سالم أبوعاصي لـ"أبواب القرآن": تفسير ابن كثير به روايات تتعارض مع القرآن

الإثنين، 18 مارس 2024 08:35 م
سالم أبوعاصي لـ"أبواب القرآن": تفسير ابن كثير به روايات تتعارض مع القرآن الدكتور محمد سالم أبوعاصي
كتب الأمير نصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن إتاحة تفسير ابن كثير للعامة خطر كبير على النشء والمجتمع وعلى الحالة الثقافية.

وأضاف خلال حديثه ببرنامج "أبواب القرآن" تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناتي "الحياة" و"إكسترا نيوز": "لا أقول نمنع تفسير ابن  كثير، بل هو أصعب التفاسير، وروايات كثيرة فيه تحتاج أن يكون القارئ على علم بالحديث والرواية والجرح والتعديل، والفكر النقدي".
وأردف: "يجب أن يعرف القاريء لتفسير ابن كثير كيف ينقد الرواية، لأن تفسير ابن كثير به روايات كثيرة تتعارض مع القرآن، وأي حديث يتعارض مع القرآن، يجب أن نرفضه، إذا لم نجد له مخرج".


ولفت إلى أن أحد مشايخ السلفية يردد حديث "لحم البقر داء"، أي  مرض، بينما القرآن يمتن علينا بلحم البقر، ويقول ثمانية أزواج في سورة الأنعام منها البقر، فكيف تقول أن لحم البقر داء، منوهًا ان القضية أن البعض ينظر إلى رجال سند ولم يهتم بالمتون.


وأوضح أن هذه المشكلة أدركها العلماء من 60 سنة، وقالوا إن هذه الكتب خطر، وليس ذلك عيبًا في أصحابها، وإنما كانت تتناسب مع ثقافتهم ومنهجهم

وقال أستاذ التفسير، إن الشيخ محمد الغزالي، كان يقول إن نقد متون الحديث ليس حكرا على على علماء الحديث، بل يدخل فيه الفلاسفة والمتكلمون والمفسرون والأصوليون


ولفت خلال حديثه إلى أن الأستاذ محمود شاكر، محقق كبير وأخوه أحمد شاكر كان قاضي شرعي ومشتغل بالحديث، وكلاهما عملا على تفسير الطبري، وحققوا منه تقريبا 16 مجلد، وأحمد شاكر عمل على ابن كثير وحقق منه 5 أجزاء حتى سورة المائدة.
وأردف: "الطبري كان منهجه الجمع مثل مسند أحمد كان فيه ما يقرب من 28 ألف حديث، البعض يقول 40 ألف و30 ألف، لكن مهمة أحمد في جمع الحديث لم تكن كمهمة البخاري، ولا كمهمة موطأ مالك".


وأشار إلى أن الطبري كان يجمع كل الروايات، ثم نحتاج للناقد البصير، هذا الناقد لم يعد موجود الآن، منوهًا أن تفسير ابن كثير والطبري، بهما إسرائيليات كثيرة، ولمعرفة تلك الإسرائيليات، يجب أن يكون المنقح للتفسير على دراية واطلاع بتاريخ الأديان وكتب الأديان.
وكشف عن أن هناك دراسة أجريت في المصادر اللغوية العبرية في الطبري طبعته وزارة الأوقاف، وصلت إلى أن روايات كثيرة جدا في الطبري هي في الأصل روايات يهودية وتسربت.


وقال أبوعاصي، أستاذ التفسير، إن الأزهر قام بجهد ونقدوا في كتب التفسير، لكن معظم النقد انصب على الرواة وليس المتون.
وأضاف أننا بحاجة لنقد  المتون، والبحث هل الحديث موضوع، وأن نتبع مسارين، مسار السند ومسار المتن، ولابد أن يكون الناقد لديه الحس النقدي وملم بدراسة الفلسفة والتاريخ ولديه معرفة عميقة بالقرآن وبدلالات القرآن وبمناشيء الدلالة في القرآن، ولابد من تقديم الدلالة القرآنية عند التعارض على كل شي، وأن يكون القرآن هو الخط الأحمر.


وأردف: "لابد أيضًا أن يكون الناقد دارس لعالم الأديان، وعلم الجرح والتعديل،  والتاريخ، لأن كثير جدا من الأحاديث دخلت لخلافات سياسية ومذهبية وعصبية".


وأشار إلى أن محمد بن يحيي الزهري طعن في البخاري، لأن البخاري كان يقول بخلق القرآن،  وهو إمام كبير من أئمة الحديث، وأبو حنيفة طعنوا فيه أيضًا.


تابع أن مصطفي صادق الرافعي في كتابه وحي القلم، يقول رسالة الأزهر أن يجدد عمل النبوة في الشعب، وأن ينقي عمل التاريخ في الكتب، متابعًا: "لابد تنشر الهدايات التي جاء بها الأنبياء في الناس، القيم الأخلاقية وتصحيح التورات العقائدية وفي الوقت نفسه تنقي ما في الكتب، ونحن الآن نتساءل أين الناقد البصير الذي يقرأ هذه الكتب؟".


وختم بأنه إذا حاول أحد نقد هذه الكتب، يهاجم من التيار السلفي، الذي يقول له "أنت مين كيف تجرؤ؟ أنت أعلم من الطبري؟ أنت أعلم من ابن كثير؟ أنت أعلم من القرطبي؟".


وقال أستاذ التفسير، إن التيار السلفي الموجود الآن، زعيمهم هو الألباني، الذي قال في رسالة له "إن منهج السلف هو كتاب وسنة بفهم سلف الأمة".


وأضاف أنه بالنسبة للتيار السلفي ليس من حقك أن تقول ما لم يقال في القرون الثلاثة الأولى، ليس من حقك أن تبدع ولا تفكر، سيسألك من سبقك بهذا؟".

ولفت إلى أن الحركة الثقافية تعطلت، بسبب هذا التيار، وأصبح لدينا  فجوة كبيرة بين المثقفين وبين التيار السلفي المغلق علي نفسه بسلف الأمة، ويرفض أي اجتهاد أو إبداع، و أي كلام تحاول أن أنت تأتي به من خلال النصوص لخدمة البلد أو لخدمة المجتمع تجد التيار السلفي ضدك


وأردفت: "ومن هنا أخذت التفاسير قدسية وتحولت من أنها هامش على المتن إلى متن، وأتذكر في مناظرة في فرنسا بين الأستاذ البوطي الله يرحمه وبين محمد أركون، أركون ظل في المناظرة يوجه انتقادات للقرآن، ويقول إنه باعتباره مسلم يوجه النقد للقرآن، الدكتور البوطي قاله: "عقلي لا يتقبل منطقيا أنك تقول أنا مسلم وتنقد القرآن، قول أنا مش مسلم وانقد، لعلك تقصد الحواشي وكتب التفسير، فأركون قاله أه، فالبوطي قاله وأنا معك، لأن الشيخ البوطي راجل مفسر ودارس فلسفة".


ولفت إلى أن الشيخ البوطي استشهد قتلته الجماعات الإرهابية في سوريا ، و ممن حرض علي قتله الشيخ يوسف القرضاوي، وحديثه مسجل.
وأوضح أبو عاصي، أن هناك فرق بين النص المقدس، وما كتب عن النص المقدس، فعندما ننقد ما قاله الطبري في وأهجروهن في المضاجع، لا يكون ذلك نقد في القرآن، وقبل الطبري كان العلماء يتقدون بعضهم بعضًا.


وأردف: "أبوحنيفة وهو بالنسبة للأئمة للأربعة أعظمهم، ورجل سابق عصره، كانت مدرسته الفقهية قائمة على الشوري، كان يطرح سؤالا على تلامذته ويسمع ويقول وتخرج الفتوي، وفي يوم أحد تلامذته حب يجامل الشيخ، فقاله يا إمام الذي تقوله هو الحق الذي لا مرية فيه، قال أبو حنيفة "لعله الباطل الذي لا مرية فيه".

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة