وبالفعل التقى الجيش المصري مرة أخرى مع الجيش الصليبي عند مدينة فارسكور بالقرب من دمياط، وكان هذا اللقاء في أوائل محرم سنة (648) من الهجرة بعد أقل من شهرين من موقعة المنصورة الكبيرة، وقاد هذه الموقعة توران شاه الملك الجديد، وكان الذي يتحكم في كل مجريات الأمور في الحرب هم فارس الدين أقطاي وركن الدين بيبرس قادة الجيش المصري في ذلك الوقت.
وفى موقعة فارسكور أُسر الملك لويس التاسع ملك فرنسا، ووقع جيشه بالكامل ما بين قتيل وأسير، وموقعة فارسكور من أعظم مواقع الإسلام، وحمل الملك لويس التاسع مكبلاً بالأغلال إلى المنصورة، وحبس فى دار فخر الدين إبراهيم بن لقمان المشهور، ووضعت عليه شروط قاسية جداً ليفتدى نفسه من الأسر، وكان من ضمنها أن يفتدى نفسه بثمانمائة ألف دينار من الذهب، يدفع نصفها حالاً والباقى مستقبلاً، على أن يحتفظ توران شاه بالأسرى الصليبيين إلى أن يتم دفع بقية الفدية، بالإضافة إلى إطلاق سراح الأسرى المسلمين وتسليم دمياط للمسلمين، وهدنة بين الفريقين لمدة عشر سنوات.