تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الأحد، العديد من القضايا الهامة أبرزها، إنّ مصير الأمم والشّعوب مرتبط أساساً بأداء مجتمعاتها ودولها، وهي باقية ما دامت تتغذّى من العمل المجدي الذي من شأنه توسيع دائرة الخير حول الوطن والمواطن، ولكنّ هذه الدول والمجتمعات سرعان ما تزول إنْ هي فقدت نواميس العمل المجدي.
محمد آل الشيخ
محمد آل الشيخ: ماذا لو فاز بايدن بالرئاسة؟
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الجزيرة السعودية، إن المرشح الديمقراطي جو بايدن يُعَدُّ من معتدلي الحزب الديمقراطي، رغم أنه كان نائب الرئيس باراك أوباما ذي النزعة اليسارية، والذي يكن عداءً عميقًا لكل ما هو عربي، رغم أن والده من أصول إسلامية.
بايدن في لقاء تليفزيوني له إبان ما كان يسمى الربيع العربي علَّق عندما سأله المذيع: هل أنت متفائل بالربيع العربي؟.. فأجاب: بل قلق. لذلك فإن كثيرين من المتخصصين في الشأن الأمريكي يذهبون إلى أن جو بايدن ليس نسخة من الرئيس أوباما، وإنما أكثر اعتدالاً منه، فضلاً عن أنه لا يكن للعرب أي كراهية كما كان أوباما.
طبعاً من مصلحتنا فوز ترامب بكل تأكيد، لأن توجهاته معروفة وتصب في مصلحتنا، خاصة وأن مواقفه من جمهورية الملالي واضحة وحازمة، وبالذات ما يتعلق بتملكهم القنبلة الذرية، إلا أن فوز بايدن في تقديري لن يكون بذلك السوء، أو أنه سيكون كارثياً كما يطمح مناوئو دول الاعتدال العربي، كما كان عهد الرئيس باراك أوباما المشؤوم؛ أضف إلى ذلك أن إيران خلال عهد الرئيس ترامب أظهرت وجهها القبيح بل والإرهابي، إضافة إلى التوسعي، ما يجعلها فعلاً عنصرًا من عناصر إثارة القلاقل والفتن والإرهاب في المنطقة.
وأنا منذ وقت مبكر كنت أعرف أنها دولة كهنوتية لا تمت للمجتمعات المدنية بصلة، ولا يهمها الإنسان قدر اهتمامها بنشر الأيديولوجيا، كما ينص دستورها في إحدى مواده بوضوح. لذلك فقد كنت على يقين أنها لا يمكن أن تتماهى مع عالم اليوم، ولا تستطيع بمنطلقاتها أن تتواكب مع العصر.
كما أن المملكة ومعها دول الاعتدال العربي تُعَدُّ بالموازين العصرية دولاً وازنة، وما كان يتحفظ عليه الديمقراطيون لم يكن اليوم كذلك، ولاسيما أن توجه أغلب دول الاعتدال نحو السلام والتطبيع مع إسرائيل غيَّر مجريات الأمور في المنطقة تغييرًا لا يمكن أن يتجاوزه المرشح بايدن فيما لو تم انتخابه؛ في حين أن ما يمارسه الإيرانيون ضد الأمريكيين في العراق من اعتداءات، إضافة إلى جرائم ذراع إيران الإرهابي (حزب الله)، وبالذات مسؤوليته المباشرة بالانفجار المروع في مرفأ بيروت، لا يمكن ألا يأخذه الرئيس الجديد بالاعتبار.
صادق ناشر
صادق ناشر: غبار الانتخابات الأمريكية
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، في واحدة من نتائج المعارك الانتخابية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية، المقررة في الثالث من شهر نوفمبر المقبل، أكد الحزب الديمقراطي عبر رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، أنه سيقدم الجمعة مشروع قانون لتشكيل لجنة للتحقيق في قدرة الرئيس دونالد ترامب على قيادة الولايات المتحدة، في وقت عاد ترامب للهجوم على المرشح الديمقراطي جو بايدن، قائلاً إنه في حال فاز في الانتخابات فلن يستطيع الصمود أكثر من 3 أشهر، وسيسلم السلطة لنائبته كامالا هاريس.
بيلوسي وفي إطار تبريرها لمقترحها بإجراء تحقيق يمهد لاتخاذ قانون حول قدرة الرئيس على قيادة البلاد، تنطلق من كون القانون، في حال تم إقراره سوف يساعد في ضمان قيادة فعّالة وغير منقطعة في أعلى منصب في الفرع التنفيذي للإدارة الأمريكية، وأن ذلك يندرج في إطار التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي الذي ينص على تنازل الرئيس عن مقاليد السلطة لنائبه إذا لم يعد في وضع يسمح له بالحكم.
وعلى الرغم من أن مثل هذا المقترح لن يتمكن الديمقراطيون من تمريره، إلا أنه سيثير قلاقل في الصف الجمهوري، لأنه سيظهر الرئيس ضعيفاً وغير قادر على ممارسة مهامه، وأن ذلك قد يلحق ضرراً بفرص فوزه في الانتخابات التي تعد الأكثر شراسة من بين كل الدورات الانتخابية التي شهدتها البلاد منذ زمن طويل.
كانت إصابة ترامب بفيروس كورونا السبب في تصعيد حدة الهجوم الذي تعرض له من جانب الديمقراطيين، لدرجة التشكيك بأهليته وقدرته على إدارة الولايات المتحدة، حيث شكلت الإصابة نقطة تحول في المسار الانتخابي، الذي يرى البعض لأنه قد يصب في مصلحة بايدن، أو يخدم ترامب من جانب إنساني.
الهاشمى نويرة
الهاشمي نويرة : أزمة "كورونا" صحية.. حلها سياسي بالضرورة
قال الكاتب في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، إنّ مصير الأمم والشّعوب مرتبط أساساً بأداء مجتمعاتها ودولها، وهي باقية ما دامت تتغذّى من العمل المجدي الذي من شأنه توسيع دائرة الخير حول الوطن والمواطن، ولكنّ هذه الدول والمجتمعات سرعان ما تزول إنْ هي فقدت نواميس العمل المجدي، وانحرفت بقيمها وأخلاقها وتغلّب فيها الطّالح على الصّالح، وطغت فيها البذاءة وانتصر فيها الجهل على المعرفة والذكاء. وإنّ حركة التاريخ هذه لم تستثنِ أيّ مجتمع أو دولة، وتبقى أفضل الدول والمجتمعات هي تلك التي امتلكت من خلال زادها وموروثها الأخلاقي والمعرفي والعملي، ومنسوب الذكاء الكامن فيها قدرة على التأقلم والاستمرار، وهي من الميزات النادرة التي لا تتوفّر عليها كلّ المجتمعات والحضارات، لأنّه لو كان الأمر كذلك لدامت الحضارات القديمة.
ويكتسب مخزون المناعة المتوفّر لدى المجتمعات والشعوب أهمّيته في زمن الأزمات أساساً، فأما أنها تنهل من معين ما خزّنته من معارف وذكاء وأخلاق أو هي إلى زوال محتوم.
ومن المهمّ أنّ تكون هذه المجتمعات والدول والحضارات قد تمكّنت على مدى تاريخها من إنتاج وإنجاب شريحة من المسؤولين قادرة على حراسة نظام مناعتها المجتمعي، فما يضمن ديمومة واستمرار دولة دون أخرى، هو قدرتها على تطوير نظام حماية الإرث المناعي، وتحصينه ضدّ السّطو والانحراف والانحلال الأخلاقي والتصحّر المعرفي.
ومناسبة هذا الحديث هي ما تعيشه المجتمعات عموماً من تفكّك بمناسبة أكبر الأزمات الصحّية تأثيراً ودماراً على اقتصاديات الدول، وعلى تماسك مجتمعاتها، ونضرب لذلك تونس مثالاً.
جاءت جائحة كورونا لتكشف حجم الكوارث التي أصابت المجتمع التونسي في مقتل، إذ وقف التونسي على حقائق مذهلة عصفت بكلّ ما كان يعتبره ثوابت ومكاسب ركّزتها دولة الاستقلال، ومن ذلك منظومة صحّية سابقة عصرها ومتفرّدة في محيطها الجغرافي والحضاري.