تخيل أن تجد كلمة "الكراهية" في عنوان كتاب، ما الذي تثيره هذه اللفظة من أحاسيس مختلفة، وحتما سوف يجعلك ذلك تتساءل عن موضوع الكتاب، ونتوقف عند عدد من الكتب التي حملت هذه اللفظة كجزء من عنوانها:
الحب والكراهية.. لـ أحمد فؤاد الأهواني
"إنه الحب الذي يسمو على مَطالِب الحس، ولا تُدنِّسه شهواتُ الأبدان. ونحن لا نزال نُسمِّي هذا الضربَ من الحب الشريف أفلاطونيًّا، إجلالًا لذكرى ذلك الفيلسوف العظيم صاحب الأكاديمية، ومُعلِّم المُعلِّم الأول".
هل يُمكن للحب أن يُحرِّك الضمائر؛ فيُبدي رأيًا، أو يُعلِن فرحًا، أو يُنسي ألمًا؟ وهل يُمكِن للكراهية أن تَصوغ قانون النفس الخاص؛ فتُعلِن حربًا، أو تعتدي على جماعة، أو تقتل نفسًا؟ إنه كتابٌ يبحث في أعماق النفس البشرية عن أصل الحب والكراهية وبواعثهما، وتأثيراتهما على حياة الإنسان، ويأخذنا في رحلةٍ متسلسلة عبر عِلم النفس، ومراحل نمو المشاعر من الطفولة إلى الشباب والكهولة، وعِلم الحياة الذي يُعنَى بحفظ الفرد والنوع منذ انقسام الخلية والتناسُل، وعلاقةِ الحب بالرغبة الجنسية والأمومة والحمل والرضاعة، ودوافعِ الغَيرة والدلال عند المرأة، لنسأل أنفُسَنا عن السِّر الأعظم في تحريك البشر، أهو الحب أم الكراهية؟
الحب والكراهية .. لـ أحمد فؤاد الأهواني
مديح الكراهية لـ خالد خليفة
رواية مديح الكراهية هي الرواية الثالثة للروائي السوري الراحل خالد خليفة، بعد "حارس الخديعة" و"دفاتر القرباط".
صدرت الرواية لأوّل مرة عام 2006 عن دار أميسا للنشر والتوزيع السورية – فرع بيروت ولكنها مُنعت في سوريا، ومن ثم صدرت عن دار الآداب للنشر والتوزيع في لبنان.
تُرجمت الرواية إلى أكثر من ثمانية لغات عالمية منها الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والإيطالية والألمانية، ودخلت في القائمة "القصيرة" للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2008 المعروفة بجائزة «بوكر».
ومن ثم في عام 2013 دخلت في القائمة الطويلة لجائزة "الإندبندنت لأدب الخيال الأجنبي".
مديح الكراهية لـ خالد خليفة
كراهيات منفلتة لـ نادر كاظم
يتقصى الدكتور نادر كاظم، من البحرين، سيرة الكراهيات المنفلتة في التاريخ، في قراءة نقدية لتلك الرغبة الغريزية المتجذرة في الذات البشرية وتوظيفها في سياقات مختلفة عبر التاريخ ويستخلص للقارئ أمراً هاماً هو: "أن انتعاش الكراهيات بين البشر إنما كان يستمد قوته من العزلة الجغرافية ومن التقوقع والانكفاء القديمين بين الجماعات. وقد تمكنت الجماعات، في ظل هذه العزلة، من إنتاج كراهياتها وتداولها دون تكاليف باهظة.
والسبب في ذلك أن العزلة كانت تؤمن الأجواء المناسبة لانتعاش الكراهيات داخل كل جماعة.
وبناء على هذا، يمكن أن يستنتج أحدنا بأن زوال العزلة سيكون نتيجة طبيعية لانفتاح حدود الجماعات بفضل "التسهيل اللامتناهي لوسائل المواصلات" والاتصالات. وبهذا النوع من التواصل المكثف ستزول العزلة، وتختفي، على إثر ذلك، الكراهيات العريقة. لكن الذي حصل لم يكن كذلك. فالتواصل المكثّف أصبح حقيقة بفضل التقدم المذهل في وسائل المواصلات والاتصالات والإعلام، إلا أن العزلة ما زالت قائمة، والكراهيات العريقة ما زالت منتعشة...". عندما نقرأ "نادر كاظم" نتلمس ذلك القلق وهذه سمة من سمات المثقفين المبدعين الذين يقرأون الأحداث في حركتها التاريخية والمجتمعية بعين فاحصة، تضعهم أمام مسؤولية كبرى، وهي، الاستقلال عن الخطاب الإيديولوجي، والانغماس أكثر في قضايا الواقع، وخصوصاً في هذه المرحلة المصيرية التي تعيشها البشرية جمعاء، مرحلة لم تتضح معالمها بعد، يتأمل فيها – الكاتب – "ما يجري اليوم لهذا النوع من النوازع الغريزية العنيدة وما ينتظرها من مصير قلق في ظل تحولات مهمة ابتدأت بنشوء الدولة وقوانينها التي تجرم خطاب الكراهية والإهانة والتحقير وتشويه السمعة والقذف والسبّ، وبصعود المجال العام في العصر الحديث، وما ترافق معه من تسهيل لامتناه لوسائل المواصلات (...) وبدلاً من التواصل والانفتاح أثبتت هذه الكراهيات أنها تنطوي على مكر استثنائي تجلى في قدرتها على التحايل على كل هذه التحولات الجذرية، لا بل تطويعها لتكون في خدمتها وتعمل لصالحها..!!
كراهيات منفلتة لـ نادر كاظم