منذ 50 عامًا، يواصل المعلم محمد أبو سويلم مهمته في تعليم الأطفال اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم، مما جعله رمزًا للإصرار والعطاء في قريته نجع شيبانة، جنوب مركز رفح بشمال سيناء، يستقبل يوميًا تلاميذه بين العصر والمغرب، وعددهم 140 طفلاً من مختلف الأعمار، من المراحل المبكرة وحتى الإعدادية.
يقوم بمهمة تعليمهم في مقر جهّزه أهالي القرية بجهود ذاتية، ومساندة فاعلي الخير، ليكون منارة تعليمية تُنير عقول الأطفال، وتشغل وقتهم، وتنقذهم من الضياع، وتؤسسهم تعليمياً وتربوياً بالطريقة التقليدية القديمة.
المعلم محمد أبو سويلم بدأ رحلته في تعليم الأطفال في سبعينيات القرن الماضي، بعد أن تأسس وتعلم على يد معلمين ومشايخ، ثم استكمل مسيرته معاونا لهم حتى أصبح متمكناً من مهنته.
وفي تلك الفترة، كانت الظروف صعبة، حيث كان الناس يعيشون في بيوت بسيطة من العرائش، وخصصت عريشة كفصل تعليمي، ومع مرور وتطور حركة البناء الوقت أصبحت مهمته تتم من المسجد والزاوية المجاورة له.
خلال فترة الحرب على الإرهاب، لم يتخلَ المعلم أبو سويلم عن هدفه، وفي مدينة الشيخ زويد، حيث استقر، فتح فصله التعليمي للأطفال ليعلم من حوله، وبعد عودتهم إلى قريتهم، كان أول ما قام به هو العودة لمهمته، ساعده أهالي قريته بتجهيز مقر ليواصل تعليم الأطفال خلال الإجازات وما بعد اليوم الدراسي.
يعتبر محمد أبو سويلم مهمته الإنسانية لتنوير عقول الأطفال هدفه الأسمى، ويعتمد على منهج التأسيس بمراحله المختلفة، حيث يستطيع الطفل على يديه خلال عام ونصف أن يقرأ ويكتب بالتشكيل، ويقرأ القرآن الكريم ويبدأ في حفظه.
يقول: "بدأت رحلتي في تعليم الأطفال في سبعينيات القرن الماضي، بعد أن تعلمت على يد معلمين ومشايخ أجلاء، واستكملت مسيرتي كمساعد لهم حتى أصبحت متقنًا لمهنتي، وجعلت منها حرفتي وهدفي لتأسيس الأطفال".
ويضيف: "في تلك الفترة كانت حياتنا بسيطة، ونعيش في بيوت من العرائش، وخصصنا إحداها كفصل تعليمي، ثم تطورنا للتعليم في المسجد والزاوية المجاورة له".
ويتابع: "حتى خلال فترة الحرب على الإرهاب، لم أترك هدفي وفي مدينة الشيخ زويد، فتحت فصلي التعليمي للأطفال، وعندما عدت لقريتي قبل عامين، ساعدني الأهالي في تجهيز مقر جديد، و اليوم أستقبل 140 طفلاً من مختلف الأعمار، والجديد أن يعاونني في هذه المهمة عدد من تلاميذي أبناء القرية الذين سبق لهم أن تأسسوا تحت يدي، وأمضوا فترات دراستهم وتخرجوا من كلية التربية وأصبحوا معلمين متخصصين، حيث يتقاسمون معي أوقات التدريس للأطفال".
وأشار إلى أن مهمته التي بدأها قبل نصف قرن هي مهمة إنسانية لتنوير العقول للأطفال، لافتاً إلى أنه يعتمد على منهج التأسيس بمراحله المختلفة ويعد كتباً خاصة بها من خلاصة تجربته، حيث إنه أصبح خبيراً في هذا المجال.
وتابع: "يصل إلي الطفل لا يعرف شيئًا، وخلال عام ونصف يستطيع أن يقرأ ويكتب بالتشكيل، ويقرأ القرآن الكريم ويشرع في حفظه".
ويضيف: "لا شيء يفرحني أكثر من رؤية تلاميذي السابقين وقد أصبحوا معلمين، أطباء، مهندسين وغيرهم، كانت بداياتهم تحت يدي، وهذا ما يدفعني للاستمرار". واستطرد "جهودي في التعليم لفتت نظر جامعة العريش، حيث دعمت كلية التربية فكرتي وشجعتني، وكرمتني على جهودي ودوري".
بدوره، الدكتور رفعت عزوز، عميد كلية التربية بجامعة العريش الأسبق، يصف المعلم محمد أبو سويلم بأنه قدوة لرجل التعليم الناجح الذي لا يعرف المستحيل.
وقال: "سبق أن استضفناه في كلية التربية لتعريف الطلاب بتجربته، ونظمنا زيارات لمقر تدريسه، وتبنينا احتياجاته تعظيمًا لدوره في خدمة المجتمع".
وقال الدكتور عبد الكريم الشاعر، الأستاذ بكلية التربية بجامعة العريش: "إن نتائج ما يقدمه المعلم محمد سويلم مؤثرة، فضلاً عن دوره التربوي الكبير، حيث خرج أجيالاً. لافتاً إلى أنه يفاجأ بطلبة قادمين من قرية نجع شيبانه للدراسة بجامعة العريش يقدمونه بفخر ويعتبرونه مصدر إلهام بعد أن تعلموا على يديه".
وقال علي أبو عليان، خريج كلية التربية من جامعة العريش: "إنه تعلم وتأسس في هذا الفصل، وهو اليوم معلم فيه يقوم بدور مساعد ومعاون لأستاذه لاستكمال مسيرة الأجيال في قريتهم ودورة تعليم الصغار". وتابع أن قريتهم تهتم بالتعليم والتربية الصحيحة.
المعلم محمد أبو سويلم
المعلم محمد أبو سويلم مع الأطفال
المعلم محمد أبو سويلم يعلم الأطفال
المعلم محمد أبو سويلم
تصحيح الكراسات
تعليم الأطفال
حلقة التعليم
كراسات الأطفال
مدخل القرية
