المخدرات هى السم الذى يتجرعه صاحبه بمحض إرادته، بل ويقيم ليالى للاحتفال هو وأصدقاء الكيف لتعاطى ذلك الشيطان القاتل، ورغم سقوط العديد من الضحايا نتيجة تناول جرعات مخدر زائدة؛ إلا أن تجارة "الكيف" ما زالت مستمرة، وما زال العديد من الشباب يدفعون حياتهم ثمنًا للذة وقتية، فإن لم تقتلهم فهى تدفعهم للجنون أو الجريمة.
وفاة فتاتين بجرعة مخدر زائدة والعثور على جثتهن أسفل كوبرى بهتيم
أسفل كوبرى بهتيم بمنطقة شبرا الخيمة، عثرت أجهزة الأمن، على جثة فتاتين فى نهاية العقد الثالث من عمرهن، ولا تظهر عليهما أى إصابات تشير إلى حدوث عنف جنائى، وبتتبع الخيوط لكشف لغز وفاتهما، تبين أن الفتاتين كانتا فى حفل مع عدد من الشباب، وتوفوا نتيجة هبوط حاد فى الدورة الدموية بعد تعاطيهن جرعة مخدر ومسكرات زائدة.
"الكله" قتلت عامل يومية بعد استنشاقه جرعة زائدة بالبحيرة
ورغم اختلاف الكيف وطبيعة المواد المخدرة، التى تميل إليها كل شريحة من شرائح المدمنين؛ إلا أن النهاية واحدة، وهذا ما دلل عليه عامل فى الـ38 من عمره، فعلى الرغم من أن دخله لم يتجاوز الجنيهات القليلة، إلا أنه اتجه للإدمان الذى يتناسب مع ذلك الدخل وهو الـ"كوله"، ولكنه توفى بجرعة زائدة استنشقها، واكتشفت أسرته الواقعة بعدما اختفى عن المنزل لعدة أيام، وتم العثور على جثته بمحافظة البحيرة.
فتاة تفقد حياته بعد جرعة "هيروين" زائدة
داخل حمام مطعم شهير بالهرم، توفت فتاة فى العقد الثالث من عمرها، بعدما استنشقت جرعة زائدة من مخدر الـ"هيروين"، الفتاة التى تبلغ من العمر 21 عامًا دخلت المطعم كباقى الزبائن وطلبت الطعام بعد إطلاعها على "المنيو"، وقبل أن يصل إليها، دخلت الحمام، وغابت بداخله لساعات طويلة، جعلت العاملين يطرقون الباب عليها فلم تستجيب لهم، فقرروا كسره، فعثروا عليها جثة هامدة، وبجوارها بقايا المسحوق الأبيض (الهيروين).
سهرة الاستروكس
من "الهيروين" و"الكله" إلى "الاستروكس"، ذلك المخدر الذى لاقى رواجًا كبيرًا بين متعاطى المواد المخدرة خاصة فى المناطق الشعبية، وتسبب هو الآخر فى وفاة عدد من الشباب نتيجة تعاطى جراعات زائدة منه، وآخرهم "ماهر.ع" 30 عامًا، والذى توفى بمدينة السلام.
حيثيات وفاة "ماهر" وفق ما كشفت التحقيقات، كانت بسهرة "خضراء" قضاها بصحبة اثنين من أصدقائه تعاطوا خلالها المواد المخدرة، إلا أنه أفرط فى الجرعة فأصيب بهبوط حاد فى الدورة الدموية، حاول أصدقائه إنقاذه، فانتقلوا به إلى المستشفى وهو يصرخ بصوت عالً قائلًا: "هموت"، ولكن محاولات إنقاذه باءت بالفشل، فقد لفظ أنفاسه الأخيرة وتوفى.
اللواء عبد الرحيم سيد
خبير أمنى: الحشيش والبانجو كيف الفقراء والهيروين والكوكايين مزاج الأثرياء
يقول اللواء عبد الرحيم سيد، الخبير الأمنى، أنه فى البداية يجب أن نعلم أن تأثير المواد المخدرة على اختلاف أنواعها، لو لم تؤد إلى الوفاة، فهى تؤدى إلى أعرض أكثر خطورة وتؤثر على كل المحيطين بالشخص المدمن، فهى تسبب انفصام فى الشخصية، وهياج عصبى وتوتر وقلق مزمنين ومصاحبين للمتعاطى، وهلاوس ووسواس قهرى، تُخيل له أشياء غير حقيقية، أو على غير حقيقتها، تدفعه لارتكاب أفعال غير مسئولة قد تصل إلى حد الإجرام.
وأكد الخبير الأمنى خلال حديثه لـ"اليوم السابع"، أن أجهزة الأمن قادت حربا شرسة لمكافحة المخدرات، نجحت خلالها فى إحباط دخول شحنات كبيرة منها إلى البلاد، وأحكمت سيطرتها على المنفذين الشرقى عبر سيناء والغربى عبر ليبيا، الذى استخدمهم المهربين قديمًا فى إدخال الشحنات المخدرة إلى مصر، وهذا بدوره أدى إلى انخفاض الكميات المتواجدة داخل البلاد من المواد المخدرة، وبالتالى ارتفاع أسعارها، وهو ما حال دون وصولها لفئات عديدة من المتعاطين.
أما عن خريطة توزيع أنواع المواد المخدرة بين فئات المتعاطين، فيقول "سيد"، أنه وفقًا للمحاضر المحررة خلال الفترة السنوات الماضية، فإن الحشيش والبانجو والأفيون تصنف من بين المخدرات الأرخص ثمنًا ولذلك فهى منتشرة بين الطبقات الاجتماعية الفقيرة ودون المتوسطة، وكلما ارتفع سعر المواد المخدرة اختلفت الفئة المستخدمة له.
وتابع "سيد"، أن مخدرات "الهيروين" و"الكوكاين" ينتشران بين الطبقات الغنية وأوساط الفنانين وطلاب الجامعات الخاصة، أما الأقراص المخدرة كـ"الترامادول" و"الاباتريل" ومشتقاتهم، فهى تنتشر بشكل كبير بين الشباب فى مختلف الأعمال السنية، وتتسبب تلك المواد فى إضرار خطيرة، وتدمير العديد من الأسر ووقع العديد من الجرائم الجنائية نتيجة الآثار السلبية التى تحدثها فى المتعاطين.
خبير قانونى: الإعدام عقوبة المتاجرين فى المخدرات والحبس عامين للمتعاطين
لم يقف المشرع موقف المتفرج من المخدرات، وتضمن قانون العقوبات مواد رادعة تصل إلى حد الإعدام والسجن المؤبد للمتاجرين فى تلك المواد باختلاف أنواعها، يقول "شعبان سعيد" المحامى، أن القانون أقر عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد والغرامة المالية التى لا تقل عن 100 ألف جنيه، ولا تزيد عن 500 ألف جنيه، للمتهمين فى قضايا تهريب المواد المخدرة والاتجار فيها أو زراعتها وانتاجها، وتتحدد العقوبة وفقاً لوقائع الدعوى، وعما إذا كان هناك ظروف مشددة للعقوبة من عدمه.
وتابع "سعيد" الخبير القانونى، أن عقوبة الاتجار بالمواد المخدرة قد تصل من سنة إلى 5 سنوات وغرامة مالية لا تقل عن ألفين جنيه ولا تزيد عن 5 آلاف جنيه، فى حالة إذا كانت المواد المخدرة طبيعية وضعيفة التخدير، وهذا يتحدد وفقاً لتقرير المعمل الجنائى بشأن المواد المضبوطة بحوزة المتهمين، وكمية المواد المخدرة المضبوطة بحوزة المتهم.
وعن عقوبة متعاطى المواد المخدرة يقول "سعيد"، أن عقوبة متعاطى المواد المخدرة تصل إلى الحبس لمدة عام وغرامة مالية لا تتجاوز الــ3 آلاف جنيه ولا تقل عن ألف جنيه، وتتضاعف العقوبة إذا كانت المواد المخدرة "هيروين" أو "كوكاين"، موضحًا أن كمية المواد المخدرة ونوعيتها وطبيعة الجدول المدرجة فيه تحدد العقوبة الواجب إنزالها على المتاجرين بتلك المواد أو حائزيها بقصد التعاطى، فعقوبة تجارة أو حيازة "الهيروين" و"الكوكاين" وهما من المواد المخدرة المدرجة ضمن الجدول الأول للمخدرات، تختلف عن عقوبة حيازة أقراص "الترامادول" التى فى الغالب لا تتجاوز عقوبتها الـ3 سنوات.
جمال فرويز أستاذ الطب النفسى
خبير نفسى: الإدمان يؤدى للجنون والعديد من الحوادث
يقول الدكتور جمال فرويز الخبير النفسى، أن مخ الإنسان يحتوى على مادة "الاندروفين" بنسب طبيعية، وتعاطى المواد المخدرة يؤدى إلى الخلل فى نسبة ذلك الهرمون وربما تلاشيه والإحلال محله، وهو ما يؤدى بالمدمن إلى فقدان المشاعر والإحساس وصولًا إلى الجنون، وأن بعض أنواع المخدرات تؤدى بمتعاطيها إلى العصبية الزائدة، وبعضها الأخر كـ"فلاشيا" و"فلاكا" يؤديا إلى ارتفاع نسبة الدم فى المخ وهو ما يؤدى إلى فقدان التركيز والتسبب فى العديد من الحوادث.
الدكتورة شادية خضر
خبير اجتماعى: المدمن يعانى من العزلة ويحتاج لعلاج سريع
فيما تقول الدكتور شادية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الشخص المدمن يحدث له العديد من التغيرات السلوكية، التى تؤثر فى شخصيته وتجعله فى عزلة اجتماعية ويصعب السيطرة عليه، ولا بد من إخضاعه لجلسات علاج فى مصحات الإدمان المتخصصة، وأن مواجهة الإدمان تتطلب جهود مكثفة ورعاية مستمرة، وتفعيل لدور المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية، لتتكاتف جهودهم جميعًا لمواجهة مخاطر الإدمان للقضاء عليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة