قبل ظهور جائحة كورونا وتداعياتها على النشر في الوطن العربي، مثل النشر من قبل دور النشر الخاصة في الكويت رقمًا جديدًا غير مسبوق في حالة النشر في الكويت الذي كانت تقوده مؤسسات الدولة وبدعمها بمشروع نشر يعد الأفضل عربيًا من حيث المحتوى، لكن جاءت دور النشر الخاصة التي تعتمد على كتابات الشباب لتحدث انقلابًا نسبيًا في حركة النشر في الكويت، ثم أتى إنشاء دار حروف ليقدم نموذج آخر يمكن الوقوف عنده، تأسست دار حروف في عام 2018م، وأعلنت أن هدفها هو: رفع مستوى القراءة في الكويت والوطن العربي من خلال طرح العديد من الإصدارات المتنوعة للكتاب تحت عنوان "القراءة تجعلك سعيدًا" "القراءة تضيف إلى عمر الإنسان أعمارًا أخرى" وهي تركز في سياستها للنشر على: الروايات والعديد من فروع الأدب الأخرى والتنمية البشرية، ليبرز عبرها مجموعة من الأدباء مثل سعود الجادر، أحمد على، عثمان على الشطي وغيرهم، وفي مجال التنمية البشرية تذهب إلى الاعتماد على التأليف والترجمة، وهي تجذب القراء لها عبر إخراج جيد للكتب وحملات تسويقية، فضلًا عن متجر متميز على شبكة الإنترنت.
عادت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي للنشر بصورة جيدة مرة أخرى، وكان لإطلاقها موقعًا رقميًا لتسويق الكتب بادرة لتعويض غياب معرض الكتاب ف الكويت أثناء جائحة كورونا، وتعددت إصدارات المؤسسة من المجلات العلمية مثل مجلات: التقدم العلمي، العلم، لكن الأهم هو دور المؤسسة في تقديم كتب علمية للأطفال، مثل كتاب "الجاحظ وكتاب الحيوان" الذي نشرته بالتعاون مع مؤسسة ألف اختراع واختراع البريطانية، وقدمت كذلك كتاب "الحسن بن الهيثم: الرجل الذي اكتشف كيف نرى".
تعد سلاسل التقارير التي تصدرها المؤسسة نموذجًا جيدًا للتقارير المنشورة التي تعكس الوضع في الكويت، مثل سلاسل رصد التحول الرقمي في مجالات متعددة والتي صدرت عام 2021، وسلاسل تأثير كورونا على العديد من المجالات في الكويت.
إن تأثير كورونا كان قاسيًا على العديد من دور النشر في الكويت، خاصة مع إلغاء معرض الكتاب عام 2020م، إلا أن القدرات الإدارية الجيدة لدور النشر الكويتية جعل لديها القدرة على تجاوز هذه الأزمة، ويعود ذلك إلى أن تأسيس دور النشر في الكويت ارتبط بمؤسسيها الذين هم في الأصل أصحاب فكر ومشاريع ثقافية، وهذه ظاهرة بدأت مع الدكتور عبدالعزيز المنصور عام 1972م والتي حصدت جائزة أفضل دار نشر عربية من معرض الشارقة للكتاب مرتين، ومن هؤلاء الذين اعتبروا النشر رسالة وبالتالي أعطوا النشر في الكويت روحًا مختلفة: فهد الهندال "دار الفراشة"، الدكتور ساجد العبدلي "دار الشفق"، هديل الحساوي "مكتبة رواق"، خالد النصر الله "دار نوفا بلس".
تعد دار سعاد الصباح أحد أبرز دور النشر الكويتية في العقود الأخيرة، انطلقت الدار عام 1985م، أطلقت الدكتورة سعاد الصباح على موقعها كتبها المؤلفة وعددها 44 كتابًا بصيغة رقمية للتنزيل، وكذلك ما ترجم من كتبها وعددها 21 كتاب إلى لغات مختلفة، تنشر دار سعاد الصباح للعديد من الكتاب والأدباء العرب، وكانت قد أطلقت مسابقة سنوية لتحفيز الكتاب والمبدعين وهي تتضمن أربع فروع، وكان قد تأجل إعلان جائزة دورة 2018 – 2019م بسبب جائحة كورونا إلى أن أعلنت وجاء إعلانها في أكتوبر 2021م، وجاءت نتائج الجائزة على النحو التالي:
- المركز الأول لجائزة الشيخ عبدالله المبارك الصباح للإبداع العلمي ومجالها "تاريخ الأمن العام في الكويت" فاز به أحمد إمام في حين تم حجب المركزين الثاني والثالث.
- في المسابقة العلمية ومجالها "برامج التواصل الاجتماعي" فاز بالمركز الأول عبدالكريم نوفل من سورية، وفي المركز الثاني أسماء الشبراوي من مصر، وفازت السورية سنى جباس بالمركز الثالث.
- كان موضوع المسابقة العلمية الثالثة "الحياة النيابية في الكويت" وفاز بالمركز الأول محمد عبدالسلام من مصر، والمركز الثاني محمد محروس من مصر، وحجب المركز الثالث.
وفي مسابقة سعاد الصباح للإبداع الفكري والأدبي فاز في المركز الأول عن فئة الشعر على سلمان من البحرين، وفي المركز الثاني حسن بن عبدالله من السعودية، وحل المغربي عمر الراجحي في المركز الثالث.
وفي فئة القصة القصيرة فاز عبدالسلام الشبلي من سورية بالمركز الأول، بينما حل أوكفيل عبدالحكيم من الجزائر في المركز الثاني، وجاءت هناء متولي في المركز الثالث.
وفي فئة "علم العروض ومسائله" فازت في المركز الأول مروة عطا الله من مصر، ومن مصر أيضًا فازت سارة الصوري بالمركز الثاني، وجاء مختار صالح من سورية في المركز الثالث.
وكان مجال الفئة الرابعة من المسابقة "تاريخ السينما الكويتية" فقد حجبت كل الجوائز.
الناشرين في الكويت
أنشأت الكويت عددًا من المراكز البحثية التي لها دور بارز في حركة النشر في الكويت، ومن أبرز هذه المراكز مركز البحوث والدراسات الكويتية، الذي أنشأ بمرسوم أميري عام 1992م، قام بمسح عشرة ملايين وثيقة من وثائق الدولة الكويتية، وأهداه أسر وأفراد مخطوطات ووثائق أصلية ومصورة خاصة بهم، يركز المركز في إصداراته على البحوث والدراسات الحضارية والتراثية عن الكويت عبر العصور، قام المركز بترجمة جانب من إصداراته إلى الإنجليزية والفرنسية بصورة أساسية فضلًا عن ترجمة بعض الإصدارات إلى اللغات: الروسية، الصينية، الإسبانية، الألمانية، التشيكية، البلغارية، الأردية، الفارسية.
موضوعات إصدارات المركز جاءت على النحو التالي:
- دراسات في تاريخ الكويت: بدأت هذه السلسلة عام 1996م بكتاب "تاريخ الخدمات الصحية في الكويت منذ النشأة وحتى الاستقلال" ليزداد عدد هذه الإصدارات تدريجيًا وذلك على النحو التالي:
دراسات في تاريخ الكويت
إن العديد من هذه الإصدارات تميزت بأنها غطت مجالات لم تكن حركة النشر في الكويت أولتها عناية مثل: الطوابع، العملات، معالم مدينة الكويت، الأسواق القديمة، منازل الكويت التراثية، فضلًا عن كتالوجات الصور والوثائق.
وفي مجال الدراسات الجغرافية والاقتصادية أصدر المركز منذ عام 1992م إلى عام 2021م عدد 40 كتابًا، كان منها الكويت في خرائط العالم، طيور الكويت.
يعمل مشروع جليس عبر أندية القراءة التي يضم كل منها من 5 إلى 10 من القراء الذين يحبون القراءة ويستمتعون بها ويجتمعون بصفة دورية في مكان ليتناقشوا حول ما قرءوه من الكتب التي اختاروها للقراءة، تخطى عدد أعضاء أندية القراءة في الكويت الألف مشترك، والمعظم زادت قدرته على القراءة في ظل علاقة اجتماعية مع من يقرؤون بجدية، فضلًا عن تنمية قدرات المنافسة وإدارة الحوار والزاد المعرفي الجديد، مما ساهم في زيادة معدلات رواج الكتب في الكويت.
ونتيجة لذلك ظهرت نوادي الكتابة والتي انقسمت لثلاثة أنواع: نوادي كتاب المقالات، نوادي كتاب المدونات، نوادي كتاب الكتب، وهو ما دعا العاملين على جليس إلى تنظيم دورات جماهيرية على النحو التالي:
- حوارات التمتع بالقراءة.
- دورات الكتابة العربية الصحيحة من الألف إلى الياء.
- دورة كيف تؤلف كتابًا.
- دورة فن المقال الصحفي.
أدت جائحة كورونا إلى إطلاق مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عبر التقدم العلمي للنشر، معرض إي – رف الافتراضي للكتاب في شراكة استراتيجية مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، يضمن هذا المعرض الرقمي 114 دار نشر وناشر مستقل، ويتيح 7600 كتاب، والمعرض صمم بطريقة جذابة، والجدول التالي يكشف عن الكتب المعروضة، وهو مرآة لحجم النشر لدى العديد من دور النشر خاصة في الكويت:
الإصدارات
إن الميزة الكبيرة لأي رف هي إتاحته مجلات علمية وثقافية تصدر في الكويت بعضها توقف عن الصدور، وهناك شغف في الكويت لاقتناء الإصدارات القديمة، وأتاح أي رف توزيع جيد عبر موقعه للمجلات في الكويت والمجلات المتاحة جاءت على النحو التالي:
المجالات