أكرم القصاص

حيرة ما بعد الثانوية والمجموع والبحث عن طريق السلامة

الأربعاء، 07 أغسطس 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قصة كل عام، مع إعلان نتائج الثانوية تبدأ المناقشات حول  الاختيارات وصورة المستقبل، والطريق الذى يمكن للطالب أن يسلكه، وهو يعلم أنه يقوده إلى مستقبل مضمون، سنويا يغادر مئات الآلاف الثانوية إلى الجامعة، ويغادر مئات الآلاف الجامعات إلى المجتمع، وكل منهم يكون لديه حلم أو تصور، فهل تمكن مقارنة أحلام طلاب الثانوية بواقع خريجى الجامعات بكلياتها وتخصصاتها؟، هناك أكثر من 745 ألف طالب امتحنوا الثانوية العامة نجح منهم 590 ألفا، ينتظر كل منهم أن يجد مكانا فى الجامعة.


صحيح أن مكتب التنسيق يوفر عدالة نسبية فى توزيع أماكن بالجامعات، ومن يحصل على مجموع أعلى من حقه أن يختار الكلية التى يريدها، فى الماضى القريب كان الأمر أكثر بساطة، كليات القمة الطب الصيدلة والأسنان والهندسة، وبالنسبة للأدبى كانت اللغات والإعلام والسياسة والاقتصاد، وخلال عقود أخيرة كانت علوم الحاسب والاتصال والكمبيوتر، وحاليا الذكاء الاصطناعى، وأضيفت مؤخرا التمريض والعلاج الطبيعى، وبعض تخصصات التربية النوعية، أو غيرها. نحن نتحدث عن أغلبية الطلاب الذين يتجهون للجامعات الحكومية، هناك بالطبع الجامعات الخاصة والمسارات المتعددة التى تمثل نسبة، لكن تظل الجامعات الحكومية هى النسبة الأكبر.


خلال عقود، كانت كليات «القمة»، الطب والصيدلة والهندسة وطب الأسنان، وتظل موجودة ويحتاج خريجوها للمزيد من الدراسة والتخصص، وقد يواجهون تعثرا فى الحصول على فرص عمل، أو ينتهى المطاف بوظائف لا يحبونها ولا ترضى حاجاتهم المادية والمعنوية، ويواصلون حياتهم بالقصور الذاتى، هناك تخصصات ظهرت فى السنوات الأخيرة تتعلق بإدارة الأعمال والتسويق والسوشيال ميديا، وهى تخصصات قد تتطلب تدريبات ليصبح ممارسها قادرا على شق طريقه، وأيضا البيزنس أو افتتاح وإدارة مشروعات أيضا تخصصات تجمع بين الدراسة والخبرة والتعلم.


منذ سنوات وهناك نوع من النقاشات ترى أن سوق العمل لا علاقة له بالتخصصات أو الأعداد، والتقسيم القديم للمؤهلات العليا لم يعد كافيا، هناك تخصصات غير موجودة وأخرى موجودة بلا عمل، هذه التفاصيل يعرفها الكل ويشاهدونها ويتجاهلونها ويسيرون فى طريق يرسمه السياق العام، وتغيب فيه الاختيارات المضمونة نحو المستقبل، ومن يستطيع التكيف وعمل تغيير مسار، أو تدريبات يمكن أن ينجح فى شق طريقه، بينما يتعثر من يبقى واقفا عند التخصص، وهذا الأمر ليس مقصورا علينا فقط بل هو فى كل دول العالم، حيث لا يرتبط العمل بالتخصص، ويحدث تغيير مسار لكثيرين يتركون تخصصاتهم ليفتتحوا مشروعاتهم الخاصة.


الشاهد أن التخصصات اختلفت وتنوعت، ولا توجد وصفة جاهزة فى حال اتباعها يحصل الشاب على عمل جيد بعد التخرج، أو يجد طريقا أفضل للمستقبل، وهو أمر ربما يتطلب نقاشا بالمجتمع يمكن أن يساعد فى تحديد مسارات وإضاءة الطريق أمام مئات الآلاف من الشباب، تمكنهم من الاختيار، ربما يكون هذا الأمر مطلوبا أن يدخل ضمن مناهج التعليم والتربية، فى عالم يشهد كل يوم تحولات واسعة فى كل مجال، وتتغير التخصصات وطرق الدراسة، والمستقبل تجرى صناعته بالاختيارات والمهارات، لأن هناك تخصصات فى التعليم لا يحتاجها سوق العمل، ويتكدس خريجوها بعشرات الآلاف بلا عمل، بينما هناك تخصصات فنية وعلمية وصناعية يحتاجها السوق، وتضطر بعض الهيئات أو الشركات الكبرى للاستعانة بالأجانب لشغلها، وهناك  حاجة للتوسع فى تخصصات فنية وصناعية، يمكن أن تجد لها مجالا للعمل فى ظل ما يمكن توقعه من توسعات فى التنمية، لكنها تحتاج تسويقا.


وحتى فيما يتعلق بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، فإن الكثير من الشباب يكون لديهم الاستعداد، ويعجزون عن وضع دراسات جدوى ومعرفة طريقهم للمشروعات المطلوبة فى السوق، الكل يبحث عن المستقبل المضمون وتحديد نقطة انطلاق تضمن مكانا قابلا للنمو والتطور، أو طريق السلامة.


اليوم السابع

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة