هانى عزيز

مصر وأعياد الميلاد المجيد

الثلاثاء، 03 يناير 2012 10:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمين عام جمعية محبى مصر السلام

"المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" كانت رسالة السماء للساكنين على الأرض، رسالة حب وسلام ومصالحة بين السمائيين والأرضيين، رسالة فرح للحزانى ورسالة خلاص للمقيدين والمأسورين وثقيلى الأحمال والمتعبين، فقد جاء المسيح فقيراً ليغنى الفقراء "جاء طبيباً ليشفى المرضى.. جاء أنشودة ليغنى بها الجميع".

ومن وحى قصة ميلاد السيد المسيح لا يمكن الحديث عن قصة الميلاد بدون ذكر مصر، فمصر جزء من قصة الميلاد. فمصر دائماً ما كانت هناك فى قلب الله، دائماً ما كانت الملجأ لجميع الأنبياء فقد كانت الملجأ لأبى الآباء إبراهيم وآمنا سارة، كانت الملجأ ليوسف الصديق من ظلم وكراهية أخوته، مصر كانت ملجأ فى وقت الجفاف والجوع والعطش لأبونا يعقوب والأسباط الأثنى عشر.

كانت مصر الملجأ للسيد المسيح من الكراهية والقتل. فقد قال ملاك الرب ليوسف النجار فى حلم "قم وخذ الصبى وأمه وأهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيروديس مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه"، نعم مصر كانت دائماً الملجأ والمرفأ للخائفين والمطرودين. كانت الوطن للذين بلا وطن، التاريخ هو الذى يقول ذلك، فلم يكن الأنبياء والسيد المسيح هم من قصدوها، لقد أصبحت الوطن للبطالمة واليهود وأصبحت وطناً للمماليك، مصر كانت وطناً لمن لا وطن له، كانت الشاطئ المرفأ الآمن لغريق من بحر هائج متلاطم الأمواج.

ولكن هل مصر اليوم مثل مصر التى حكى عنها التاريخ؟ بل مصر هى التاريخ نفسه فلا تاريخ بدون مصر، ولا حضارة بدون مصر، فمصر هى التاريخ والحضارة. فلن نتكلم عن تاريخ مصر البعيد مصر البطالمة والرومان والعرب أو الأيوبيين أو مصر المماليك والعثمانيين. بل مصر التاريخ الحديث مصر محمد على، مصر الحديثة، فقد أصبحت مصر مقصد المواطنين، هى دولة أصبحت حلما لكل شاب بالسفر أو الهجرة إليها والعمل فيها مثل اليونان وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا، فقد كانت مدينة الإسكندرية مدينة كونية مقصد جميع الجنسيات، كانت وطن من ليس وطن له.

مصر اليوم أصبحت طائفية، أصبحت التهنئة عند بعض المصريين حراماً ولا تجوز. أصبح الخوف هو المسيطر على القلوب، أصبح الشك والتوجس هو الحاكم للعلاقة بين المصريين، نعم لقد أصبح المصريون منقسمين، نعم لقد أصبحنا طائفيين إلى أبعد الحدود.

تساؤلات تطرح نفسها بمناسبة عيد الميلاد المجيد. هل المسيح هرب إلى مصر عام 2000 عام مذبحة الكسح؟ هل هرب إلى مصر العام قبل الماضى مع أحداث نجع حمادى، هل هرب إلى مصر العام الماضى عام 2011 مع تفجير كنيسة القديسين؟ هل سيهرب المسيح هذا العام إلى مصر كما فعل من قبل؟ هل سيأتى إلى مصر فيجد السلام والطمأنينة والحب والتعاطف والدفء، كما وجده فى السنوات السابقة؟ أم يأتى فلا يجد إلا الطائفية والكراهية، وتكفير بعضنا البعض، لا يجد إلا الخوف والشك والتخوين والانقسام لا يجد إلا القتل وانعدام الأمن والأمان، لا يجد إلا البرودة، وقد سكنت القلوب، ووجوه عابثة غير مرحبة به فى أرضها.

أعزائى القراء.. فلنصلى أن يرجع الحب والسلام والأمن والأمان، فيدخل إلى أرضها، ويتحول فيها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، فلنصلى صلاة حارة من أعماق قلوبنا أن يعم السلام أرجاء مصر. كل سنة ومصر طيبة، وهى ساكنة فى القلوب المليئة بالدفء دفء الحياة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة