عصام خليل

مصر.. صوت السلام فى قلب العاصفة

الثلاثاء، 06 أغسطس 2024 01:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى خضم الأزمات والتوترات التى تشهدها المنطقة وما يجرى على ساحة عدد من دور الجوار، يظهر كالعادة الدور الريادى لجمهورية مصر العربية باعتبارها قوى دافعة لصوت العقل والسلام، مؤدية دورا محوريا فى الحفاظ على استقرار المنطقة.


يأتى ذلك بطبيعة موقع مصر الجغرافى وثقلها التاريخى وقيادتها الرشيدة صاحبة الرؤية الثاقبة، التى تتجلى فى حديث الرئيس السيسى أكثر من مرة، محذرا من تصعيد الصراعات الذى يزيد الأوضاع تعقيدا ويهدد أمن واستقرار الإقليميين.


عبر التاريخ المصرى العريض، كان مظلة السلام ومقصد الأمان، ليس بجديد عليها بداء من الأنبياء إبراهيم، ولوط، ويوسف، وموسى، وهارون، وصولا بالعائلة المقدسة والمسيح الذين فروا من بيت لحم بفلسطين هربا من الحاكم هيردوس، وما أشبه الليلة بالبارحة، عبر عقود كثيرة تحتفظ مصر لنفسها بتعريف مظلة الأمن ورمانة الميزان وصوت العقل وسط العواصف والبراكين.


ولعل ذلك تجسد بوضوح فى الأزمة الأخيرة على أرض فلسطين، حيث كانت أولى الدول التى دعت إلى وقف إطلاق النار، مؤكدة على أن استمرار الصراع لا يخدم مصلحة أى طرف، بل يؤدى إلى مزيد من الدمار والخراب، وكان حضورها قويا فى تحقيق الأمان النسبى لدولة ليبيا الشقيق، وكان صوتها جهورا لحفظ استقرار دولة السودان العزيزة.


رغم التحديات والظروف العامة التى تلقى بظلالها على الجميع، وفى القلب منها «المحروسة»، ظلت مصر حارسة الأمن القومى العربى والامتداد الأفريقى، فإن قيادة مصر تدرك جيدا أن أى صراع أو اضطراب فى أى جزء من المنطقة ينعكس سلبا على الجميع، لذا ترنو دوما إلى إنهاء الصراعات، وتعمل بجد من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، وحثهم على الحوار والتفاوض، والتوصل إلى حلول سلمية وعادلة للقضايا الخلافية، إضافة إلى جهودها فى تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب المتضررة من الصراعات، وتوفير بيئة آمنة لهم.
تتميز الدبلوماسية المصرية، خاصة خلال عشر سنوات ماضية، رسمت ملامحها بعدة عوامل أساسية جعلتها تحظى باحترام وتقدير المجتمع الدولى، وأبرزها النزاهة والحياد والتوازن، مما جعلها وسيطا موثوقا فيه للتدخل فى حل الأزمات الإقليمية، هذا إضافة إلى الدعم الشعبى والدور المصرى فى دعم السلام، مما يعزز من موقفه التفاوضى.


استطاعت مصر أن تفرض نفسها كقوة مؤثرة تسعى إلى تحقيق السلام والوئام بين الشعوب، ويأتى ذلك وفقا لرؤية ظاهرة للجميع فى ضوء المواقف المصرية حيال الأزمات المختلفة، سواء من خلال جهود الوساطة المباشرة أو عبر الدعوات المتكررة لوقف الأعمال العدائية وفتح مسارات للحوار، فى ظل هذه الجهود أثبتت مصر أنها ليست مجرد طرف فى المعادلة الإقليمية، بل هى ركيزة أساسية للاستقرار فى المنطقة، ومن خلال دورها الريادى فى دعم مساعى السلام، تسعى القاهرة إلى تحقيق رؤية شاملة لمنطقة أكثر استقرارا وأمانا، حيث يمكن للشعوب أن تعيش فى بيئة خالية من النزاعات والتوترات، ولذلك نقولها بفخر: إن مصر بحكمتها ومسؤوليتها، تظل صوتا قويا للسلام فى وقت تحتاج فيه المنطقة إلى مثل هذه القيادة الحكيمة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة