قرأت لك.. "جونال أرابيا" كلمات الصحافة العربية فى معجم فرنسى

الجمعة، 31 مارس 2017 07:00 ص
قرأت لك.. "جونال أرابيا" كلمات الصحافة العربية فى معجم فرنسى جونال أرابيا
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كان أصعب ما فى هذا المعجم هو "اختيار المداخل"، لذلك وضع المؤلف معيارين: الأول هو قياس تواتر الكلمة فى الاستعمالات الصحافية، والثانى هو حضورها فى المحتويات السياسية والتى تعتمد الكثير من العبارات الجاهزة التى لا يمكن لقارئ يفتقد خلفية ثقافية عربية أن يستوعبها مثل "حصدت الحرب أرواح آلاف الأبرياء، محاربة الحكومة لبؤر الفساد، تجمع بين البلدين أواصر قرابة قوية وتاريخية وغيرها، هكذا قال للأكاديمى التونسى نجم الدين خلف الله، فى كتابه "جونال أرابيا"، الصادر عن مؤسسة "بريال" للنشر، فى باريس.

 

كتاب "جونال أرابيا" معجمى يرصد كل العبارات التى نحتاجها لقراءة الصحافة العربية"، موجه بالأساس إلى قارئ فرنسى أصبح الشأن العربى يهمه أكثر فأكثر ليس فقط على مستوى الأحداث السياسية وإنما بتزايد عدد دارسى اللغة العربية ستكون بداية من العام المقبل لغة ثالثة فى برامج المدارس الفرنسية.

 

اعتمد خلف الله فى "جورنال أرابيا" منهجاً ثلاثياً فى عرض المفردات المستعملة فى الصحافة العربية، إذ يعود بداية إلى جذرها الثلاثى، ثم يقدم معناها الحرفى، قبل أن يظهر استعمالها الاصطلاحى، وفى الأخير يقدمها ضمن مثال متداول.

 

بالطبع هناك اهتمام متزايد بالصحافة العربية فى السنوات الأخيرة من قبل مستعملى اللغات الأوروبية، خصوصاً وأن العالم العربى يمثل مركز ثقل للأحداث العالمية. تبدو هزة الوصل بين الصحافة العربية وهذه اللغات شبه مفقودة، وغالباً ما تذرّع مبتدؤو تعلم اللغة العربية بأنها تحتوى على الكثير من العبارات التى لا تنفع معه الترجمة الحرفية.

 

ويحاول الكتاب أن يسد هذه الثغرة، من خلال عمل معجمى أنجزه الأكاديمى التونسى نجم الدين خلف الله جمع فيه أكثر من ألف كلمة هى الأكثر تداولاً فى الصحافة العربية مبيّناً.

 

قد يكون الكتاب موجهاً بالأساس إلى قارئ فرنسى، غير أن فوائده قد تعم القارئ العربى أيضاً فكل مدخل لا يحتوى على تفسير بالفرنسية للكلمة فقط، بل يضعها أمام جذرها الثلاثى أى معناها الأصلى فى قواميس العربية الكلاسيكية، ومن ثم يقدم ترجمة حرفية وأخرى اصطلاحية وهو ما يمكن اعتباره دراسة لتطور اللغة العربية المستعملة اليوم.

 

يلفتنا فى الكتاب أيضاً قائمة مراجع ثرية، تجمع بشكل متوازن بين ثقافتين، الأولى عربية بأمهات كتبها وقواميسها "لسان العرب" لابن منظور و"مجمع الأمثال" للميدانى، إضافة إلى بحوث معجمية عربية معاصرة مثل جورج خورى وأحمد راسم وكمال محمد على، ومن جهة أخرى، اشتغالات اللغويين الغربيين على اللغة العربية مثل ريجيس بلاشير وماتيو غيدار وجان جاك شميدت.

 

يذكر أن نجم الدين خلف الله أكاديمى تونسى مقيم فى باريس يدرس فى "جامعة لورين" و"معهد العلوم السياسية". تجمع بحوثه بين الجانبين اللغوى والحضاري، كما قدّم إسهامات كثيرة فى إبراز قدرة اللغة العربية المعاصرة على التطور، ولعل مؤلفاته باللغة الفرنسية أكثر من 20 كتاب حول اللغة العربية تصبّ فى هذا الاتجاه.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة