هو نموذج يمكن القياس عليه وتعليمه لأية مجموعة طلابية فى جميع المراحل التعليمية، يا أولاد إذا أردتم النجاح فى حياتكم العملية فلا تكونوا مثل فلان الفلانى الفهلوى، التافه، المظلم، الرافض للعمل، غير المنضبط، الذى يريد أن يكسب بدون مجهود، الكاره لزملائه، النمام، المتخفى وراء قناع السخرية، الحقود، الذى يرى فى كل مسئولية سلطة، الحسود، الشتام، الخائن، الذى لا يعرف العيش والملح ،الكريه، المكروه حتى من أهل بيته، من بناته وأخيه وسائر أفراد عائلته.
وهو حصاد كل الأمراض المجتمعية والسياسية التى ضربت المجتمع خلال السبعين عاما الماضية، فهو المنظر دون أن يعمل أو يحصل أى خبرات سياسية أو مهنية، وهو الناشط نقابيا رغم فشله الذريع فى جميع الوظائف والأعمال التى أوكلت إليه فى حياته المهنية التى يمكن عدها بالأيام والأسابيع، وهو المعارض الوطنى وطنى وبيطنطن رغم عمالته وسفره شهورا للإقامة وحصد الأموال من قناة الجزيرة القطرية، وأجهزة الاستخبارات هناك التى تمول الإرهابيين الذين يفجرون أنفسهم فى المساجد والكنائس ويستهدفون جنودنا فى سيناء.
الفاشل الذى يقترب من السبعين دون أن يحقق أى شىء فى حياته الطويلة الفارغة، لا يراجع نفسه طبعا لأنه لو فعل سينتحر، لو امتلك إرادة الشجعان وواجه نفسه بالحقيقة المرة سيكتشف أنه صفر ضخم بضخامة بدنه الزنخ، ولو نظر فى المرآة بعين محايدة لأصيب بجلطة فى المخ على الفور، ولكن كيف له أن يفعل ذلك وهو الذى يهرب على الدوام للاشتباك فى معارك تافهة مع زملائه السابقين الذين يكدحون لمواجهة مصاعب الحياة؟ كيف يفعل ذلك وهو يظن أنه الوحيد القادر على السباب والتطاول والسخرية السمجة التى لا تأتى إلا بمردود عكسى وتدينه هو قبل أن تصيب من أراد إصابته.
الفاشل جبان رعديد، لا يقدر على المواجهة لأنه يعرف جيدا أن أى مواجهة ستصل به إلى أن يواجه نفسه أولا بحقيقته المرة ومواقفه الانتهازية وجرائمه فى حق الكثيرين من زملائه والأهم من كل ذلك أنها ستذكره بتاريخه الطويل من الفشل المتواصل فى جميع الأماكن التى عمل بها، والتى كان فى كل مرة، يلجأ إلى افتعال الصدام أو توهم الخلاف السياسى مع مسؤولى المكان قبل أن يخرج مطرودا لعدم صلاحيته المهنية والوظيفية
الفاشل بلا ذاكرة، أو أنه كعادة المرضى النفسيين لا ينتقون من المواقف الحياتية إلا ما يخدم أعراضهم المرضية وما يكفل لهم التصالح مع ذواتهم المشوهة المنحرفة وحمايتها من الحقيقة الموضوعية المجردة، فهو دائما يقتطع المواقف من سياقاتها ويختار اللحظات التى تخدم أفكاره عن نفسه وعن الآخرين ويوظف هذه اللحظات المنتقاة والمواقف المختزلة لصالح معركته الرئيسية التى يعيش من أجلها، الانتقام والحط من شأن جميع المخالفين له، وليس بالضرورة المختلفين معه بل المختلفين عنه، فهو يكره الكادحين المستمرين فى أعمالهم، والمهنيين الناجحين الذين لا يسندهم سوى مهنيتهم وانضباطهم، كما يكره أصحاب المشروعات فى الحياة والعمل والفن لأنهم دائما ما يذكرونه بجراحه التى لا شفاء منها، يذكرونه بتاريخه الطويل من العجز والفشل .
الجزء الأخطر والأصعب فى حياة هذا النموذج الفاشل المشوه، أنه كان يستطيع بقليل من الجهد ومصارحة النفس وتقويم الذات ومعرفة الحدود المهنية التى ينتهى إليها، أن يحقق قدرا من النجاح يجعله كاتبا ساخرا أو صاحب عمود أسبوعى لا أقول يومى فى هذه الصحيفة أو تلك أو أن يكون له قراؤه ومتابعوه، لكنها روحه المسمومة ونفسه المشوهة المريضة وعقله المرتب على الفهلوة والانتهازية والرغبة فى تحقيق أكبر المكاسب دون جهد أو كدح أو حتى استمرار فى العمل.
سيظل هذا الفاشل يظن أن شتائمه الفيسبوكية التافهة وبوستاته الموتورة، ينتظرها العالم أكثر من تفاصيل الحرب التجارية بين أمريكا والصين، أو قبل الصراع الأمريكى الإيرانى، لكن حقيقة الأمر أنه يتعفن فى جحره وقريبا سيزول مثل كومة قمامة يرفعها لودر مجهول إلى سيارة نقل مخلفات مجهولة لتذهب بها إلى محرقة نفايات لا ضرورة حتى لذكر اسمها على أطراف القاهرة، وتووت توت خلصت قصة الحقير كومة القمامة الشهير بالفاشل!