من يعتقد أن كرة القدم مجرد لعبة للتسلية وتضييع الوقت ، فهو مخطئ بلا شك .. حيث لعبت الساحرة المستديرة أدوارا محورية فى حل أزمات عالمية وإنهاء الحروب.
ولك أن تعلم أنه في مثل هذا اليوم منذ 110 أعوام، توقف الجنود الإنجليز والألمان عن القتال في الحرب العالمية الأولى من أجل لعب مباراة كرة قدم على "أرض لا رجل فيها" في يوم عيد الميلاد، في لحظة لا تصدق للإنسانية وسط أهوال الحرب.
يا لها من لحظة لا تصدق عاشتها البشرية وسط ويلات وفوضى الحرب.
هدنة عيد الميلاد عام 1914 ترمز حقًا إلى الأمل والسلام، حتى ولو ليوم واحد فقط، وكان من المذهل والمستحيل في مثل هذه الظروف أن يساورك مجرد التفكير في أن الجنود من الجانبين المتعاركين يمكنهم أن يجتمعوا معًا بهذه الطريقة الودية، ويتشاركوا ليس فقط في لعبة ولكن في لحظة من الوحدة..
وهذا بلا أدنى شك يؤكد أن كرة القدم هي أعظم أداة لإحلال السلام والوئام في العالم
***وفى السبيل ذاته ، هناك قصة أخرى مشابهة في الألفية الحديثة كان بطلها الإيفواري الشهير ديدييه دروجبا، نجم تشيلسي الإنجليزي، في إيقاف الحرب الأهلية ببلاده.. حيث كانت تعانى كوت ديفوار من هجرة قادمة من دول شديدة الفقر نظرا لكونها عامل جذب لفرص عمل مختلفة، وأصبح أغلبية سكان البلاد من الأجانب الذين يعيشون فيها من أجل فرص العمل، لتتوتر الأوضاع وأندلعت حربا أهلية فى سبتمبر 2022 ومات الآلاف، وقسمت البلاد لأماكن خاضعة لسيطرة القوات الحكومية وأخرى تحت حكم المتمردين.
وتعود القصة إلى عام 2005، وتحديدا يوم 8 أكتوبر، حيث كانت الجولة الأخيرة في تصفيات مونديال 2006، ووسط اشتعال المنافسة على بطاقة التأهل حتى الدقائق الأخيرة، وفازت كوت ديفوار على السودان، ومصر تعادلت مع الكاميرون، ليصعد العاجيين للمونديال، وعقب انتهاء المباراة وقف ديديه دروجبا ووجه كلمة مؤثرة إلى شعبه - الذى اعتبره بطلا قوميا- تهدف إلى العيش في سلام وتفادي الحرب الأهلية المندلعة، ثم عادت الأجواء إلى طبيعتها مرة أخرى بعد حديثه المؤثر”.
وفي غرفة الملابس عقب المباراة ألقى دروجبا كلمة قال فيها: "يا رجال ونساء ساحل العاج، في الشمال والجنوب والوسط والغرب، أثبتنا اليوم أن بإمكان العاجيين أن يتعايشوا في سبيل هدف مشترك ألا وهو التأهل لكأس العالم".
وتابع: "وعدناكم بأن الاحتفالات ستوحد الشعب. واليوم نلتمس منكم: يجب ألا ينحدر بلدنا الأفريقي الغني إلى الحرب. أرجوكم ألقوا أسلحتكم وأجروا انتخابات".
وانتشر تسجيل كلمة دروجبا وتناقله الجميع فى كوت ديفوار سواء المتناحرين السياسيين أو افراد الشعب نفسه، وخلال أسابيع انقلبت الأوضاع تماما، ووقع جانبا الصراع على اتفاق لوقف إطلاق النار في ذلك الوقت.
كل سنة وكل الشعب المصري فى خير وسلام ووئام .. ولكرة القدم كل تبجيل و احترام .
السلام وكرة القدم