وسط متاعب وضغوط الحياة يبحث دائما الانسان عن البسمة والضحكة أينما كانت في نكتة او موقف مزاح بين الأصدقاء عمل فنى أو مسرحي، وعلى الرغم ان الاعمال المسرحية ، وعلى الرغم ان ما كان يقدم خلال السنوات القليلة الماضية لم أكن اعده كوميديا في بعض اعمال لن أسميها والتي اعتمدت على الإفيه و"القلش"، وتلك الأعمال ليس لها عمر فهى مجرد مشاهد لحظية، وإن أضحكتنى لمرة فلن أشاهدها مرة أخرى، ليست كالأعمال الخالدة لإسماعيل يس أو الزعيم عادل إمام أو النجم الكبير سعيد صالح وعلى الكسار، التي مهما عفا عليها الزمن لا يستعصى عليها أن تنتزع البسمة .
ولكنى فوجئت هذا العام بعمل كوميدى قائم على كوميديا الموقف لا الإفيه أو "القلش" ولا يقدم الكوميديا من أجل الضحك، بل أيضا يعالج مجموعة من القضايا المجتمعية الموجودة في كل بيت مصري عصرى مسلسل "بابا جه"، حيث تعامل مؤلف المسلسل بطريقة غاية في الذكاء لينقلك من مشكلة بطل العمل هشام "أكرم حسنى" وهو يجسد دور أربعينى أقعدته محنة الكوفيد عن العمل وتحول إلى شخص سلبى كسول لا يسعى لحل مشكلته الشخصية، وكيف تحول إلى شخص إيجابى يساهم في حل مشكلات كثيرة لأشخاص لا يعرفهم .
واستطاع المؤلف ان ينقلنا بطريقة ذكية ومشوقة من مشكلة طفل يتيم يفتقد لوجود الأب إلى مراهق يعمل كهاكر وأخته عرفت طريق الإدمان لانشغال الأسرة عنهما لمشكلة زوجين يعانيان من عدم التفاهم في ظل وجود عدد كبير من الأطفال، هذه الطريقة الذكية أجبرتنى كمشاهد للعمل على التفاعل مع المشكلات .
العمل أيضا لم يقدم في دور البطولة شخصية مميزة كرجل أعمال أو لاعب كرة قدم أو فنان مشهور أو حتى ليس من النوعية التي طغت خلال الفترة الأخيرة من تقديم البلطجى أوالشخصيات الشبيحة أو حتى تاجر مخدرات أو شخصية ثرية كبطل للعمل، ولكنها قدمت شخصية عادية موجودة بين فئات الشعب من الممكن ان تقابل نماذج مشابهة في حياتك الشخصية بين الاهل والأصدقاء وهذا نوع أخر من الذكاء.
وكما أبدع مؤلف العمل لا أستطيع أن أغفل دور المخرج وأبطال العمل أكرم حسني، نسرين أمين، سماء إبراهيم، فريال يوسف، محمود البزاوى، محمد أوتاكا الطفلة لافينا نادر، الطفلة حور أحمد وضيوف الشرف محمود البزاوى، كريم فهمى، أحمد أمين، محمد الكيلانى، فشكرا لصناع العمل رسموا البسمة وقدموا عملا يحوى رسالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة