عبد الوهاب الجندى

كيف نرى الطحين أبيض بعد اليوم؟!

الجمعة، 01 مارس 2024 04:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في الساعات الأخيرة من السنة الكبيسة، وفي اليوم الـ29 من شهر فبراير 2024، تجمع مئات الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، متعبون ومرهقون ومثقلون بالهم والحزن، وهم يسارعون الوقت ويسبقون عقارب الساعة، في طريق الحصول على مساعدات قادمة في شاحنة أو ساقطة من السماء، حاول الآلاف من الفلسطينيين الفوز بكسرة خبز، أو جرعة ماء، وبعد أن اصطف الذي يحاولون سد جوعهم قتلتهم إسرائيل.

ومنذ اللحظات الأولى التي شاهدت فيها الصور والفيديوهات الواردة من قطاع غزة، بشأن "مجزرة الطحين" أو مجزرة "الدقيق"، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق سكان القطاع الذين حاولوا الحصول على "جوال" طحين أو "كرتونة" معلبات، قادمة في مساعدات عند دوّار النابلسي قرب شارع الرشيد بالمدينة، لم يعد بالنسبة لي الطحين أو الدقيق لونه أبيض بعد اليوم، فقد صارّ لونه أحمر ممزوج بدم فلسطيني.

كل هذه الجرائم تؤكد إصرار الصهاينة على تنفيذ الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، فالقوات التي تفتح النار والدبابات التي تطلق القذائف بشكل مباشر على مدنيين جوعى ينتظرون قطعة خبز، ما هو إلا تأكيد على الإبادة التي يريدون أن يتموها، ومخطط يسعى إليه بنامين نتنياهو إلى إكماله، ويجعله سببًا ليبرر بقائه في رئاسة الحكومة المجرمة.

وفي الوقت الذي يموت أهالي غزة من الجوع، وفي اللحظة التي يحصلون علي الطعام فيها تقتلهم إسرائيل وجنودها، وسط صمت وخذي دولي مستمر، اللهم إلى "تنديد" أو "شجب" أو "إعراب عن القلق"، فلم تعد هناك إنسانية في قلب العالم، يرى كل يوم مجزرة جديدة يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحاصر قطاع غزة منذ اليوم السابع من شهر أكتوبر عام 2023، حيث قتل "نتنياهو" ومجلس حربه، ما يزيد عن 30228 شهيدا، ومازال أكثر من 10 آلاف شخص مفقود تحت الركام.

ورغم كل تلك الجرائم تستمر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، في دعم "تل أبيب" بالمال والسلاح، وحين حاول مجلس الأمن الدولي إدانة "مجزرة الطحين" ويحمّل المسؤولية لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي أطلقت النار صوب الآلاف من المدنيين العزّل الذين كانون ينتظرون وصول شاحنات المساعدات، فشل في ذلك أيضا بسبب الولايات المتحدة الأمريكية، فلم يمر النصّ لأنّ إقرار البيانات الرئاسية لا يتمّ إلا بالإجماع، حيث أيّد النص 14 عضوًا وعارضته واشنطن.

من المؤكد على الأقل بالنسبة لي، أن كل هذا الدم والإجرام لن يذهب سدى فعند الله تجتمع الخصوم.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة