صور.. "الخيامية" حضارة تواجه الاندثار.. أول وكالة لتسيير وفود الحج وصناعة كسوة الكعبة منذ 500 سنة تتحول إلى خرابة.. أحداث ثورة يناير عطلت مشروع تحويلها لسوق مفتوح.. ومطالب بتطويرها ووضعها على الخريطة السياحية

الجمعة، 12 يناير 2018 09:00 م

الاهمال يضرب منطقة الخيامية

كتب – إسماعيل رفعت

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لمسة الجمال والعبقرية وحسن التخطيط والنظام، معلم مهم فى شكل وتكوين العمارة المملوكية فى العصر الإسلامى قبل 500 سنة، ويظهر ذلك بوضوح فى (منطقة الخيامية - قصبة رضوان)، كأول وكالة أنشأها رضوان بك وكيل تسيير قوافل الحج، وصانع خيام الموكب، وكسوة الكعبة المباركة بمنطقة الخيامية التى حملت اسم الصنعة المختصة بكل ما يخص الحج بحى الجمالية الكائن بالقاهرة التاريخية.

أول وكالة سياحية تنظم قوافل الحج

وتعيش وكالة "الخيامية" حالة من الإهمال لتقاوم وحدها عوامل الزمن، رغم ما تتمتع به من قيمة أثرية عمرها 500 سنة، كانت خلالها أول وكالة سياحية لتسيير وفود الحج، وصناعة خيام الحجاج و كسوة الكعبة.

سوق تجارى قديم لصناعة خيام الرحلات وحديث للأقمشة المتميزة

وتتكون "الخيامية" من سوق تجارى طولى لشارع به محلات على الجانبين فى شكل متوازى للمتاجر، يعلوه سكن فندقى كان مخصصًا لأعضاء بعثة الحج وتجار الشام القادمين للبيع والشراء ومكان لحيواناتهم التى كانت تمثل وسائل نقل هذه الفترة، كما يوجد فى نهاية الشارع قصر رضوان بك صاحب امتياز تنظيم الحج، وساحة انتظار داخلية ذات أبواب ارتفاعها 4 أمتار، تتعرض للتآكل وبحاجة إلى ترميم وصيانة.

الوكالة مملوكة لمعتمد الحج رضوان بك

ويوجد بمحيط بيت وساحة رضوان بك، والذى كان يؤدى دور وزير سياحة العصر المملوكى، عدد من الملحقات السكنية والخدمية تحولت إلى ورش نجارة بها وسائل وأجهزة تبعث ذبذبات تهدد الأثر، مع تساقط أبنية الوكالة نتيجة عدم وجود حراسات.

زاهى حواس اقترح تحويل نزلة التجار المغلقة لفندق سياحى

كما توقفت عدة مشاريع استثمارية وترميمية لمنطقة الخيامية وبقت أدوات الترميم معلقة منذ عام 1992، والتى تم تركيبها للإمساك بالمبانى المهددة بالسقوط.

اقتراح بمشاركة رجال الأعمال فى التطوير والمنفعة بشروط وإشراف الدولة

قال الخبير المعمارى د. صلاح زكى الأستاذ بجامعة الأزهر، ونائب الاتحاد الدولى للمعماريين: إن الخيامية تتكون من شارع أو قصبة رضوان لصفين من المحلات أعلاها سكن فندقى قديم للتجار الغرباء، وقصر أبو بيت رضوان الذى يضم مقعد وفناء كبيران جدا وسكن لأهله، وله مدخل عملاق لباب متميز جدا مازال موجودا منذ 500 سنة.

توجيه أصول صندوق تشغيل الشباب للمشروع لتشغيل الخريجين

وأشار زكى، إلى أنه يوجد نسخة مماثلة للخيامية بنفس الاسم والشكل فى لبنان تم استثماره وتنميته ويدر دخلا كبيرا، بعد ترميمه للحفاظ على القيمية الأثرية والتاريخية.

ولفت زكى إلى أن الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق كان قد تقدم بمقترح لترميم وتطوير المنطقة لتحويلها إلى متجر وسوق سياحى مفتوح وفندق وحديقة سياحية كبرى فى قلب القاهرة التاريخية لكن ظروف ثورة 25 يناير تسبب فى فشل المشروع خاصة أن المنطقة المحيطة بها ملامح فوضى تضر بالسياحة.

توقف أعمال التطوير منذ 25 سنة والإهمال يهدد الآثار

وتابع زكى قائلاً: يمكن للدولة أن تفتح الباب لرجال الأعمال المصريين والعرب للاستثمار بشروطها ومشاركتها، بأن ينفق رجال الأعمال على التطور مقابل استئجار محلات وحدائق والفندق الذى كان قد اقترح إنشاءه، وهو عبارة عن المبنى العلوى للمحلات وهو مغلق حاليا بسبب الاهمال.

وأقترح زكى توجيه أصول صندوق تشغيل الشباب لتنمية المشروع وتشغيل الشباب به بعد تطويره، ما يحقق منفعة مزدوجة، مع إشراف الدولة على كل كبيرة وصغيرة بمعايير تنموية ومعمارية وسياحية، متوقعا عائدًا كبيرًا لا يقارن بأى عائد لأى نشاط فى مصر.

أهالى المنطقة لا يرفضون التطوير لتأكدهم من عائد المنفعة

وأوضح زكى، أن مشروعات تطوير مناطق تاريخية أبرزها شارع المعز لاقت نجاحا كبيرا، مضيفا أنه يمكن ترميم الشارع على مرحلتين حتى لا يتوقف نشاطه التجارى والسياحى، ولا يتضرر التجار، مؤكدا أن اهالى المنطقة مستعدين للتطوير، ولا يمانعون ذلك كونه يحقق لهم ربحا ورواجا سياحيا وتجاريا، حيث يتردد على المنطقة سائحون وضيوف وإن قل عددهم عن ذى قبل لكن المنطقة مازالت تحتفظ بكثير من رونقها.

"الخيامية" وكالة حج قديمة وسوق حديث يتحدى التجاهل

وتقع منطقة الخيامية نهاية شارع الغورية من ناحيته الغربية عند باب زويلة بالدرب الأحمر بينما يقع شارع الغورية غرب شارع المعز ومنطقة خان الخليلى والحسين، كما تقع الخيامية شمال منطقة فاطمة النبوية وسوق السلاح، ومحيط مسجد الرفاعى والسلطان حسن، وفى قلب القاهرة التاريخية، وعلى مسافة قليلة من قلعة محمد على.