هانى عزيز

عام سعيد

الإثنين، 07 سبتمبر 2009 03:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن الأعياد، سواء الدينية أو الوطنية، تمثل فرصة مناسبة لتبادل التهاني والتزاور وغير ذلك من المجاملات الاجتماعية التي تعمل على تأكيد معاني الحب والسلام والتعايش الجميل بين الناس وتدعيم علاقاتهم بعضهم ببعض.

وفي يوم الجمعة القادم، والذي يوافق الحادي عشر من شهر سبتمبر، سوف يحتفل الأقباط، وكذا كنيستهم القبطية الأرثوذكسية، بعيد النيروز، والذي يأتي في 11 سبتمبر من كل عام، وهو العيد الذي يوافق عيد الشهداء الأبرار وفقاً للتقويم القبطي المصري، حيث ختام سنة قبطية وبداية سنة جديدة، حيث اتخذ الأقباط وكنيستهم من سنة 284م بداية لهذا التقويم، فالعام 284م يوافق بداية حكم الملك الرومانسي دقلديانوس الذي عرف بالقسوة واضطهاد المسيحيين، ومنهم أقباط مصر، في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية سيدة العالم في ذلك الزمان والممتدة شرقاً وغرباً.

والأقباط يحتفلون بهذا العيد بالكثير من البهجة والسرور حيث إنهم يتذكرون سير وحياة الشهداء المسيحيين الأوائل الذين حافظوا علي عقيدتهم وإيمانهم إلى حد الاستشهاد وسفك الدماء، كما يتذكرون كيف أن أبائهم قد حافظوا أيضاً علي استقلال كنيستهم المصرية.. لحماً ودماً.. أمام ظلم الرومان وجبروتهم واضطهادهم.

ومن الممارسات الجميلة في هذا العيد أن الأقباط ـ وضمن احتفالهم ـ يأكلون ثمار البلح والجوافة.. ذلك أن لون البلح الأحمر يرمز إلى دم الشهداء الأبرار وبذرته القوية ترمز إلى إيمانهم القوي.. والجوافة ذات القلب الأبيض إنما ترمز لنقاء قلوبهم وإيمانهم. وربما ليس جديداً على القراء الأعزاء أني عرفوا أن الفلاح المصري قد ارتبط ومنذ عهد بعيد بالتقويم القبطي والسنة القبطية في عمله بالزراعة وعلاقته بالأرض، فهو يحفظ شهور تلك السنة عن ظهر قلب وكذا المحاصيل التي يزرعها أو يحصدها في كل شهر.

ولقد تابعت منذ فترة، وفي عدد من وسائل الإعلام، تلك الدعوة الخاصة باعتبار عيد النيروز عيداً قومياً تأكيداً لقيمة المواطنة، والحق أنها دعوة جيدة تستحق الاهتمام والمتابعة، بل أقول أنها دعوة جاءت في وقتها المناسب، ذلك أن المواطنة في تقديري هي قيمة حياتية تحتاج إلى جهد ملموسة من أجل أن نغرسها في نفوس كل المصريين، خاصة بعد ذلك التعديل الدستوري الذي شهدته بلادنا المصرية والذي دعا إليه السيد الرئيس محمد حسني مبارك وتحديداً ما تعلق منه بالمادة الأولى من الدستور والتي تم التأكيد فيها على مبدأ المواطنة كأساس للعلاقة بين المواطنين وبعضهم البعض.

أعزائي القراء: كل عام والجميع بخير.. من مسلمين ومسيحيين.. بل دعوني أقول كل عام ومصرنا الحبيبة وشعبها الطيب والكريم بخير وسلام.. ذلك إنني أري عيد النيروز عيداً مصرياً خالياً وليس عيداً يخص الأقباط وحدهم، هو عيد لكل المصريين، ولعله من الجميل هذا العام أن يأتي عيد النيروز في وقت متزامن مع شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك، ولتكن تلك الأعياد الجميلة فرصة طيبة لتأكيد معاني الحب والسلام على أرض مصر المباركة.
واسمحوا لي هنا بتقديم تهنئة من القلب لرأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قداسة البابا شنودة الثالث رجل الوطنية والحكمة والسماحة متعه الله بالصحة والعافية.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة