سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 17 يوليو 1965.. وفاة الفنان حسين رياض الذى أضاء القلوب بأدواره المسرحية والسينمائية وضرب أروع الأمثال فى السلوك الفنى

الأربعاء، 17 يوليو 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 17 يوليو 1965.. وفاة الفنان حسين رياض الذى أضاء القلوب بأدواره المسرحية والسينمائية وضرب أروع الأمثال فى السلوك الفنى الفنان حسين رياض

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حين توفى الفنان حسين رياض فى 17 يوليو، مثل هذا اليوم، 1965، شعر الأطفال والرجال والنساء بفقد إنسان عزيز عليهم، عرفوه وأحبوه، وتعودوا أن يروا وجهه ويسمعوا صوته على خشبة المسرح وعلى شاشة السينما والتليفزيون ووراء ميكرفون الإذاعة، ولهذا كان الحزن عليه كبيرا، حسبما تذكر مجلة الكواكب فى ملفها الخاص عنه، عدد 730، الصادر يوم 27 يوليو 1965.


كان فنه ينطلق من هنا وهناك ليضىء القلوب، ويمنح الجميع لحظات رائعة عميقة وصادقة فى كل أدواره، التى جاءت فى مشاركات بلغت نحو 320 فيلما، و24 مسرحية، و150 مسلسلا وتمثيلية إذاعية، و50 مسلسلا تليفزيونيا، وقدم كل هذه الأعمال فى نصف قرن تقريبا، كان الفن ينتقل فيه من حال إلى حال فى مصر.


هو المولود يوم 13 يناير 1879 بحى السيدة زينب، واسمه بالكامل حسين رياض محمود شفيق، حاصل على الابتدائية والكفاءة، وتذكر «الكواكب» أنه أسهم فى تكوين جمعية الاتحاد التمثيلى عام 1912، وكانت إحدى فرق الهواة المسرحية ومن بين أعضائها عباس فارس وحسن فايق وروزاليوسف، وفى عام 1916 ترك الدراسة وما يتعلق بها وتفرغ للفن، وانضم إلى معهد التمثيل العربى، وكان معهدا أهليا، وفى هذه المرحلة تعرف على بشارة واكيم وأحمد علام ومحمد عبدالقدوس.


يتذكر الفنان يوسف وهبى فى مقاله «اكتشفته فى خبايا باريس» المنشور ضمن ملف مجلة الكواكب:  «فى سنة 1915 وكنت صبيا فى بدء هوايتى، قادتنى الصدفة لحضور حفلة أقامها صاحب مدرسة النيل الابتدائية بالسيدة زينب، وكان أديبا ومن أصدقاء أخوتى، وحضر هذه الحفلة معى، فحول الأدب أمثال صادق عنبر وعباس العقاد وعبدالقادر المازنى، وكانوا ثلاثتهم يدرسون فى مدرسة وادى النيل التى أنشأها أخى المهندس محمد وهبى، وعلى خشبة المسرح الصغيرة شاهدت لأول مرة فنانا شابا يصول ويجول على المسرح فى رواية اسمها «خفايا باريس»، وأعجبت بهذا الفتى إعجابا شديدا، وطلبت من السيد صاحب المدرسة أن يعرفنى بهذا الشاب الذى بهرنى، وهكذا التقيت لأول مرة بالفنان حسين رياض، وما إن مضت سنتان حتى شاهدت هذا الفنان الصغير يلعب أدوار البطولة مع عملاق المسرح العربى جورج أبيض».


يذكر «وهبى» أنه سافر إلى إيطاليا وبقيت صورة حسين رياض عالقة فى ذهنه، ويؤكد: «عندما أنشأت فرقة رمسيس كان أول من فاتحته للانضمام إليها، وبهذا كان الفنان الكبير أحد مؤسسى مسرح رمسيس، ويضيف «وهبى»: «علمت أنه خلال غيبتى فى الخارج كان يعانى الحرمان لانتشار الفكاهة والهزليات، وكان يتحمل شظف العيش كى لا يجار فنا لا يؤمن به، وظل متمسكا على هذا المبدأ حتى وفاته».


كان الكاتب الصحفى عبدالفتاح الفيشاوى ممن اقتربوا من حسين رياض فى أيامه الأخيرة، وكان يلتقى به دائما بمقهى عماد الدين، وهو المكان الذى كان يتردد عليه «رياض» أكثر من عشرين سنة فى أوقات الراحة والفراغ، وكان ينفق وقته على المقهى فى لعب الطاولة والدومينو، ويذكر «الفيشاوى» بعض الذكريات التى سمعها منه ومنها، أنه تمنى فى سنة 1916 أن يكون ضابطا لأن زى الضابط فى ذلك الوقت كان يجذب الأنظار، ولكن المسرح جذبه، خاصة أن شقيقه الأكبر المرحوم إبراهيم كامل كان يمثل.


فى سنة 1937 كانت أول خطواته السينمائية بعد سنوات من التألق على خشبات المسارح، ويؤكد لـ«الفيشاوى» أن أول تجاربه السينمائية كانت فى فيلم «ليلى بنت الصحراء» مع بهيجة حافظ، يذكر: «كنت أول مرة أقف فيها أمام الكاميرا، وفى اللقطة الأولى طلب منى المخرج «ماريو فولبى» أن ألقى الجملة الأولى، ثم أدخل على الكاميرا، ونفذت وألقيت كلامه، ثم دخلت على الكاميرا، وكانت النتيجة أننى دخلت، فأوقعت الكاميرا والمصور محمد عبدالعظيم على الأرض، وبعد ذلك أفهمونى أن الدخول على الكاميرا ليس معناه الدخول بل المواجهة، وكان أجرى وقتها 50 جنيها».


وفيما تذكر الفنانة أمنية رزق أنها زاملت حسين رياض 40 سنة، كان فيها الإنسان الذى لا تغيره النعمة ولا تبدله النقمة، يؤكد «الفيشاوى» أنه مات بعد أن ضرب أروع الأمثال فى السلوك الفنى، مات بعد أن احترم كل دور أسند إليه، مات بعد أن لعب دورا كبيرا فى إقناع الجمهور باحترام الفنان، فقد كان كبيرا ومحترما ومحبوبا، كبيرا فى فنه، ومحترما بين الناس، ومحبوبا بين زملائه، أما يوسف وهبى فيقول: «مات حسين رياض كما يموت الجندى فى ساحة القتال، فرغم اشتداد المرض عليه، ورغم نصح الأطباء كان يعمل فى التليفزيون والسينما والمسرح والإذاعة، وكان يغترف من هوايته للفن بكل قوة، ويترك فراشه وهو يعلم فى قرارة نفسه أن شمعة حياته لم يبق من زيتها إلا قطرات، وفى الأسبوع الأخير، كان يقوم بالتدريبات فى إحدى المسرحيات وقدماه لا تقويان على حمله».










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة