"وشهد شاهد من أهلها".. اعترافات صحف الاحتلال وقياداته بتعذيب الفلسطينيين بالسجون دليل إدانة أمام العالم.. تجويع وبتر أعضاء ومنع الدواء والإخفاء قسرى أبرز الوسائل.. وعشرات الشهداء وإصابات بالآلاف بسبب التنكيل

الجمعة، 02 أغسطس 2024 10:00 م
"وشهد شاهد من أهلها".. اعترافات صحف الاحتلال وقياداته بتعذيب الفلسطينيين بالسجون دليل إدانة أمام العالم.. تجويع وبتر أعضاء ومنع الدواء والإخفاء قسرى أبرز الوسائل.. وعشرات الشهداء وإصابات بالآلاف بسبب التنكيل سجون الاحتلال
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
  • بن غفير: اكتظاظ السجون بالمعتقلين الفلسطينيين أمر جيد

  • رئيس هيئة شئون الأسرى: ارتقاء عشرات الشهداء وإصابات الآلاف من الأسرى بكسور

  • قيادي بفتح: هناك معتقلات سرية لا تعلمها مؤسسات إسرائيل الرسمية منذ 7 أكتوبر

  • القوى الوطنية الفلسطينية تنتفض لإنقاذ الأسرى من سجون إسرائيل

  • متحدث حركة فتح: غدا يوما عالميا لنصرة الأسرى فى سجون الاحتلال

  • لجنة الأسرى للقوى الوطنية: تعذيب وحشى وقتل وإجرام بحق المعتقلين الجدد فى غزة

 

"وشهد شاهد من أهلها".. آية قرآنية تحكى عن قصة سيدنا يوسف فى سورة يوسف، إلا أنها تنطبق بشكل كبير على تلك الاعترافات التى خرجت مؤخرا من صحف إسرائيلية تعترف بحجم التعذيب البشع الذى يتعرض له المعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال سواء فى سجون الضفة أو المعتقلات التى أنشأها جيش الاحتلال مؤخرا بجانب غزة بعد اندلاع أحداث 7 أكتوبر، تلك الاعترافات التى تعد بمثابة شهادة دليل على جرائم ترقى بجريمة حرب ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى تستوجب محاكمة مرتكبيها.

صحيفة إسرائيلية تكشف التجاوزات داخل سجون الاحتلال

الشهادات التى تثبت جرائم الاحتلال خرجت من داخل الكيان الصهيونى نفسه سواء كان ذلك عن طريق صحف تل أبيب أو فى تصريحات على لسان مسئولين إسرائيليين، ففى 4 أبريل الماضى، خرجت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فى تحقيق لها، تضمن شهادة طبيب عسكرى إسرائيلى الذى يعمل فى مستشفى ميدانى أقيم فى مركز اعتقال الغزيين بمنطقة "سديه تيمان" بصحراء النقب، ليؤكد فى رسالة بعثها للوزراء والمستشارة القضائية الإسرائيلية، يقول فيها: "كلنا تحولنا لشركاء فى خرق القانون"، كاشفا عن التجاوزات التى تتم خلال عملهم، حيث قال خلال شهادته التى نشرتها الصحيفة الإسرائيلية: "هذا الأسبوع فقط تم بتر ساق أسيرين بسبب جراح تقييدهم بالأصفاد، ونتحدث عن أمر بات اعتياديا"، واصفًا ظروف الأسرى الغزيين بالمزرية، مما يعرضهم لخطر الموت.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل أيضًا فى 26 يونيو الماضى، تحدثت ذات الصحيفة عن سياسة التجويع التى تتبعها إدارة سجون الاحتلال ضد المعتقلين الفلسطينيين، ناقلة عن مصادر أمنية إسرائيلية، تأكيدها أن مصلحة السجون الإسرائيلية تتستر على معلومات تتعلق بكميات الطعام التى تقدم للأسرى الفلسطينيين منذ بدء الحرب على قطاع غزة، وأن مصلحة السجون تتعرض لانتقادات واسعة داخل الغرف المغلقة فى أعقاب التماس قدمته جمعية حقوق المواطن فى إسرائيل حول نفس القضية.

أساليب التعذيب داخل سجون الاحتلال

وفى 23 يونيو، أصدرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، بيانًا، أكدت فيه، أن إدارة سجن النقب الاحتلالى تهدد كل أسير يخرج للزيارة، بالضرب والعزل، مؤكدة أن محاميها تفاجأ خلال زيارته الأخيرة لسجن النقب، أن معظم الأسرى المنوى زيارتهم قد امتنعوا عن الخروج للقائه، وبعد تمكنه من الحديث مع أحد الأسرى، تبين له أن السجانين قاموا بتهديد الأسرى الذين يخرجون للزيارة، بالضرب والمعاقبة بوضعهم بقفص حديدى من الصباح حتى المساء وهم مقيدو الأيدى والأرجل ورأسهم على الأرض فى حال خرجوا للزيارة.

 

المعتقلات الإسرائيلية
المعتقلات الإسرائيلية

الهيئة قالت إن هذا العقاب قد يمتد ليوم أو عدة أيام حسب مزاج السجان، وخلال هذه الفترة يمنع الأسير من الذهاب إلى الحمام، أو تناول الطعام والشراب، وفي حال اشتكى من أمر معين أو طلب أمر بسيط يتم ضربه وتعذيبه بشدة، كاشفة أن أوضاع الأسرى داخل السجن تجاوزت كافة الخطوط الحمراء، فهم يواجهون خطر الموت بشكل يومى، نتيجة لما يتعرضون له من تعذيب جسدى ونفسى منذ 7 أكتوبر الماضى.

عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال
عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال

الهيئة الفلسطينية، عددت أساليب التعذيب التى تتبعها قوات الاحتلال فى السجون، وهى تعمد ضرب الأسرى بين الممرات وفى الأماكن التى لا تتواجد فيها كاميرات مراقبة، والتركيز على المناطق الحساسة، وتقييد الأسير بالأصفاد وشدها بشكل كبير، أثناء نقله من سجن إلى لآخر، ما يترك علامات وأضحة على يديه لعدة أيام، إلى جانب الأوجاع الشديدة، وقطع الكهرباء عن الأسرى، حيث تعاد فقط لمدة 3 ساعات من السابعة حتى الساعة العاشرة ليلا.

وتضمنت أساليب التعذيب، أيضًا، تعرض الأسرى للعزل والضرب والعقاب بدون أسباب، كما يعمد الاحتلال على إذلال الأسرى كل يوم، حيث كان بالسابق يجرى 3 مرات باليوم والأسرى واقفون، أما الآن فيجبر الأسرى على أن يجثوا على ركبهم ويضعوا أيديهم خلف رؤوسهم، ولا يسمح للأسرى بتقديم الشكاوى، وتم سحب الأوراق والأقلام للتأكيد على ذلك، وتعمد إهمال الأسرى طبيا، فالعلاج متوقف للمصابين والمرضى، والدواء ممنوع.

تشمل معاناة الأسرى الفلسطينيين أيضا، رائحة الغرف الكريهة وانتشار الأمراض، فدرجات الحرارة عالية جدا بسبب تواجد سجن النقب بمنطقة صحراوية، وبالوقت ذاته تم سحب كافة المراوح ومواد التنظيف من الغرف، ومنع الأسرى من الاستحمام وتبديل ملابسهم، ما جعل الوضع كارثيا، وكذلك والطعام سيء للغاية كما ونوعا، ما أدى إلى نزول أوزان الأسرى بشكل ملفت كما أن معظمهم يتعرضون للدوخة والإغماء نظرا لنقص السكر فى أجسادهم.

 

 

إحصائيات هيئة شئون الأسرى الفلسطينية حول عدد المعتقلين في الضفة
إحصائيات هيئة شئون الأسرى الفلسطينية حول عدد المعتقلين في الضفة

وفى آخر إحصائية صادرة من هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين، فى شهر يوليو الماضى، أكد بلوغ حصيلة حملات الاعتقال أكثر من 9700 فى الضفة بما فيها القدس، كما بلغت حصيلة حالات الاعتقال بين صفوف النساء أكثر من 330، حيث تشمل الإحصائية النساء اللواتى اعتقلن من الأراضى المحتلة عام 1948، وحالات الاعتقال بين صفوف النساء اللواتى من غزة وجرى اعتقالهن من الضّفة، لا يشمل هذا المعطى أعداد النساء اللواتى اعتقلن من غزة، كما بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال على الأقل 675، وبلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الصحفيين بعد السابع من أكتوبر 89 صحفيًا، وتبقى منهم رهن الاعتقال 51، منهم 6 صحفيات، و16 صحفيًا من غزة على الأقل ممن تمكنا التأكد من هوياتهم، ومن بين الصحفيين 17 رهن الاعتقال الإدارى، كما بلغت أوامر الاعتقال الإدارى منذ بدء حرب الإبادة، أكثر من 7500 أمر ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد، منها أوامر بحقّ أطفال ونساء.

 

 

عدد الصحفيين الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال
عدد الصحفيين الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال

اعترافات بن غفير بتعذيب المعتقلين الفلسطينيين وتجويعهم

النقطة الأخيرة فى أساليب تعذيب الفلسطينيين وتحديدًا ما يتعلق بالطعام السئ، اعترف بها وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير، والذى اعتبر تجويع الفلسطينيين جزءا من سياسة الردع للفلسطينيين، حيث جاء حديثه ردا على الالتماس بأن إجراءات مصلحة السجون تهدف لردع الفلسطينيين، هذا الالتماس الذى تقدمت به جمعية حقوق المواطن فى إسرائيل للمحكمة العليا بعد تلقى عشرات الشهادات من أسرى بخصوص تقليص كبير فى كميات الطعام المقدمة لهم فى السجون الإسرائيلية حتى درجة التجويع مما أدى إلى فقدان وزنهم بشكل كبير.

 

بن غفير أقر أيضًا عدد من القرارات بحق المعتقلين الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر الماضى، أبرزخا تقليص المنتجات المختلفة داخل المقاصف وتقليص وقت الفسحة للمعتقلين داخل السجن، وحذف مزيد من القنوات التلفزيونية التى يسمح للمعتقلين بمشاهدتها، ومنع الطبخ الذاتى، ومنع وضع أسرى التنظيمات فى أقسام واحدة، وإلغاء مهام الممثلين عن الأسرى أمام مصلحة السجون، ووقف تخفيف الاكتظاظ بالزنازين.

 

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تفاخر وزير الأمن القومى الإسرائيلى بأنه أمر بوقف توزيعها حصص اللحوم على السجناء، وبالتالى تقليل كمية الطعام المقدمة لهم بشكل كبير.

 

رد فلسطينى على اعترافات بن غفير بتجويع المعتقلين

تصريحات "بن غفير" رد عليها رئيس نادى الأسير الفلسطينى عبد الله الزغارى، فى 30 يونيو، والذى أكد أن بن غفير، يمثل بنية لمنظومة تمارس الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطينى، ولا تتحدث إلا بلغة القتل ومحاربة أى وجود فلسطينى بأى شكل كان، وهى تجاوزت مرحلة وصفها لكونها تهديدات، فقد نفذ بن غفير بشكل فعلى تهديداته بقتل وإعدام أسرى ومعتقلين فلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة المستمرة.

 

وأكد رئيس نادى الأسير الفلسطينى، فى بيان نادى الأسير، أن بن غفير بشخصه يمثل منظومة احتلال كاملة، تسعى لمحاربة الوجود الفلسطينى ومنها قتل المزيد من الأسرى والمعتقلين، إلى جانب الجرائم غير المسبوقة التى نُفّذت بحقّهم، وأبرزها جرائم التّعذيب، والتّجويع، والجرائم الطبية، والإخفاء القسرى، بجانب ظروف الاحتجاز المأساوية والقاسية، والعزل الجماعى، وعمليات التنكيل غير المنتهية، مشيرا إلى أن الشهادات والروايات من خلال الطواقم القانونية، تعكس مرحلة غير مسبوقة فعليًا وهذا ليس من باب المبالغة، فعلى الرغم من أن الاحتلال مارس جرائمه على مدار عقود بحقّ الأسرى، إلا أن ما يجرى اليوم يفوق أى مستوى بكثافته.


تحريض إسرائيلى لعدم غلق معتقل سدى تيمان

 

وفى 2 يوليو الماضى، خرج وزير الأمن الإسرائيلى، أيضا، ليطالب باستمرار فتح معتقل سدى تيمان، بقوله إنه يجب أن يظل معسكر سدى تيمان للاحتجاز مفتوحا، وألا يغلق بحجة أن مكتظ بالمعتقلين، محرضا بأن اكتظاظ السجون بالمعتقلين الفلسطينيين أمر جيد، وأن هذا ما يجب أن يحدث، وألا يكون سببا للإفراج عنهم، زاعما بأنه يعطى المعتقلين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية الحد الأدنى الذى يفرضه القانون فيما يخص التعامل مع المعتقلين.

 

سجون الاحتلال
سجون الاحتلال

اعتقال جنود إسرائيليين بعد ممارسة اعتداءات جنسية ضد معتقلى غزة

فى 30 يوليو الماضى، اعتقلت الشرطة العسكرية الإسرائيلية جنودا بسبب ممارسات غير أخلاقية ضد معتقلين، حيث كشفت الشرطة الإسرائيلية أن سبب تلك الاعتقالات هو قيام بعد الجنود بممارسة اعتداءات جنسية وجسدية على أحد معتقلى قطاع غزة.

 

هذه الخطوة ردت عليها وزارة الأسرى والمحررين بغزة، فى ذات اليوم، عندما أكدت فى بيانها أن ما يجرى فيما يسمى معتقل " سدى تيمان" سيء الصيت بحق المعتقلين من قطاع غزة هو بمثابة انتهاكات ممنهجة ومدروسة وبتعليمات من قادة الاحتلال ترقى إلى جرائم حرب، قائلة: "تابعنا ما جرى اليوم من مسرحية سخيفة أمام معتقل "سدى تيمان" أبطالها أعضاء فى الكنيست الإسرائيلى ووزراء فى حكومة نتنياهو والمنظومة الأمنية والعسكرية للظهور أمام الرأى العام العالمى أن الانتهاكات التى تتم هى تصرفات فردية، والحقيقة أن ما يجرى هو عمليات تعذيب ممنهجة تسببت فى استشهاد عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، وما جرى الكشف عنه مؤخرا من اعتداءات على أسرى فلسطينيين داخل معتقل "سدى تيمان" ونقلهم إلى المستشفيات بسبب التعذيب والتنكيل، يعد انتهاك صارخ ووأضح للقوانين الدولية والإنسانية، ترقى إلى جريمة حرب، لذا يجب إغلاقه والتوقف عن استخدامه بكافة الطرق والأساليب.

 

كما أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بيانا، أيضًا، فى نفس اليوم، وصفت فيه ما جرى فى معسكرى سديه تيمان وبيت ليد، للشرطة العسكرية لجيش الاحتلال، أنه تأكيد جديد على أن دولة الاحتلال هى فى جوهرها وحقيقتها دولة عصابات مسلحة، يقودها مدعون بأنهم وزراء ونواب، لكل منهم عصابته، حيث أكدت قرارات توقيف جنود متورطين فى جرائم ضد الأسرى الفلسطينيين، زيف ادعاءات وأكاذيب نتنياهو فى خطابه وتصريحاته فى واشنطن، حول جيشه الذى لم يرتكب أى جريمة، ولم يقتل أى مدنى فلسطينى، وبأنه حسب الادعاء، أكثر الجيوش نظافة.

 

وعلق عبد الفتاح دولة المتحدث باسم حركة فتح، على اعتقال إسرائيل بعض جنودها قائلا: "إدانة جنود وسجانين إسرائيليين باغتصاب الأسرى هو إدانة للحكومة من خلال من وزير الأمن الداخلى "بن غفير" وإجراءات محكمة الاحتلال بتوقيف الجنود والسجانين بمثابة ورقة إدانة بيد مؤسسات القانون الدولى لملاحقة ومحاكمة "بن غفير"، موضحًا أن ️عملية اغتصاب الأسرى الأخيرة تدلل من جديد على حجم الجرائم والفظائع التى تمارس بحق أسيراتنا وأسرانا، ما يستدعى تحمل المجتمع الدولى ومؤسسات حقوق الإنسان مسؤولياتهم تجاه التحرك الفورى لوقف جرائم التعذيب والإعدام والاغتصاب ومحاسبة مرتكبيها من المجرمين وعلى رأسهم "بن غفير".

 

إسرائيل تفشل فى إخفاء تعذيب الفلسطينيين

تواصلنا مع قدورة فارس، رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، ليتحدث عن تلك الاعترافات الصادرة عن صحف ومسئولين إسرائيليين بشأن مستوى التعذيب غير المسبوق فى سجون الاحتلال، حيث أكد أن انفراد صحيفة هاآرتس المصنفة كصحيفة يسارية وحيدة فى إسرائيل بنشر ما يتسب من معلومات حول الجرائم التى ترتكب بحق الأسرى داخل السجون وما يصدر من بعض المسئولين بشأن تلك الجرائم لا يأتى فى إطار اعتراف التى ترتكب لكن فى إطار عملية استعراض وتحريض وحالة المزايدة.

 

ويضيف قدورة فارس، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المؤسسة الإسرائيلية تشهد كثير من الاضطرابات والارتباك وما يواجهه الأسرى من جرائم والجدل الدائر بين وسائل الإعلام الإسرائيلية والمسئولين الإسرائيليين هو مظهر من مظاهر هذا الارتباك وهذا الاضطراب.

 

ويتابع رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، أن إسرائيل ليس بوسعها أن تخفى الحقيقة دائما، وإلى الأبد، هناك أسرى يتحررون من السجون ويدلون بشهاداتهم وصور الأسرى تتحدث عن بشاعة ووحشية المعاملة بالإضافة إلى الآثار التى تركت على أجسام الأسرى هى خير شاهد على تلك الجرائم وارتقاء عشرات الشهداء وإصابات الآلاف من الأسرى بكسور وجروح نتيجة الاعتداءات والوحشية كل هذه معطيات لا يمكن أن تخفيها إسرائيل ولا وسعها أن تخفيها وبالتالى قد افتضح الأمر ونحن نقوم بحملة كبيرة على أمل أن يتم استجلاب ضغط كبير على إسرائيل كمى توقف جرائمها الوحشية بحق الأسرى.

 

معتقلات سرية لا تعلمها المؤسسات الإسرائيلية الرسمية

يتفق معه الدكتور أيمن الرقب، القيادى بحركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والذى أكد أن هناك أزمة بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وحكومة الاحتلال حول موضوع الأسرى الفلسطينيين، حيث صرح رئيس الشاباك الإسرائيلى أن الطاقة الاستيعابية فى سجون الاحتلال 14500 أسير فقط ومن هم موجودين فى الاعتقال زادوا عن 21 ألف اسير ونحن لم نكن نسجل هذا الرقم بشكل كبير ونحن نتحدث عن 15 أو 16 ألف وتصريح رئيس الشاباك أعطى معلومة جديدة.

 

"هناك معتقلات تمم إنشائها دون علم جهات رسمية أو دولية، حيث انشأها الجيش فى مناطق دخول قطاع غزة"، هنا يكشف أيمن الرقب فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، وجود معتقلات سرية لا علم للمؤسسات الرسمية الإسرائيلية بها منذ 7 أكتوبر الماضى، موضحا أن من أبرز تلك المعتقلات هو معتقل سديه تيمان وهو معتقل من أبشع المعتقلات الموجودة فى دولة الاحتلال فى صحراء النقب وهذا السجن يتعرض فيه المعتقلين للضرب والاعتداء الجسدى المتواصل بجانب إطلاق الكلاب البوليسية لتنهش أجسادهم ويقدم لهم رغيف العيش يوميا بواقع رغيف لكل أسير وهذا يعنى أن حجم الإذلال فاق التصور.

 

وأشار "الرقب"، إلى أن جمعيات حقوق الإنسان بدأت تتحدث فى تلك الانتهاكات التى تشهدها السجون الإسرائيلية وتتحرك ولكنها دون تأثير حقيقى وما أثار موضوع الأسرى مستمرة خاصة مع إطلاق سراح مدير مجمع الشفاء الطبى الدكتور محمد أبو سلمية وحديثه عن حجم المعاناة التى يتلقاها الأسرى بعد خروجه عن المعتقل وبعدها بدأ الساسة الإسرائيليون يتحدثون عن كيف تم إطلاق سراحه وهل بالفعل لا يوجد أدلة لإدانته للبقاء فى المعتقل وأثير الأمر بشكل كبير للغاية.

 

تصريحات بن غفير واعترافه بالتعذيب داخل سجون الاحتلال هو عنوان كامل للتطرف داخل سجون الاحتلال وأعطى رؤية بشكل كبير حول العنصرية داخل دولة الاحتلال، ولا يوجد مشكلة داخل حكومة الاحتلال بشأن اعترافات بن غفير لأنها حكومة يمين متطرف وهى حكومة هدفها الأساسى هو القتل بشكل عام واستنزاف الشعب الفلسطينى والمعارضة الإسرائيلية استغلت ذلك وبدأت تتحدث عن أن ما يقوم به بن غفير فى سجون إسرائيل هو كشف حقيقى لدولة الاحتلال وعنصريتها وهذا الأمر سيشكل ازعاج لهم ولكن حكومة الاحتلال متحدة بشكل كامل على قتل الشعب الفلسطيني.

 

سجون الاحتلال
سجون الاحتلال

مظاهرات فلسطينية لدعوة المجتمع الدولي لإنقاذ الأسرى

فى 25 يونيو نظم ذوى المعتقلين والمتضامنين معهم فى محافظة طولكرم، وقفة احتجاجية أمام مكتب الصليب الأحمر فى المدينة لمطالبة المجتمع الدولى ومؤسسات حقوق الإنسان، بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة أبنائهم فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، حيث رفع المعتصمون صور المعتقلين ورددوا الهتافات والشعارات المنددة بجرائم الاحتلال بحق المعتقلين والمطالبة بإنقاذ حياتهم والإفراج عنهم، ثم فى 2 يوليو نظم أهالى المعتقلين فى محافظة جنين، وقفة احتجاجية للتنديد بتصريحات ايتمار بن غفير وتحريضه الصريح لقتل المعتقلين، مؤكدين أن أبناءهم يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب النفسى والجسدى إضافة لحرمانهم من الزيارات منذ 7 أكتوبر.

 

وفى 26 يونيو الماضى وهو اليوم العالمى لمساندة ضحايا التّعذيب أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن أعداد الشهداء بين صفوف المعتقلين فى سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلى، الذين ارتقوا نتيجة للتعذيب منذ بدء حرب الإبادة فى السابع من شهر أكتوبر الماضى، أصبحت الأعلى فى تاريخ الحركة الأسيرة، استنادا لعمليات التوثيق المعتمدة لدى المؤسسات المختصة منذ عام 1967، مؤكدة أن منظومة الاحتلال الإسرائيلى انتهجت جريمة التّعذيب بحق الأسرى والمعتقلين منذ احتلالها لأرض فلسطين، وبلغ عدد الشهداء الذين أعلنّ عنهم منذ بدء حرب الإبادة من قبل المؤسسات المختصة 18 شهيدا على الأقل، إلى جانب العشرات من معتقلى غزة الذين ارتقوا فى سجون ومعسكرات الاحتلال، ولم يفصح عن هوياتهم.

 

الهيئة أكدت أن روايات وشهادات الخاصة بمعتقلى غزة، تعكس تصاعد مستوى جرائم التعذيب، حيث كان معسكر سديه تيمان عنوانا لجرائم التعذيب، ويشكل محطة واحدة من سلسلة سجون ومعسكرات أخرى، وسجن "النقب" الذى لا تقل فيه مستوى الشهادات حول التعذيب والتى حصلت عليها المؤسسات من المعتقلين والمفرج عنهم، عن مستوى شهادات المعتقلين فى معسكر سديه تيمان، وقد تكون هناك سجون سرّية غير معلنة يمارس فيها الاحتلال عمليات تعذيب وقتل بحقّ الأسرى والمعتقلين.

 

وكشفت الهيئة أن الاحتلال حول مرضى الجرب والسكايبوس إلى أداة للتنكيل، وتعذيب الأسرى جسديا، من خلال حرمانهم من العلاج، والإبقاء على المسببات الأساسية لانتشار المرض بين صفوف الأسرى فى سجن النقب.

 

خطوات فلسطينية لدعم قضية الأسرى وإضراب عام غدا

خطوات عديدة اتخذتها قوى سياسية فلسطينية من أجل دعم قضية الأسرى فى سجون الاحتلال، وهو ما يؤكده عبد الفتاح دولة، المتحدث الرسمى باسم حركة فتح، الذى يؤكد أن كل متابع لسلوك الاحتلال الإجرامى والخارج عن القانون وكل أعراف البشر يدرك أن دولة الاحتلال لا تلتزم بالقانون الدولى ولا تلقى له أى اعتبار لشعورها أنها فوق القانون فى ظل الدعم والحماية اللامحدودة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لها.

 

"فى الوقت الذى تحاكم دولة الاحتلال فيه على ارتكابها جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطينى، وفى ظل ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية لقادة دولة الاحتلال ووضعها على اللائحة السوداء، إلا أن مذابح الابادة الجماعية متواصلة فى فلسطين وبالتوازى مع ذلك تتواصل بحق الأسيرات والأسرى فى سجون الاحتلال"، هنا يكشف عبدالفتاح دولة تفاصيل جرائم الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين، موضحا أن هذا لا يعفى مؤسسات القانون الدولى من ممارسة مسؤولياتهم تجاه ما يحدث من جرائم مع الأسرى داخل السجون وتجاه السجون التى يمارس فيها كل أشكال التعذيب والتنكيل والاعدام كما سجن "سديه تيمان" المشبه بجوانتنامو وأسوأ.

 

وأوضح المتحدث باسم حركة فتح، أن الحكومة الفلسطينية تدعم قضية الأسرى على كافة المستويات من خلال وزارة الخارجية الفلسطينية ومؤسسات الأسرى والمؤسسات القانونية التى تزود منظومة القانون الدولى بكل التقارير والشهادات الحية من أسرى محررين لاستخدامها لمقاضاة دولة الاحتلال وضرورة التحرك لوقف ما يتعرض له الأسرى من بطش وتعذيب وتنكيل، وهو ما دفع العديد من المؤسسات الدولية والقانونية للحديث عن هذه الممارسات والمطالبة بوقف وإغلاق سجون التعذيب لكن ذلك لا يكفى دون إجراءات فعلية وعقابية تجبر دولة الاحتلال على الانصياع للقانون الدولي.

 

وأشار إلى أن الحركة تعمل على تشكيل مزيد من الضغط وفضح هذه الجرائم البشعة، حيث قررت قوى وفصائل الشعب الفلسطينى ومؤسسات الأسرى والمؤسسات القانونية، الإعلان عن السبت 3 أغسطس يوما عالميا لنصرة الأسرى فى سجون الاحتلال ونصرة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة حيث سيشهد ذلك اليوم إضرابا شاملا فى كل محافظات الضفة الغربية ومظاهرات واسعة فى كل المحافظات، متتابعا :"العمل جارى على التواصل مع كل دولنا العربية والنشطاء والمؤسسات الدولية والنقابية للانخراط فى هذا اليوم بالشكل الذى يرونه مناسبا، إلى جانب الشق القانونى الذى نأمل أن يدفع مؤسسات القانون الدولى إلى التحرك الفورى لوقف هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبها"، داعيا إلى ضرورة أن يكون هناك أوسع مشاركة فى ذلك اليوم لإنقاذ الأسرى والأسيرات مما يتعرضون له من تعذيب وويلات.

 

عمليات بتر أطراف بدون بنج فى سجون الاحتلال

جانب أخر من أشكال التعذيب كشف عن نادى الأسير الفلسطينى، فى بيانه الصادر بتاريخ 2 يوليو الماضى، عندما أكد أن بعض المعتقلين فى سجون الاحتلال الإسرائيلى من قطاع غزة بترت أطرافهم دون تخدير، خاصة أن بعض من بترت أطرافهم، بترت بسبب عمليات التقييد المستمرة، موضحا أن الاحتلال يبقى المعتقلين مقيدين لمدة 24 ساعة ومعصوبى الأعين، كما يتعرضون على مدار الوقت لعمليات ضرب بكافة الوسائل والأدوات ومنها الهراوات والكلاب البوليسية.

 

 

الاحتلال
الاحتلال

نادى الأسير الفلسطينى أكد أن الاحتلال يمارس بحق المعتقلين جريمة التجويع، وإذلالهم بشتى الوسائل والأدوات وشتمهم طوال الوقت وإجبارهم على التلفظ بألفاظ للمساس بكرامتهم وإذلالهم إلى جانب الترهيب والتهديد، موضحا أن الاحتلال يمنع المعتقلين من التواصل فيما بينهم حتى أصبحوا يتحدثون مع أنفسهم ومن يحاول الحديث مع آخر يتعرض للتنكيل والعقاب، كما نفذ بحقهم اعتداءات جنسية ومنهم من تعرض للاغتصاب، كما أن المعتقلين يستخدمون أحذيتهم كمخدات للنوم، كما أنهم محرمون من الصلاة أو أداء أى شعائر دينية، وفى المعسكرات، دقيقة واحدة هو الوقت المتاح للمعتقل للاستحمام واستخدام دورة المياه.

 

وقال نادى الأسير، أن الاحتلال تعمد حرمان معتقلو غزة الذين انتهت محكومياتهم من الإفراج عنهم، كما أن قضية الشهداء المعتقلين شكّلت منذ بدء حرب الإبادة أحد أبرز التحولات فى تاريخ الحركة الأسيرة منذ عام 1967، وما تزال آلاف العائلات لا تعلم أى شيء عن مصير أبنائها المعتقلين، خاصة أن الاحتلال عمل منذ بدء الحرب على تطويع قوانين لترسيخ هذه الجريمة.

 

الاحتلال يسعى لإبادة المعتقلين بالكامل

تواصلنا مع جمال فروانة، عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية فى غزة، الذى أكد أن تصعيد الاحتلال ضد المعتقلين الفلسطينيين هو جزء من التصعيد وحرب الإبادة التى يقودها الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى خارج السجون، حيث يأتى هذا التصعيد ضد الأسرى كجزء من هذه الحرب، كما أن هذه الحكومة المجرمة التى يقودها نتنياهو وبن غفير وسموتريتش يسعون للانقضاض على شعبنا وإبادته وإبادة الأسرى داخل السجون.

 

ويضيف "فروانة" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الأسرى الفلسطينيين داخل السجون والشعب الفلسطينى يعلق آمالا كبيرا على الصفقة المقبلة والإفراج الكامل والشامل عن الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال، موضحا أن عدد الأسرى حتى الآن تجاوز الـ 9500 أسير وأسيرة بينهم 650 أسير طفل لم يتجاوز سن الـ16 عاما.

 

"الوضع داخل السجون صعب للغاية، وهناك تعذيب وحشى وقتل وإجرام بحق المعتقلين الجدد تحديدا فى قطاع غزة"، هنا يرصد عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية فى غزة، أشكال التنكيل والتعذيب البشع الذى يتعرض له المعتقلين الفلسطينيين، متابعا :"رصدنا مجموعة من الملاحظات بسجون الاحتلال فى مقدمتها الإعدامات الميدانية التى نفذتها إسرائيل ضد عدد كبير من الأسرى والمعتقلين، بعد اعتقالهم يتم اعدامهم فى الميدان مباشرة".

 

وأوضح أن هناك ظاهرة ظهرت خلال الآونة الأخيرة فى سجون الاحتلال وهى الإخفاء القسرى، حيث لا نستطيع إحصاء عدد الأسرى ولا يعرف أسر المعتقلين معرفة أين يوجد أبنائهم، وهناك تكتم من جانب الاحتلال على المعتقلات التى يشرف عليها الجيش مثل معتقل سديه تيمان، ومعتقلات أخرى أنشأت تحت سيطرة الجيش الإسرائيلى وليس تحت سلطة السجون المدنية ويعانى المعتقلون فيها من ظروف قاسية للغاية وكذلك لا يسمح للصليب الأحمر المشرفة على زيارات المعتقلين من زيارة الأسرى.

 

ظاهرة الإخفاء القسرى للمعتقلين الفلسطينيين

تأكيدا على كلام جمال فروانة، أصدر نادى الأسير الفلسطينى، بيانا فى 7 يوليو الماضى، يبرز فيه جريمة الإخفاء القسرى للفلسطينيين وإعدامهم ميدانيا داخل سجون الاحتلال، بعدما أدان واقعة الإعدام الميدانى التى نفذها جيش الاحتلال بحق أربعة أسرى من غزة، والتى تشكل جريمة حرب جديدة، تُضاف إلى السجل الطويل من جرائم حرب الإبادة المستمرة بحق شعبنا فى غزة وإلى جرائم الإعدام الميدانى التى نفذها جيش الاحتلال بحق المدنيين، وبينهم معتقلون.

 

وبحسب نادى الأسير، فإن الأسرى الأربعة هم من العاملين فى تأمين المساعدات فى غزة، حيث استهدفهم الاحتلال فور الإفراج عنهم عند معبر كرم أبو سالم، وجرى انتشال جثمان أحدهم، وتوضح صور عملية انتشالهم ونقلهم، وجود القيود على أيديهم، إضافة إلى آثار التعذيب، مؤكدا أن المعطيات الأولية المتوفرة حول هذه الجريمة وبحسب إفادة أولية لأحد الناجين من بينهم، أن قوات الاحتلال اعتقلت ما يقارب 15 شخصا من بينهم مجموعة من العاملين فى تأمين المساعدات، واستمر جيش الاحتلال فى اعتقالهم لمدة أربعة أيام، وخلالها تعرضوا لعمليات تعذيب، وضرب، وإذلال، إلى جانب احتجازهم فى ظروف قاسية.

 

وأشار نادى الأسير إلى أن الاحتلال قتل العشرات من معتقلى غزة سواء فى السجون والمعسكرات، أو بإعدامهم ميدانيا، وهناك ستة من معتقلى غزة تسنى للمؤسسات الإعلان عن هوياتهم وهم من بين 18 شهيدا من بين الأسرى المعتقلين الذين ارتقوا فى السجون منذ بدء حرب الإبادة وتم الإعلان عنهم، فيما يواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من معتقلى غزة الذين ارتقوا فى السجون والمعسكرات، كجزء من جريمة الإخفاء القسرى التى يتعرض لها معتقلو غزة.

 

 

اشكال التعذيب في سجون الاحتلال
اشكال التعذيب في سجون الاحتلال

استغلال اعترافات الاحتلال بتعذيب الفلسطينيين في السجون أمام الجنائية الدولية

نعود لجمال فروانة، الذى يكشف عن الخطوات التى تتخذها لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية فى غزة للضغط على الاحتلال للسماح لأهالى المعتقلين بزيارتهم وتحسين أوضاعهم داخل السجون، قائلا :"تحدثنا مع الصليب الأحمر والمسئولين بالصليب الأحمر فى قطاع غزة وأكدوا أن سلطات الاحتلال لم تسمح لهم بزيارة المعتقلات، ولم تزودهم بعدد وأسماء المعتقلين فى سجون الاحتلال، وهناك حالة من القلق على الأسرى فى سجون الاحتلال، وهناك أوضاع صعبة للغاية خاصة فى المعتقلات القديمة حيث تم سحب كل الإنجازات التى تحققت من خلال الإضرابات والخطوات النضالية".

 

ويوضح أن إسرائيل سحبت كل هذه الإنجازات التى حصل عليها المعتقلين خلال الفترة الماضية وأصبح الوضع صعب للغاية، وعاد لفترة بداية السبعينيات وهى بداية إنشاء المعتقلات حيث لا يوجد تمثيل اعتقالى أو تنظيمى ولا يوجد مواد للكتابة والقراءة، وتم سحب أجهزة التلفاز والراديو، وأصبح الأسرى والمعتقلين معزولين عن العالم الخارجى ولا يسمعون أخبار أهلهم وذويهم، وهناك قلق من جانب الأسرى على أهلهم خاصة مع استمرار حرب الإبادة على الشعب الفلسطينى، متابعا :"لا يوجد زيارات للأهالى، وهناك حالة عزل واعتداء على الأسرى جسدى ونفسى، وسمعنا فى الآونة الأخيرة من شهادات معتقلين تم الإفراج عنهم وموثقة كشفوا أن هناك ظروف صعبة من قبل الإسرائيليين تجاه المعتقلين من اعتداء وعزل الأسرى واكتظاظ داخل السجون فى ظل زيادة عدد الأسرى، وتم سحب كل حقوق المعتقلين المنصوص عليها فى الاتفاقيات الدولية خاصة اتفاقية جنيف الثانية والرابعة".

 

ويشير فروانة إلى أن هناك سوء فى الطعام والعلاج ولا يقدم العلاج اللازم للأسرى المرضى، وهناك حالة قلق بشأن الأسرى المرضى ولا يجرى عمليات جراحية لمن يحتاج عمليات من الأسرى، والوضع الصحى صعب للغاية داخل السجون، مؤكدا أن الأسرى لهم مواقف تجاه هذا التصعيد لكنهم يعطون فرصة للحلول الدبلوماسية ولكن حال عدم استجابة الاحتلال لتلك الحلول سيكون هناك تصعيد لدى الأسرى خلال الأيام المقبلة".

 

ويؤكد عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية فى غزة، أن اعتراف الصحف الإسرائيلية بحجم التعذيب فى سجون الاحتلال هى شهادة من طرف إسرائيل تؤكد ما كنا نشير له فى السابق أن هناك تعذيب وحشى واجرام وقتل إسرائيلى بحق الأسرى الفلسطينى، وشهد شاهد من أهلها ونحن يجب أن نستغل هذه الشهادات لتقديمها إلى المؤسسات الدولية خاصة المحكمة الجنائية الدولية لنجهز ملف حول الأسرى والمعتقلين وما يتعرضون لهم من انتهاكات خاصة أن بعض هذه الانتهاكات ترقى لجريمة حرب يجب محاسبة الاحتلال وقاداته على تلك الجرائم.

 

4 وسائل تستخدمها قوات الاحتلال لإعدام الأسرى داخل المعتقلات

من جانبه، يؤكد فراس ياغى، المحلل السياسى الفلسطينى والخبير فى الشؤون الإسرائيلية، أن هذا الاعتراف الإسرائيلى من خلال صحفهم وإعلامهم بممارسة إسرائيل التعذيب ضد الفلسطينيين داخل السجون جاء متأخرا حيث، حيث استغل إيتمار بن غفير ما حدث فى السابع من أكتوبر وبتواطؤ من المستوى السياسى والعسكرى ليمارس هوايته فى تعذيب الأسرى وتحويل السجون إلى جحيم أدى لاستشهاد أكثر من 18 أسيرا عدا عن الأسرى الشهداء من قطاع غزة غير المعروف عددهم.

 

ويضيف المحلل السياسى الفلسطينى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن بعض العاملين فى مصلحة السجون سربوا ما يحدث فى سجون الاحتلال تجاه الأسرى للعديد من منظمات حقوق الإنسان وللإعلام وهذا دفع بصحيفة هآرتس التى تصنف على اليسار لتناول ذلك كون هذه الممارسات تتنافى مع كل المواثيق الدولية وعلى رأس ذلك اتفاقية جنيف الرابعة والثالثة مما سيؤدى لإدانة دولة الاحتلال أمام المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية وأمام محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية.

 

ويوضح أن الصحافة والإعلام فى إسرائيل بشكل عام يهاجمون تصرفات بن غفير كون ذلك يسيء لدولة تدعى الديمقراطية والليبرالية ويرون فيما يقوم فيه سيؤدى لتحويل إسرائيل دولة منبوذة فى العالم، فى حين أن واقع الدولة يتجه لليمين وليست القضية مرتبطة فقط فى بن غفير، متابعا :"ما بعد السابع من أكتوبر هناك تغول كبير وبشكل صارخ ضد الفلسطينى ومن ضمنهم الأسرى، ولكن موضوع الأسرى بالنسبة لبن غفير يعتبر أولوية حيث يدعو لإعدامهم وفق القانون رغم وجود قانون عسكرى بالإعدام لكن لا يعمل فيه، وكل ما يجرى فى السجون هو إعدام بطرق شتى وببطؤ عبر التجويع والأمراض المزمنة وعدم تقديم العلاج والتعذيب بكافة الوسائل".

 

ويشير الخبير فى الشؤون الإسرائيلية إلى أن ما يحدث للأسرى فى سجون الاحتلال أصبح يطفو على السطح ويشكل عامل تصعيد كبير خاصة فى الضفة الغربية لذلك يتم الإشارة لذلك من قبل الصحف الإسرائيلية وعلى راسها هآرتس، إضافة للتجاذبات بين بن غفير والأجهزة الأمنية التى ترى فى سياسته وصفة للتصعيد مما سيزيد من العبء على المستوى الأمني.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة