يبدو أن المثل الشعبى الذى يقول "الممنوع مرغوب" حقيقة تتجسد كل يوم فى عالم الأدب، فعلى مدى عقود طويلة، حظرت العديد من الدول والحكومات الكثير من الروايات التى نال أصحابها عنها جوائز عالمية، ورغم حظرها إلا أنها ضمنت التقدير الكبير بحصولها على كبرى الجوائز الأدبية في العالم، لتتحق المقولة الشعبية الدارجة في الأمثال الشعبية المصرية.
وكانت آخر الروايات التي حظيت بجوائز عالمية، رغم حظرها في بلادها هى رواية "الحوريات" أو "حوري العين" للروائي الجزائري الحاصل على الجنسية الفرنسية كمال داوود، فالرواية التي حُظرت في الجزائر، ومنعت من المشاركة في صالون الجزائر الدولي للكتاب بسبب قانون جزائري يحظر نشر الأعمال التى تتناول أحداث العشرية السوداء، نالت مؤخرا جائزة جونكور الأدبية العالمية، وسبق وحازت الرواية على جائزة أفضل رواية فرنسية من المجلة الثقافية "ترانسفوج".
ولم تكن رواية كمال داوود "الحوريات" الأولى التى تمنع وتحقق جوائز كبرى، ولعل لن تكون الأخيرة أيضا، إذ نالت الكثير من الروايات جوائز عالمية رغم حظرها في بلدها، والكثير من دول العالم، وفي السطور التالية نستعرض أهم تلك الأعمال:
مزرعة الحيوان لجورج أورويل
هى رواية دِستوبيّة من تأليف جورج أورويل نشرت في إنجلترا يوم 17 أغسطس 1945 وهي إسقاط على الأحداث التي سبقت عهد ستالين وخلاله قبل الحرب العالمية الثانية، وظل الكتاب محظوراً من قبل الاتحاد السوفينى حتى الثمانينات، كما تم حظره فى عدد من الدول الإسلامية، بسبب تصويره لخنزير يتحدث، وشعرت تلك الدول أن تحدث الخنازير يعارض القيم الإسلامية.
ورغم الحظر اختارت مجلة تايم الرواية كواحدة من أفضل مئة رواية بالإنجليزية (منذ 1923 حتى تلك السنة، 2005)[3]؛ وجاء ترتيبها 31 في قائمة أفضل روايات القرن العشرين التي أعدتها دار النشر Modern Library؛ كما فازت عام 1996 بجائزة هوگو بأثر رجعي كما ضُمِّنت في مجموعة «ذخائر كتب العالم الغربي» (بالإنجليزية: Great Books of the Western World) التي تنشرها شركة الموسوعة البريطانية.
عناقيد الغضب للكاتب جون شتاينبيك
الرواية التي قدمها للكاتب الأمريكي جون شتاينبيك عام 1939، وفاز عنها بجائزة بولتزر في عام 1940، وتمت مصادرة الرواية ومنعتها الولايات المتحدة الأمريكية، واعتبرتها مسيئة بأحداثها التي تدور بولاية كاليفورنيا، حيث تتناول القصة حياة أسرة فقيرة تهرب من جفاف حل بأوكلاهوما إلى كاليفورنيا، سعيًا خلف الحلم الأمريكي، ليفسد الكساد الاقتصادي في أمريكا في عام 1929 الأمر عليهم، حيث صور الكاتب طبقة المعدمين، والطبقية التي ميَّزت المجتمع الأمريكي وتناقضه بين رفع شعارات كالمساواة والعدالة وبين الفقر الذي أودى بحياة الفقراء موتًا.
رواية "الدكتور جيفاغو" للكاتب بوريس باسترناك
هي رواية للكاتب والروائي الروسي بوريس باسترناك، الحاصل على جائزة نوبل، التي صدرت عام 1957، وتدور الرواية حول الطبيب الواقع بحب امرأتين خلال عقود الثورات والقمع الشيوعي، وهي ما قدَّمها المخرج ديفيد لين، في فيلم بنفس الاسم، وحصد بها خمس جوائز أوسكار، وتم منع الرواية من جانب الاتحاد السوفييتي في 1958، لانتقادها للبلاشفة وللشيوعية حتى عام 1988، على عكس المخابرات البريطانية التي ساعدت في نشرها لتستخدمها كسلاح دعائي قوي، كما استخدمتها إيطاليا ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية لتقوم بنشرها في موسكو والدول التابعة للاتحاد السوفييتي، لتتصدر الرواية قائمة أكثر الكتب مبيعًا لمدة ستة أشهر في صحيفة نيويورك تايمز.
آيات شيطانية لسلمان رشدي
هي رواية من تأليف الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، صدرت في لندن بتاريخ 26 سبتمبر عام 1988 بعد 9 أيام من إصدار هذا الكتاب تلقى دار النشر الذي طبع الكتاب الآلاف من رسائل التهديد والاتصالات التليفونية المطالبة بسحب الكتاب من دور بيع الكتب، قامت بنجلاديش والسودان وجنوب أفريقيا وكينيا وسريلانكا وتايلاند وجمهورية تنزانيا المتحدة وإندونيسيا وفنزويلا وسنغافورة بمنع الكتاب وخرجت مظاهرات تنديد بالكتاب في إسلام آباد ولندن وطهران وبومبي ودكاوإسطنبول والخرطوم ونيويورك.
ورغم الحظر حاز سلمان رشدي عنها على جائزة ويتبيرد، وفي يونيو 2007 منحته ملكة بريطانيا لقب فارس مما أثار ضجة جديدة في العالم الإسلامي. أدى ذلك إلى توجيه الانتقادات من بعض الدول الإسلامية لهذا الحدث حيث اعتبرته إيران "ضد الإسلام" أما في باكستان فقد أدان المجلس الوطني الباكستاني هذا القرار وطالب بريطانيا بسحب هذا التكريم فورا، وقام أعضاء مجلس العلماء بمنح أسامة بن لادن لقب "سيف الله".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة