تتمتع مصر ببيئة طبيعية تتميز بها العديد من المناطق التى تعد أماكن للاستشفاء من الأمراض مثل الروماتيزم والصدفية وغيرها، وهو ما يؤهلها لأن تكون قبلة لملايين السائحين الباحثين عن الاستشفاء البيئى، وهى إحدى أنواع السياحة التى لا يتم الاهتمام بها كثيرا رغم كل إمكانيات مصر الطبيعية.
وزير الصحة الدكتور أحمد عماد صرح الأحد، عن دراسة الحكومة، بالتعاون مع وزارتى الطيران والخارجية، عن عمل فيزا علاجية خاصة للمترددين على مصر من أجل الاستشفاء البيئى والعلاجى لتسهيل مهام دخولهم للبلاد وتخفيفًا على المريض، وهو ما يعد خطوة جيدة نحو الاهتمام بهذا النوع من السياحة الذى عانى من التجاهل لسنوات ولكن هل هذه الخطوة كافية لتنشيط سياحة الاستشفاء فى مصر؟
وفى دراسة أصدرها المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، قبل أيام، عبارة عن خريطة طريق للقطاع السياحى فى مصر بالإنفوجراف، أوضحت أن سياحة الاستشفاء تصنف من الفرص الضائعة أمام مصر، فلا يتم استغلال الأماكن الطبيعية المتوافرة بالشكل الأمثل، وأكدت الدراسة على أهمية الاستفادة من مناطق مثل سفاجا فى البحر الأحمر وهى مركز لعلاج الصدفية، وأسوان وسيوة التى تعد مناطق علاجية للاستشفاء من الروماتيزم من خلال الدفن فى الرمال.
خبراء السياحة أشادوا بخطوة الحكومة بإعطاء فيزا علاجية للسائحين المترددين على مصر من أجل الاستشفاء البيئى، معتبرين إياها خطوة نحو تنشيط سياحة الاستشفاء لكنها غير كافية، فالأهم من ذلك هو القيام بعملية ترويج مدروسة تستهدف الباحثين عن الاستشفاء فى دول العالم المختلفة.
إلهامى الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية السابق، قال لـ "اليوم السابع": "إعطاء فيزا للمترددين على مصر بغرض الاستشفاء خطوة جيدة لكن الأهم هو الترويج وستكون الفيزا الجديدة ميزة جيدة فى عملية الترويج".
وأوضح الزيات أن هناك فرقا بين سياحة الاستشفاء التى تعتمد على البيئة وهو النوع الذى يمكن أن توفره مصر، والسياحة العلاجية والتى تعتمد على وجود منتجات صحية علاجية على مستوى عالى وهو غير متوفر فى مصر بالصورة التى تجذب السياحة، ضاربا مثل بهذا النوع من السياحة فى تايلاند التى تنتشر فيها مراكز التخسيس، وأيضا ألمانيا والنمسا.
وأكد الزيات أن أهم خطوة فى الترويج هو عمل دراسة للأسواق المستهدفة لتصدير السياح إلى مصر، مثل دول النرويج والسويد وفنلندا التى يوجد بها نسب كبيرة من الإصابة بالروماتيزم، والمناطق التى تصدر هذا النوع من السياحة، ودراسة طرق الوصول إلى هذه الفئات المستهدفة من خلال حملات التسويق عبر الإنترنت، أو الصحف التى تستهدف هذه الفئة، أو من خلال الأطباء المعالجين لهذه الأمراض بالدول المختلفة.
ويوجد فى مصر العديد من أماكن الاستشفاء البيئى، من أبرزها سفاجا التى يعالج فيها المصابون بمرض الصدفية من خلال التعرض لأشعة الشمس والرمال والمياه، وواحة سيوة، وعيون حلون التى تحوى المياه الكبريتية، وأسوان، وعيون موسى، وغيرها ولكن لا يوجد الترويج الكافى لهذه المميزات الطبيعية فى الأسواق المصدرة للسياحة فى العالم.
وبالبحث على موقع هيئة تنشيط السياحة، وجدنا خريطة تفاعلية لبعض المنتجات المنتشرة فى ربوع مصر والتى توفر الاستشفاء، ولكن لا يوجد تفصيل دقيق لأماكن الاستشفاء البيئى وطبيعة الأمراض التى تعالجها كل منطقة ومميزاتها عن المناطق الأخرى، وهى الجهة الأساسية المنوط بها الترويج للسياحة فى مصر.ورغم ذلك يوجد مواقع تتحدث عن السياحة الاستشفائية فى مصر، ومنها "دليل مصر السياحى" الذى يوفر معلومات كاملة عن أنواع السياحة المختلفة المتوافرة فى مصر، وأهم المناطق السياحية، ولكنه بحسب ما وضحه خبراء السياحة أنه موقع خاص وليس حكومى.
ومع تمتع مصر بميزات طبيعية هائلة لا تمثل سياحة الاستشفاء من حجم السياحة الوافدة إلى مصر سوى 0.5% فقط، وهو ما أكده رئيس اتحاد الغرف السياحية، فى حين أن هذا النوع يمثل 3% من حجم السياحة فى العالم وهو ليس رقم هين، حيث يبلغ عدد السائحين الباحثين عن الاستشفاء 30 مليون سائح حول العالم، من إجمالى 1.2 مليار شخص يشكلون حجم السياحة العالمية.
وقال طارق أدهم عضو غرفة الفنادق بالبحر الأحمر، أن أى خطوة إيجابية فى تسهيل دخول الأجانب لمصر بغرض الاستشفاء مرحب بها، ولكن المطلوب من الدولة هو دعم إعلانى، مشابه لما تفعله الأردن، والتى روجت للسياحة الاستشفائية من خلال المطبوعات التى تصدرها وزارة السياحة الأردنية، وشركات الطيران الوطنية، ومكاتب السياحة العاملة بالدولة، وسفارات الأردن بالخارج، بخلاف الدعاية فى الصحف، وعبر موقع الإنترنت الرسمى لهيئة السياحة الأردنية، والدعاية من خلال السوشيال ميديا.
الطرق التى استخدمت الأردن فى الدعاية للاستشفاء بأراضيها كان لها مردود كبير على تنشيط هذا النوع من السياحة بالدولة الشقيقة، بحسب ما أكده أدهم، مطالبا هيئة تنشيط السياحة المصرية بدعاية مماثلة وهو ما يضفى مصداقية على حملات الدعاية خاصة عندما ترعاها حكومات الدول.
وأشار أدهم إلى أن مدينة أسوان التى تقع فى أقصى الجنوب من مصر، كان لها تجربة فى سياحة الاستشفاء ولكنها لم تكتمل لأنها لم تحظ بالدعاية الكافية، على عكس استمرار التجربة فى مدينة سفاجا التى حظت بالدعاية والإصرار على النجاح ولكن هذا من خلال جهود القطاع الخاص فى المدينة.
وأكد الخبير السياحى أنه لا يوجد موقع مصرى رسمى على الإنترنت يتيح معلومات عن طبيعة وأماكن سياحة الاستشفاء البيئى مصر، وكل ما هو متاح يتم من خلال مواقع يطلقها القطاع الخاص لتنشيط السياحة بجهود فردية.
وقدر أدهم عدد السائحين الوافدين إلى مصر سنويا بغرض الاستشفاء بحوالى بضع آلاف فقط، فى حين أن هذا العدد يمكن أن يصل إلى مليون سائح سنويا إذا تم الترويج الجيد، وهو تقدير واقعى فى ظل الإمكانات الطبيعية التى حبا الله مصر بها.
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد فتحي
الزياده وتطوير الخدمات الصحيه للشعب اولا
يا ريت يكون التوجه لتطوير وزياده الخدمات الموجه للشعب وبعدين نشوف الأجانب، منظومته متهالكة ، لا يوجد خدمات تواكب التطور الذي يشهده العالم، خدمات طيبه بالطرق السريعه الحيوية صفر، مستشفيات حكومية متهالكة بجميع المحافظات، الطبقه المطحونة لا تصلها الخدمة والبلد جميع المسؤولين فيها بيسافرو للعلاج بالخارج ومعظمهم طبعا علي حساب دم الشعب ، اذا أردت الإصلاح فأبدء بالأساس ، بالجذور وليس بالفروع ، انتقي البذور الصالحه .