بينما عيون العالم مركزة على أزمة اللاجئين السوريين ونزوح المسلمين الروهينجا من بورما، فإن نزوح اللاجئين الفنزويليين إلى البلاد المجاورة أصبحت أزمة لاجئين جديدة، ففنزويلا فى عامها الخامس من الركود منذ تولى نيكولاس مادورو السلطة فى العام 2013 ، فى أعقاب الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
وقالت صحيفة "اكسبانثيون" المكسيكية إن انهيار الخدمات وزيادة العنف وأزمة الغذاء أجبر بعض الفنزويليين على الهجرة إلى كولومبيا والبرازيل، غير المستعدين لتلقى طوفان الفنزويليين الذين يعبرون حدودهم.
وأوضحت الصحيفة أنه بشكل يومى ، يعبر ما يصل إلى 40 ألف فنزويلى جسر سيمون بوليفار للوصول إلى كولومبيا، ومدينة كوكوتا هى إحدى نقاط الدخول الرئيسية فى البلاد، معظمهم يبحثون عن الطعام والرعاية الصحية.
وأضافت الصحيفة أن نقص الغذاء ، والتضخم المفرط ، والاقتصاد المتداعى ، والمرض والعنف، من أهم أسباب هروب الفنزويليين من البلد الكاريبى، وتؤكد المفوضية العليا لشئون اللاجئين أن 5 آلاف مهاجر يغادرون يوميا، ولذلك فإنه بنهاية العام الجارى سيغادر 1.8 مليون شخص، أى أكثر من 5% من سكان فنزويلا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصليب الأحمر والأمم المتحدة قدم مناشدات لتوقف المهاجرين من فنزويلا، وترى منظمة التنمية الدولية فى الولايات المتحدة الأمريكية (USAID لقد أصبح الانهيار الداخلى لفنزويلا بمثابة كارثة دولية.
وأضافت الصحيفة أن الوضع انقلب الآن، فبعد أن كانت فنزويلا تجتذب الأوروبيين بوظائف مربحة فى النفط، حيث كانت أغنى دولة فى أمريكا اللاتينية، ولم يبدأ الفنزويليين فى التخلى عن البلد والنزوح عنها إلا منذ قريب مع تولى نيكولاس مادورو القيادة، وانهيار الاقتصاد.
وحذر شانون أونيل، خبير فى مجلس العلاقات الخارجية فى نيويورك، قائلا: "نجد أنفسنا فى أكبر أزمة لاجئين فى التاريخ الحديث"، مضيفا أنه يوجد الآن أكثر من 600 ألف فنزويلى فى كولومبيا، أى ضعف العدد فى العام الماضى، وعدد الفنزويليين الذين يطلبون اللجوء فى الخارج ارتفع بنسبة 2000% منذ عام 2014.
وأوضحت الصحيفة أن البرازيل هى واحدة من أكثر البلدان التى ترحب باللاجئين الفنزويليين، وتقدر السلطات والمنظمات الدولية أن حوالى 70 ألف فنزويلى فروا إلى البرازيل.
