قميص واحد فى 3 فتارين.. حكاية مسرحية معروضة 3 مرات فى المهرجان القومى للمسرح

السبت، 10 أغسطس 2024 07:32 م
قميص واحد فى 3 فتارين.. حكاية مسرحية معروضة 3 مرات فى المهرجان القومى للمسرح مسرحية النقطة العميا
محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خلال الدورة السابعة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، كان اللافت هو مشاركة ثلاثة عروض مسرحية من ثلاث جهات إنتاجية مختلفة، جميعها عن نص واحد وهو قصة "العطل" للأديب السويسري فريدريش دورنمات، والتي نشرت في كتاب بعنوان «العُطل» يضم ثلاث قصص هي «النفق»، «العُطل»، «أبو حنيفة وأنان بن داود»، الذي صدر عن دار الكتب خان بالقاهرة عام 2020، ترجمة سمير جريس.


وقصة "العطل" تدور حول رجل أعمال شاب تتعطل سيارته في الطريق إلى بيته، ويضطر إلى المبيت في إحدى القرى ليستضيفه رجل هرم كان يعمل قاضياً، ويتورط معه ورفاقه في لعبة المحاكمة، حتى يصل الشاب إلى قناعة أنه قتل مديره، بعد أن خانه مع زوجته، فيشنق نفسه، وفيها يطرح الكاتب واحدة من أهم الأفكار الإنسانية عميقا، حول من يرتكبون جرائم من حولنا، دون أن تتمكن العدالة من إدانتهم، بسبب أنهم لم يفعلوها بشكل مادي، وحول تلك الشخصيات النرجسية التي تعيش بيننا، ويمكن أن ترتكب العديد من الجرائم المعنوية دون أن تدري، أو دون أن تبالي.

صدفة أم فقر في الأفكار

وبالتأكيد تقديم ثلاث معالجات لنص واحد في فترة واحدة هو أمر مثير، لكن ربما الأغرب هو تقديم المعالجات الثلاثة في المهرجان القومي للمسرح، واحدة من إنتاج فرقة الغد بالبيت الفني للمسرح، والثانية من التجارب المستقلة، والثالثة من إنتاج إدارة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وهو ما يطرح سؤالا، هل نعاني من فقر في الأفكار والكتابة لدرجة أننا أصبحنا نقدم نفس القصة في النفس في عدة معالجات مشابهة، وهل صرنا نعاني نعاني الفقر العام المعنوي والمادي في الفكر والكتابة للمسرح لهذا الحد، أم الأمر لا يتعدى كونه صدفة وتوارد في الأفكار؟

 

الأمر أيضا يثير عدد من التساؤلات حول هذا التكرار الغريب لقصة واحد في ثلاثة عروض داخل نفس المهرجان، فهل جف نهر الإبداع المصري الحقيقي الخالص، لصالح النصوص المترجمة والمأخوذة عن أعمال مسرحية عالمية؟، أو يمكن أن نقول أننا لم نعد نقدم فنا مسرحيا مصريا خالصا، يلائم مجتمعنا في لحظته الراهنة ويعبر عنه في صالح تقديم أعمال مكررة، وكأننا أصبحنا نفتقد القدرة على التعبير عن القضايا المعاصرة من كتابات مصرية خالصة، كذلك ومع كل هذا التكرار هل قدمت تلك المعالجات التي من المفترض إنها مختلفة بحسب رؤية كل كاتب أعد النص، إدخال المناخ المحلي ومغادرته العالمية حتى يناسب المتلقي، أم دارت في نفس فلك النص الأصلي دون تغيير يذكر إلا في بعض العناصر الإخراجية؟

 

النقطة العميا


أولى المعالجات التي قدمت عن قصة "العطل" كانت في العرض المسرحي "النقطة العميا" من إعداد وإخراج أحمد فؤاد، وإنتاج مسرح الغد بالبيت الفني للمسرح، وتدور الأحداث حول تعطل سيارة آدم السمري الذي يجسد شخصيته "نور محمود"، بينما هو عائد إلى منزله بعد إتمامه إحدى صفقاته التي اعتاد عليها، فهو رجل أعمال ناجح على الرغم من صغر سنه، في ليلة شتاء عاصفة، مما يضطره إلى اللجوء لأقرب بيت ليجد بداخله ثلاثة أساتذة في القانون هم: د. عادل أستاذ علم النفس الجنائي ويجسد شخصيته "أحمد عثمان"، د. كمال أستاذ في القانون الجنائي ويجسد شخصيته "أحمد السلكاوي"، د. حكيم قاضٍ متقاعد ويجسد شخصيته "حسام فياض"، ومعهم الخادمة داليا والتي تجسد شخصيتها "هايدي بركات"، يلعبون لعبة غريبة تدعى المحكمة وتكتمل عناصر اللعبة بحضوره، ليجد نفسه متورطًا في لعبة يراها مسلية في البداية حتى يجد نفسه في قبضة المحكمة ويحاول الهرب من هذه اللعبة من دون جدوى.


جريمة بيضاء


ثاني المعالجات التي قدمت كانت مسرحية "جريمة بيضاء" للمخرج سامح بسيوني وإعداد الكاتب والشاعر يسري حسان، وهو أحد العروض المستقلة من إنتاج المنتجة أروى جودة،  العرض بتعطل سيارة "ألفريدو ترابس" تاجر أقمشة في إحدى المدن الصغيرة النائية بسويسرا والذى يجسد دوره الفنان ناصر سيف، ويبدو أن إصلاحها سيستغرق وقتا طويلا مما كان يعتقد، فيذهب لقضاء ليلته في أحد الفنادق فلا يجد غرفة شاغرة، لكن مدير الفندق ينصحه بالتوجه إلى بيت القاضي المتقاعد "فيرجين" الذى يجسد دوره الفنان أيمن الشيوي، الذي بات معروفاً في المنطقة بترحيبه بالغرباء حتى أنه لا يتوانى عن استضافتهم ببيته، ويجد "ترابس" عدد من أصدقاء القاضي المتقاعدين، منهم وكيل نيابة متقاعد الذى يجسد دوره الفنان علاء قوقة، محامٍ ويجسد دوره خالد محمود، الذين اعتادوا ممارسة لعبة غريبة كل ليلة بأن يعقدوا "محاكمة" يتحررون فيها من قبضة القوانين البالية، يتورط الضيف في اللعبة بسبب إصرار الآخرين على دخوله فيها وإجراء محاكمة له.

 

اللعبة


ثالث المعالجات التي قدمت في المهرجان، قدمتها فرقة قصر ثقافة سوهاج القومية العرض المسرحي "اللعبة" على مسرح قصر ثقافة أسيوط، العرض عن نص "اللعبة القاتلة" للكاتب السويسري فريدريش دورنمات، من إعداد وإخراج مصطفى إبراهيم السيد، وتدور أحداث المعالجة حول عدد من الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، من خلال قصة مسافر تتعطل سيارته بقرية غريبة، ويستضيفه أهلها ويقنعونه باللعب معهم، ويُحكم عليه بالسجن لأخطاء قد لا يعاقب عليها القانون، ولكن تعاقب عليها الإنسانية!









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة