مجرد وجود إسمه علي أفيش الفيلم يعني البهجة و المتعة مع الإبتسامة الراقية، المخرج الذي أصبح إسمه علامة مميزة لكل ما هو جميل ومميز ومبهج.
لم يكن مجرد مخرج بل صانع للبهجة والسعادة والفن الراقي وصاحب الأفلام التي تهتم بأدق تفاصيل الحياة الإجتماعية في حياتنا، أحب السينما منذ طفولته وكانت أمنيته الوحيدة أن يكون مخرجاً وكان دخوله لأول مرة إستديوهات السينما وهو طفل صغير من خلال كواليس فيلم " المنتقم " للمخرج الكبير صلاح أبو سيف.
وظلت تراوده هذه الأمنية وأصبحت حلم حياته إلي أن تحقق بعد الدراسة وأصبح في سوق العمل كمساعد مخرج لأهم مخرجين الشاشة العربية مثل صلاح أبو سيف و حسين كمال في أهم الأفلام التي شارك فيها كمساعد مخرج، حتي تم إسناده لإخراج قصة من ثلاثة قصص في فيلم واحد " صور ممنوعة " ١٩٧٢.
ثم كان أول أفلامه الروائية الطويلة فيلم " إمرأة من القاهرة " ١٩٧٣ بطولة محمود ياسين وماجدة الخطيب، ورغم عدم نجاح الفيلم نجاحاً كبيراً إلا أن المخرج محمد عبد العزيز فكر بشكل مختلف ليقدم فيلمه الثاني و يقترب به أكثر من سينما الشباب و المرح و البهجة وقد كان من خلال فيلم " في الصيف لازم نحب " ١٩٧٤ لينجح الفيلم نجاحاً مدوياً إسترعي الإنتباه حتي لحق به فيلماً آخر أكثر منه نجاحاً و جماهيرية " عالم عيال عيال " ١٩٧٦.
ومن شدة نجاح الفيلمين أطلق عليه النقاد خليفة فطين عبد الوهاب خاصةً بعد وفاة المخرج الكبير فطين عبد الوهاب ١٩٧٢، وقد خلت الشاشة العربية من بعده بفراغ كبير في سينما البهجة و الضحك، وبدأت مسيرة محمد عبد العزيز كمخرج أصبحت أفلامه يُكتب لها النجاح الجماهيري المدوي مع تقدير وإشادة النقاد.
تميزت بدايات محمد عبد العزيز الأولي بتقديم الأفلام الكوميدية الإجتماعية والضحك فيها نابع من الموقف ذاته وظلت هكذا مسيرته الفنية وقد تميز في ذلك عن معظم مخرجين الكوميديا في تاريخ الشاشة العربية.
ثم تأتي مرحلة الزعيم عادل إمام ، كان اللقاء الأول بينهما من خلال فيلم " جنس ناعم " ١٩٧٧ مع ماجدة الصباحي و إن كانت البطولة في هذا الفيلم للنجم سمير صبري إلا أن هذا الفيلم كان بداية الثنائية المبهجة في تاريخ السينما المصرية بين عادل إمام والمخرج محمد عبد العزيز، ليقدما معاً ١٤ فيلماً من أجمل وأروع أفلام عادل إمام في فترتي السبعينات والثمانينات.
ثاني لقاء بينهما كان فيلم " المحفظة معايا " ١٩٧٨ مع نورا و ينجح الفيلم نجاحاً مدوياً ويستمر عرضه ١٤ أسبوعاً ويحصد فيه عادل إمام أول جائزة في حياته كأفضل ممثل.
ومن المدهش أن المخرج الكبير محمد عبد العزيز لم يقدم عادل إمام كفنان كوميدي فقط بل قدمه في كل الأدوار ونجح بإقتدار في ذلك وهو أول مخرج يقدم الزعيم عادل إمام في كل الأدوار المختلفة وبنجاح كبير.
فقدم عادل إمام الرومانسي في { غاوي مشاكل ، خللي بالك من عقلك } ، وقدم عادل إمام في الدور الإجتماعي في { انتخبوا الدكتور سليمان ، قاتل مقتلش حد }
إلي جانب أشهر أفلام عادل إمام في فترة الثمانينات { خلي بالك من جيرانك ، علي باب الوزير ، رجل فقد عقله ، عصابة حمادة و توتو ، مين فينا الحرامي }.
ويؤكد عادل إمام نفسه في حوار تليفزيوني في برنامج " ليلتي " أن نجوميته بدأت بفيلم " المحفظة معايا " وتأكدت أكثر بفيلم " غاوي مشاكل " والإثنين مع المخرج الصديق محمد عبد العزيز والفنانة نورا.
ثم يقول أيضاً عادل إمام: ولمًا حد يسألني كام فيلم قدمته مع محمد عبد العزيز أرد أقوله " قول كام فيلم مشتغلتش فيه مع محمد عبد العزيز"، هكذا كان حديث الزعيم عادل إمام عن المخرج محمد عبد العزيز.
ولم يكن المخرج الكبير محمد عبد العزيز مخرجاً للأفلام الكوميدية فقط ، بل لقد تخطي حاجز الأفلام الكوميدية ليقدم خط درامي مختلف تماماً في أفلامه مع كبار نجوم الشاشة العربية ليفاجأ الجميع جمهور ونقاد أنه متميز في كل ما يقدمه بخلاف الكوميديا.
فقد قدم النجم الكبير محمود ياسين ولأول مرة في دور مختلف عليه تماماً في فيلم {انتبهوا أيها السادة } ١٩٧٨ هذا الفيلم الذي أثار ضجة واسعة في الرأي العام، إلي جانب تميزه في تقديم الأفلام الرومانسية في أفلام { شفاه لا تعرف الكذب ، بريق عينيك ، لا تدمرني معك }
وتميز بجدارة لتقديم الأفلام الإجتماعية الهامة والمؤثرة في الرأي العام مثل
{ الحكم آخر الجلسة ، الجلسة سرية ، بناتنا في الخارج ، منزل العائلة المسمومة ، ولكن شيئا ما يبقي ، الشيطان يقدم حلاً ، ليلة عسل }.
ومع النجاح السينمائي العظيم يخوض المخرج الكبير محمد عبد العزيز تجربة الإخراج للمسرح ليتفوق أيضاً علي نفسه و يثبت بجدارة أنه مخرج فوق مستوي التخصص و يقدم أنجح المسرحيات في ذلك الوقت { شارع محمد علي ، بهلول في إسطنبول ، عفروتو }.
ولم يكتفي هذا المخرج السينمائي الكبير بخوضه تجربة المسرح إلا ويقدم أيضاً تجربته المتميزة في الدراما ليقدم أعمالاً درامية مميزة ومختلفة ومتنوعة مثل مسلسلات { حارة الطبلاوي ، أهل الرحمة ، يحيا العدل ، إسماعيل ياسين أبو ضحكة جنان }
ويعد المخرج الكبير محمد عبد العزيز ظاهرة فنية متميزة وفريدة من نوعها نظراً لما قدمه طوال مشواره الفني العريق من تميًز واختلاف وتنوع ما بين السينما والمسرح والدراما في كل أنواع الأعمال الفنية وهذه ظاهرة فنية إستثنائية نادرة الحدوث، ويظل إسمه مقترن بكل ما هو عظيم ومميز وراقي.
وبرغم أنه تم تكريمه في عدة مهرجانات دولية ومحلية إلا أن أهم تكريم له هو حب الجماهير له ولمشاهدة أفلامه جيل من جيل بكل متعة وبهجة وسعادة، أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والسعادة، واليوم في عيد ميلاده نتمني له دوام الصحة والسعادة كما أسعدنا ولازال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة