كان نجيب محفوظ ولا يزال يمثل مادة ثقافية وإبداعية خصبة، فالحديث عن إبداعاته وأسلوبه الأدبى لا ينتهى أبداً، خاصة لدى العديد من الباحثين المشغولين بقراءة أعمال أديب نوبل، وتحليلها وتقديم مشروعات ثقافية جديدة مثل تحويل روايات نجيب محفوظ إلى «كوميكس»، ومن منظور اهتمام وزارة الثقافة بالأديب العالمى، تم تخصيص تكية أبو الدهب لتكون متحفاً يحمل اسم نجيب محفوظ ليضم مقتنياته وأعماله ويعرض المزيد من الأنشطة الثقافية والفنية، لذا بمناسبة ذكرى رحيل نجيب محفوظ الـ18، أجرينا حوارا مع الكاتب طارق الطاهر، المشرف العام على متحف نجيب محفوظ، للحديث عن آخر تطورات المتحف والمشاريع المقبلة التى سوف يقدمها.. فإلى نص الحوار:
ما آخر تجهيزات الدور الثالث الخاصة بمتحف نجيب محفوظ؟
يتم الآن الانتهاء من اللمسات الأخيرة لمركز الإبداع التابع لمتحف نجيب محفوظ والمخصص له الدور الثالث بوكالة أبو الدهب، والذى سوف يضم عددًا من القاعات التى منها قاعة للسينما وقاعة المسرح وقاعة للفن التشكيلى وقاعة مخصصة لأنشطة الطفل.
ما خطة المتحف فى اجتذاب عدد كبير من الباحثين والدارسين والجمهور؟
تقوم الخطة على عدة محاور، الأول، الاحتماء بمسيرة وسيرة نجيب محفوظ من أجل إلقاء الضوء على هذه المسيرة المتميزة والمليئة بالاجتهادات، ثانيًا، قرر الدكتور وليد قانوش رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية بتشكيل لجنة لبحث المقترحات التى تقدمت بها من أجل تجديد مسار الزيارة المتحفى والبحث عن إضافة قاعة للعروض المتغيرة لتكون مصدر جذب للجمهور العام الذى يجد نصيبًا كبيرًا من أنشطة المتحف لاسيما بعد افتتاح مركز الإبداع.
ما المستهدف من تعاون وزارة الثقافة والوزرات الآخرى والجامعات؟
بالفعل يتم حاليًا التنسيق مع هيئات وزارة الثقافة لاهداء المتحف المزيد من إصدارات الكتب المختلفة فى كل المجالات والارتقاء به، وكذلك سعيًا لإعادة تأسيس المكتبة العامة به، من أجل أن تكون محطة جذب للطلاب وأهالى الحى هذا من جهة، ومن جهة آخرى يجرى الآن اجراء عدد من البروتوكولات مع عدد من الجامعات الفترة القادمة، وترتكز هذه البرتوكولات على التعاون المشترك لأنشطة المتحف المختلفة.
متى سيتم وضع متحف نجيب محفوظ على خريطة السياحة العالمية؟
يحتاج هذا الأمر إلى جهد كبير، ولكنه جهد مطلوب نظرًا لقيمة نجيب محفوظ العالمية، فهو بلا شك اسم نستطيع الترويج من خلاله، سواء للمتحف نفسه أو للثقافة المصرية العربية بأسرها.
فيما يتعلق بسيناريو العرض.. هل يقدم المتحف الكتب الصوتية الخاصة بروايات نجيب محفوظ للجماهير الزائرة؟
هذا مشروع مهم ولكن يجب دراسته جيدًا من قبل الإدارات المتخصصة فى صندوق التنمية الثقافية، هذه الجهة التى يتبعها المتحف.
هل يوجد مركز للسينما تعرض فيه أعمال نجيب محفوظ السينمائية؟
يوجد حاليًا ضمن العرض المتحفى، قاعات مخصصة للسينما وتحديدًا 3 قاعات، الأولى تضم عددا من الأفلام التسجيلية للأديب الكبير نجيب محفوظ، والثانية تعرض مقتطفات من الأفلام المأخوذة عن رواياته، والثالثة قاعة تضم صور فوتوغرافية لأبطال الأفلام الشهيرة التى ارتبطت بإبداعات نجيب محفوظ، كما سيكون هناك مكان سينمائى عندما يفتتح مركز الإبداع.
هل من المتوقع أن نشهد إقامة صالون خاص باسم نجيب محفوظ بمتحفه يضم عددًا كبيرًا من المثقفين المصريين والعرب والأجانب؟
بالتأكيد سيكون هناك صالون باسم نجيب محفوظ، وسنطرح من خلاله سيرة هذا المبدع، وعدد من القضايا التى عبر عنها سواء فى حواراته أو إبداعاته.
هل توجد مقتنيات شخصية خاصة بنجيب محفوظ تسعى إدارة المتحف لاقتنائها عليها خلال الفترة المقبلة؟
هذا الأمر يشغلنى منذ اللحظة الأولى التى توليت الإشراف بها على المتحف، وهى أن نسعى إلى زيادة مقتنيات نجيب محفوظ بما يخدم الهدف الأساسى من إنشاء المتحف، وهو الاحتفاء بمسيرة هذه القيمة الكبيرة، ولا أخفى عليكِ سرًا أن الفترة القادمة ستشهد إيداع مقتنيات جديدة من قبل عدد من الشخصيات التى ارتبطت بنجيب محفوظ.
التقيت خلال الأيام الماضية بعدد من المثقفين.. هل قدموا أفكارًا إيجابية لصالح المتحف؟
بالفعل على مدار يومين عقدنا جلستين حواريتين مع عدد من المثقفين والأدباء ورجال الصحافة والإعلام، وخرجنا بعدد من المقترحات الهامة التى تنير لنا الطريق فى إدارة المتحف خلال الفترة المقبلة، وسيظهر أثر هذه المقترحات جليًا فى خطة المتحف وأنشطته فى الفترة القادم
