تعتبر مشاهدة ذبح الأضحية وتناول لحمها وطهيها بمختلف الأشكال، من الأشياء المبهجة التى ينتظرها الكثير من العام للآخر، لكن البعض يهرب من هذه المشاهد، وربما لا يفضل رؤية اللحوم أو أكلها، وقد تظهر عليه بعض الأعراض مثل الخوف وضيق التنفس وربما يصل الأمر إلى الإغماء والصراخ عند رؤية اللحم أو دم الذبيحة، الأمر الذى يعود لأسباب نتعرف عليها فى السطور التالية.
زياد: بكره أنزل الشارع فى العيد عشان منظر الذبح واللحمة
يتحدث زياد أحمد وهو شاب يعانى من فوبيا اللحمة، عن معاناته مع الفوبيا وكيف أثرت على حياته، قائلاً: "أنا للأسف مش بحب أنزل فى عيد الأضحى ولا أحب أشوف الشارع، عشان ريحة الدم والذبيحة، وكمان مش بحب اللحمة، عشان بتخيل المجزرة اللى بتحصل ولو حد اتصاب وهو بيدبح، مابقدرش أنسى المنظر بسهولة، وبحس بضيق فى التنفس.
منة: بغيب عن الوعى لو شوفت سرنجة
وقالت منة حسن، وهى فتاة تعانى من فوبيا الدم، "أنا بعانى من فوبيا الدم، لو شوفت الدم بحس بغثيان وبروح فى غيبوبة، وافتكر مرة روحت المستشفى أتعالج وشوفت السرنجة، غيبت عن الوعى، لدرجة إنهم حطولى الأكسجين، عشان أفوق، بس معرفش إيه سبب الفوبيا".
هاجر حسن: بكره اللحمة ومش بحب أشم ريحتها عشان البقرة
وقالت هاجر حسن، إحدى الفتيات التى تعانى من فوبيا اللحم "أنا مش بحب اللحمة من زمان بسبب إنى بقرف من شكل البقرة والجاموس، عشان كده عمرى ماجربت أدوقها أو أقدر أشم ريحتها".
أسباب الخوف من رؤية ذبح الأضحية
قال الدكتور على القط، أخصائى الصحة النفسية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إنه يمكن ترك الأطفال تشاهد ذبح الأضحية، مشيراً إلى أن تأثير هذه المشاهد على نفسية الطفل تختلف من طفل لآخر، حسب سن الطفل والبيئة التى يعيش فيها الطفل وشخصية الطفل وصحته النفسية.
وأضاف أن الكثير من الأبحاث العلمية نصحت بعدم ترك الأطفال دون سن 6 سنوات لمشاهدة ذبح الأضحية، حتى لا يؤثر سلبا على نفسية الطفل، لكن ليس كل طفل فوق هذا السن يسمح له بمشاهدة الذبح لأنه قد يتأثراً سلبياً عند مشاهدة ذبح الأضحية.
وأضاف أن الأطفال التى بالفعل تعانى من أعراض القلق والخوف وبعض المشاكل النفسية، يجب ألا يسمح لهم بمشاهدة ذبح الأضحية حتى يتم علاجهم.
وأشار إلى أن بعض الأطفال نشأوا فى بيئة ومجتمعات تعود الطفل فيها على مشاهد الذبح بل وربما يشارك الطفل والده ويعتبر ذلك من صفات البطولة والرجولة، هذا الطفل لا يتأثر سلبياً بمشاهدة ذبح الأضحية، بعكس الطفل الذى لم يعتاد رؤية هذه المشاهد من قبل، وكذلك تختلف بين الطفل الذى لديه روح المبادرة وحب المغامرة عكس الطفل الانطوائى، وكذلك بين الطفل الذى يعيش فى أسرة داعمة تشعره بالأمان غير الطفل الذى يشعر بعدم الأمان ويفتقد الثقة فى نفسه وفى من حوله.
متى تتحول رؤية ذبح الأضحية من الفرح إلى الإصابة بفوبيا الدم أواللحمة
قال الدكتور جمال فرويز استشارى الصحة النفسية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن بعض الأطفال يتأثرون برؤية ذبح الأضحية، فيبدأ الطفل برؤية كوابيس مزعجة والشعور بالتوتر والقلق، والتبول اللاإرادى أثناء النوم، وقد يبدأ فى الشكوى من بعض الأعراض الوهمية مثل الشعور بألم فى البطن، والخوف من التواجد بالمكان الذى تم فيه ذبح الأضحية، مشيراً إلى أنه يجب عند ظهور هذه الأعراض الذهاب إلى الطبيب نفسى، لعلاج هذه المشكلة قبل أن تتحول إلى فوبيا من اللحم أو الدم، وعموماً أعراض الفوبيا هى الشعور بضيق فى التنفس والغثيان وغيرها من الأعراض التى تظهر عند رؤية سبب الفوبيا، والتى تحتاج للذهاب لطبيب نفسى للعلاج.
كيف نهيئ الطفل نفسياً لرؤية ذبح الأضحية فى العيد؟
قال الدكتور على القط أخصائى الصحة النفسية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، يجب على الوالدين تهيئة الطفل نفسياً قبل مشاهدة الذبح عن طريق رواية قصة وتفسير معنى الأضحية فى الشعائر الدينية.
وأضاف ننصح بعدم وجود تكوين صداقة بين الطفل والأضحية قبل الذبح، كما يحدث فى بعض الأسر التى تترك الأطفال يلعبون مع الأضحية ويتعلقون بها وفجأة يقومون بذبحها ما يوثر نفسياً على الطفل.
ونصح الدكتور على القط بأن يتجنب الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية مشاهدة الذبح حتى يتم علاجهم من قبل المتخصصين وتهيئتهم.
