كشفت دراسة طبية، أجريت على مجموعة من فئران التجارب، أن فقدان "الخلايا المستقبلة" يمكن أن يسبب حكة قوية من مجرد اللمس الخفيف، حيث إن المعاناة من تفاعل حاد مع اللمس الخفيف، كما هو الحال بين كبار السن، قد يرجع إلى تراجع أعداد "المستقبلات" على سطح الجلد.
وعكف الباحثون فى جامعة (واشنطن) على دراسة الحكة الشديدة من جراء التعرض للضوء القوى حتى عندما يكون الجلد مغطيا بالملابس، ويأمل الباحثون، فى سياق أبحاثهم التى نشرت فى عدد مايو من دورية (ساينس) العلمية، أن تؤدى أبحاثهم إلى تطوير علاج لهذه الحالة المؤرقة.
وقال هونج تشن، أستاذ التخدير فى جامعة (واشنطن)، فى بيان صحفى، "تصبح الحكة التى يسببها اللمس أكثر شيوعاً مع تقدمنا فى العمر، وهى مشكلة خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من جفاف الجلد أو الذين يعانون بالفعل من حكة مزمنة، قد يكون للحكة أكثر من مصدر، فى الوقت الذى لا توجد فيه أدوية متاحة للعلاج لهذا النوع من الحكة، لذا أردنا تحديد أسباب هذه الحكة المؤرقة فى سعينا لإيجاد طرق أفضل لعلاجها".
ووجد الباحثون أن الحيوانات ذات الجلد الجاف تمتلك مستقبلات أقل، وأن عدد المستقبلات التى تعمل باللمس فى الجلد والتى تدعى ميركل قد انخفضت مع تقدم الفئران فى العمر.
ولوحظ أنه عند تنشيط خلايا ميركل بين الفئران المعدلة وراثيا باستخدام مركب كيميائي، وجدوا أن الفئران التى كانت أكثر عرضة للخدش عند اللمس تمكنت من التغلب على الحكة الناجمة عن هذا الخدش.
كما وجد الباحثون أن بروتينا يسمى"بيزو -2"، والذى ينتج على أغشية خلايا ميركل، يلعب أيضا دورا فى السيطرة على الخلايا والحد من الحكة .
وقال الدكتور بريان س. كيم المدير المشارك لمركز دراسة الحكة "مع تقدم الإنسان فى العمر، تتغير بشرته، وبالنسبة لبعض الناس يمكن أن يؤدى ذلك إلى حكة شديدة ومستعصية، على سبيل المثال، العديد من مرضاى الذين يعانون من حكة شديدة ومزمنة مرتبطة بالشيخوخة لا يمكنهم تحمل أنواع معينة من الملابس".
وشدد الباحثون على أهمية النتائج المتوصل إليها والتى تعطيهم بعض الأمل فى إمكانية التحكم فى نشاط خلايا ميركل نفسها، ليصبحوا قادرين على التحكم فى نوع الحكة.
ويدرس الباحثون الآن عينات جلد بشرية بين الأشخاص الذين يعانون من حكة ذات صلة باللمس لمعرفة ما إذا كانت النتائج سوف تترجم إلى طرق علاجية بشرية أم لا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة