أكرم القصاص

«مركز البيانات والحوسبة».. المعلومات والبيانات عقل الإدارة والتنمية

الإثنين، 29 أبريل 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مدى عقود تتطور التكنولوجيا والحوسبة وعلوم الكمبيوتر وتفرض نفسها وتغير العالم، والآن يحتل الذكاء الاصطناعى مكانة متقدمة تفرض على الدول الالتحاق بعصر لا يكف عن التطور، عصر يوفر الكثير من الفرص، ويحمل مخاوف وشكوكا تتطلب التعامل معها بقلب وعقل مفتوحين، واستيعاب مفردات العصر وتفاصيله.


وفى هذا العصر فإن كل شىء يتعلق بالإدارة، يبدأ وينتهى من المعلومات والتقنيات وقواعد البيانات، وعلى مدى سنوات تتضاعف أهمية التعامل مع توفير المعلومات وتحليلها ومعالجتها، بجانب أهمية إضافية تتزايد لأنشطة الذكاء الاصطناعى، بجانب العاصمة الإدارية وأكثر من 40 مدينة من الجيل الرابع، أى أنها مدن ذكية، مثل كثير من المشروعات التى تمتد فى كل الاتجاهات، وطرق ومحاور ومشروعات للطاقة ومناطق صناعية ومحطات تنقية مياه، كل هذا يجعل العاصمة الإدارية الجديدة هى عقل الإدارة ورمز التحديث، وكيفية إدارة كل هذه المشروعات والطرق والطاقة والنقل، حيث تتجه الحياة فى العالم إلى التشابك، وتتنوع المشروعات وخطوط العمران من سيناء شرقا إلى القوس الغربى، زراعة، صناعة، تصدير، استيراد، طاقة جديدة متجددة، وربطها بالوادى والدلتا.


وخلال العقود الماضية، كانت فكرة تنظيم وحفظ ومعالجة البيانات تفرض نفسها، فى ظل تضاعف التطور التقنى بشكل يجعل من السهل جمع البيانات وتنظيمها، مع صعوبة التأمين والحفظ، وخرجت فكرة  وجود عقل قومى يحمل قواعد المعلومات، ومن هنا كان قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بإنشاء مركز البيانات والحوسبة السحابية «P1» كأول مركز يقدم خدمات «تحليل ومعالجة  البيانات الضخمة - الذكاء الاصطناعى» فى مصر وشمال أفريقيا طبقا لأحدث التقنيات العالمية، باشتراك أكثر من 15 شركة محلية وعالمية، وأكثر من 1200  مهندس وفنى، وهذا المركز لا يخدم فقط الدولة وصناع القرار، لكنه يتيح المعلومات والتحليل للشركات والهيئات الاقتصادية والخدمية العامة والخاصة.


وحسب التقرير الذى كتبه الزميل زكى القاضى فى «اليوم السابع»، فإن مركز البيانات والحوسبة يعمل على التطبيقات المرتبطة بالذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات الضخمة لصناعة القرار على كل المستويات، وتحليل البيانات الحكومية، ويعمل  كمركز وطنى موحد لبيانات التعافى من الكوارث، وتوطين استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى فى القطاع الحكومى، وتوفير كل البيانات الدقيقة للجهات الحكومية.


ويوفر الإدارة والتشغيل الذاتى، والحفاظ على الخصوصية لمشروعات الموانئ الذكية بما يسهل الاستيراد والتصدير، بجانب ثلاث مناطق للبيانات، منطقة البيانات الخاصة وعالية الحساسية، ومنطقة البيانات الحكومية، ومنطقة البيانات العامة لتكون منصة لتفاعل المواطنين فى تقديم خدمات الجهات الحكومية.


كل هذه البيانات تمثل قواعد انطلاق وقدرات إضافية وخدمات للشركات والجهات الاستثمارية وتساعد متخذ القرار على التعامل مع التحديات بشكل كامل باعتبار أن المركز لديه إمكانات لا تتوفر لغيره على تحليل الكم الهائل من البيانات، والذكاء الاصطناعى، وخدمات التدريب والابتكار، ودعم وتطوير أداء القطاع الصحى، مثل نظام المعلومات الصحية وإدارة المستشفيات لتسهيل دورة المرضى داخل المستشفيات، وتنفيذ ملف طبى موحد للمرضى، وطب الأسرة، وهو ما يمثل خدمة كبرى لنظام التأمين الصحى الشامل، والإسعاف والتقاضى والمدن الذكية، فى تحسين قدرات إدارة المدينة ومستويات خدمة المواطنين، وبناء شبكة فيديو وطنية لتقليل معدل الجريمة والحوادث المرورية، كما يسهم فى إدارة الأزمات والطوارئ، وتحسين القدرات الوطنية للاستجابة للطوارئ والحد من الخسائر.


وخلال افتتاحه لمركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية «P1»، أكد الرئيس السيسى، أهمية الحفاظ على دور مصر كنقطة رئيسية لنقل البيانات فى العالم، موضحا أن الدولة أنفقت مليارات الدولارات من أجل تجهيز بنية أساسية متكاملة تضع مصر فى مكانها فى عالم يتقدم بشكل كبير ومتسارع، وأن نستفيد منه على ضوء مرور 90 % من الكابلات البحرية الموجودة فى العالم بمصر، داعيا  إلى ضرورة تعليم أبنائنا فنون البرمجة وعلوم البيانات لأهميتها فى المستقبل ومضاعفة أعداد المؤهلين فى هذا الجانب، مشيرا إلى أنه يجب تشجيع الدراسة فى هذه القطاعات، بجانب أن الدولة استهدفت توفير التكلفة المالية التى تدفع فى استضافة بياناتنا من الخارج لتكون معنا، وليست فى الخارج.


الشاهد أننا فى عصر تفرض التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعى على المجتمعات تحديات إضافية، وعلى مدى السنوات الأخيرة تحرص الدولة على التوجه نحو التعليم والتوسع فى التكنولوجيا، ويحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل مناسبة على تأكيد أهمية التوسع فى كليات وجامعات تكنولوجية تعمل وتتوسع فى دراسة الذكاء الاصطناعى، ودعم الوظائف التكنولوجية الحديثة التى توفر فرصا وأموالا.


وبناءً عليه فإن افتتاح مركز البيانات والحوسبة يمثل خطوة من خطوات بناء قواعد تقنية قادرة على مجاراة العصر وخدمة قلب الإدارة وعقلها.

p
 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة