محمد الجالى

"هلال" مبارك والقذافى وآل سعود!!

الجمعة، 29 أغسطس 2008 12:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توقع معى ـ من الآن ـ نتيجة رؤية هلال رمضان.. فى السعودية ثبتت رؤية الهلال وغرة رمضان غدا، فى مصر لم تثبت الرؤية، ورمضان بعد غد، أما فى ليبيا فرمضان بدأ بالفعل منذ يومان! لم يقل النبى (صلى الله عليه وسلم) قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام: "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته"، كى تتفرق الأمة، نتيجة عدم الفهم الصحيح لفقه الواقع، علماء الدين غير مقتنعين بعلم الفلك وحده، وعلماء الفلك يرفضون وصاية علماء الدين واحتكارهم للعلم، وبين هؤلاء وهؤلاء تسيس القضية، وتضع كل دولة فى حسبانها مقاييس الانسياق والتبعية، والقيادة، والريادة إلى آخر هذه الكلمات المعلبة.

السعودية "أرض الحجاز" بها مكة والمدينة، ومنهما انطلقت الرسالة المحمدية، وهى كذلك أرض الحرمين الشريفين، وأرض آل سعود! ومصر بلد الكنانة والأزهر، والعلماء الذين نشروا العلم إلى ربوع المعمورة، وهى أيضاً بلد الريادة! أما ليبيا فهى بلد الزعيم والقائد الأفريقى صاحب الكتاب الأخضر الذى سيخلص الأمة من تخلفها وأمراضها! والدول والدويلات العربية الأخرى ليست بعيدة عن هذه المعتقدات الذاتية الفيروسية. كل بلد له حجته لتقزيم الآخرين، إنهم يرفعون نظريات الغرور ويمسحون كل قيمة ورسالة عظيمة.

العرب لا يتفقون، ولن يتفقوا، حتى ولو عقدوا مؤتمرات الوحدة، والأخوة، والتقريب الخ...
اقرأ معى: "لقد تم الاتفاق فى مؤتمر جدة عام 1998 بين علماء الإسلام على توحيد رؤية هلال رمضان بين جميع الدول الإسلامية، خاصة أن جميعها تشترك فى جزء من الليل، على أن تتم هذه الرؤية على الأسس الشرعية المؤكدة بالأدلة البصرية".

الإمام أبو حنيفة يقول: "إذا ظهر الهلال فى بلد وهو يشترك مع بلد آخر فى جزء من الليل وجب على البلد الآخر الصوم أو الإفطار حسب توقيت الهلال"، وأفتى شيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت ـ رحمه الله ـ "بأنه إذا ثبتت رؤية هلال رمضان فى بلد إسلامى فإنها تثبت فى جميع البلاد الإسلامية"، وهو ما كانت تطبقه الدولة العثمانية، حيث كانت تكفى إشارة واحدة بثبوت الرؤية أوعدمها، فتسير عليه الدولة الإسلامية كلها.

أنا لا أدعو إلى عودة دولة الخلافة، وإن كانت تمثل حلا لكثير من الأمور التى يعانى منها العالمين العربى والإسلامى اليوم فى ظل التشرذم والشتات اللذيْن تئن تحت وطأتهما الأمة على أيدى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو!! إن كان ظنى خائباً، فلماذا لم يطبق اتفاق جدة، والذى مر عليه ما يقرب من عشر سنوات؟! ثم أين مشروع إطلاق القمر الصناعى الإسلامى الذى كان يدرسه مجلس بحوث الفضاء التابع لأكاديمية البحث العلمى المصرية؟

وللعلم فإن هذا المشروع كانت ستشارك فى تمويله الدول الإسلامية بعد أن تم الاتفاق فيما بينها على توحيد بداية الشهور الهجرية، وعدم اقتصارها على شهور رمضان، وشوال، وذى الحجة فقط، لأن فارق التوقيت بين جميع الدول الإسلامية لا يزيد على سبع ساعات، وتشترك جميعا فى جزء من الليل، وبالتالى تصوم وتفطر معا، وتم فى هذا الإطار إعداد تقويم فلكى ودليل عالمى متكامل للدول الإسلامية يضم 38 دولة، من إندونيسيا شرقاً حتى المغرب غرباً.

الاختلاف حول رؤية الأهلة وظفته السياسة، وتاجرت به، ورغم كونها مسألة فرعية لا أصولية ـ فقهية لا عقائدية ـ إلا أنها صارت تمثل صداعاً مزمناً، يجب أن يجتث دينياً وعلمياً. كيف لأمة واحدة " دينها واحد، وإلهها واحد، ونبيها واحد، وكتابها واحد، وقبلتها واحدة " أن تستهل شهورها وأعيادها بأكثر من هلال؟! أتمنى لو خيب رأيى مفتيى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ووحدوا اليوم صف الأمة.. لكننى أشك!!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة