كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون فى كلية طب سان دييجو بجامعة كاليفورنيا، أن 30 دقيقة من النشاط البدنى المعتدل إلى القوى معظم أيام الأسبوع، قد يقى من الشيخوخة البيولوجية المتسارعة الناجمة عن الجلوس لفترات طويلة.
وقد وجد الباحثون – فى سياق أبحاثهم التى نشرت نتائجها مؤخرا فى دورية "جورنال أوف إبديميولوجى" الأمريكية - أن النساء المسنات اللاتى مارسن أقل من 40 دقيقة من النشاط البدنى اليومى ما بين المتوسط والقوى، واللاتى يجلسن أيضا لأكثر من عشر ساعات فى اليوم، لديهن تيلومير أقصر، وهى العلامة البيولوجية لشيخوخة الكروموسومات ( أو الصبيغات الوراثية داخل نواة الخلية).
وشدد الباحثون على أن أحد أكبر المخاطر الصحية الناجمة عن العيش فى العصر الرقمى الحديث، هو الجلوس ثمانى ساعات أو أكثر يوميا.
وقد سلطت دراسة جديدة لكلية طب جامعة كاليفورنيا، الضوء على الوقت الذى يقضيه الإنسان فى الجلوس، مع المستويات اليومية من النشاط البدنى من خلال طول/ التيلومير/فى كرات الدم البيضاء لمجموعة من المسنات بلغ عددهن 1481 مسنة.
يذكر أن التيلوميرات هى بنية بروتين الحمض النووى، والتى تبدو وكأنها تتوج أطراف كل كروموسوم داخل الخلية، فمهمة التيلوميرات هو حماية الكروموسوم والحفاظ على سلامته بمنع تدهوره، وإصابته بالقصر، أو الإندماج مع الكروسومات المجاورة، حيث أنه مع مرور الوقت، يصبح التيلومير أقصر، وتؤكد الدراسة أنه مع التقدم فى العمر، تصاب خلايا الإنسان بالكبر، ومن الطبيعى أن يقصر طول التيلوميرات.
وقد أشار العلماء إلى وجود عدة عوامل تؤثر فى الإسراع بقصر طول التيلومترات، ومنها نمط الحياة والعادات اليومية مثل الخمول المزمن، والإجهاد، والتدخين، والسمنة.
ويرتبط قصر طول التيلوميرات بتسارع شيخوخة الخلايا، والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكرى وبعض أنواع السرطان.
وخلص الباحثون إلى أن الجلوس لفترات طويلة مصحوبا بقلة النشاط البدنى، هو بمثابة ضربة مزدوجة، من شأنها التعجيل بالشيخوخة البيولوجية التى تتميز بقصر طول التيلوميرات.
ومع ذلك، فإن النبأ السار الذى أشارت إليه الدراسة،هو أن النساء اللواتى يميلن إلى الاسترخاء والجلوس معظم النهار لم يتميز التيلومير لديهن بقصر الطول إذا مارسن أى شكل من أشكال الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل فى اليوم، معظم أيام الأسبوع.
