قد يتكلف الأهلى خسارة واحد من أهم أعمدته - كهربا - فى المعركة الكبرى أمام الوداد المغربى فى نصف نهائى دورى أبطال أفريقيا.. بسبب ربكة تفكير أصابت مدربه موسيمانى!.
فهل غامر موسيمانى بالاعتماد على القوام الأساسى فى مباراة بيراميدز قبل أيام قليلة من مواجهة الوداد ما قد كان يكلف الأهلى خسائر أكثر من غياب كهربا؟ خاصة أن اللقاء مجرد تحصيل حاصل بعد حسم الفريق الأحمر لقب الدورى.
تقديرى للموقف أن المدرب الجنوب أفريقى أتخذ قرارًا هو يراه من وجهة نظره الأفضل والصواب فيما يخص استعداداته للمباراة الأفريقية.. ويعد تطبيقًا لرؤيته التى أعلن عنها فى المؤتمر الصحفى لتقديمه مدربًا للأهلى دون أن يتجمل فى وصفها.. حين قال فيما معناه إنه لا يملك رفاهية الوقت لإراحة اللاعبين الأساسيين قبل لقاء الوداد نظرًا لتطلعه نحو التعرف على مستويات اللاعبين على الطبيعة.
أحيانًا هناك قرارات فى كرة القدم تكون فى ظاهرها ومن وجهة نظر البعض خاطئة قياسًا على المردود المتوقع لها ومناسبتها للحدث من عدمه.. لذا يعد انتقاد موسيمانى بعد إشراك الأساسيين منطقيًا خاصة بعد إصابة كهربا .. ولكن الحقيقة فى باطن القرار أنه لم يكن نابعًا من شىء سوى اعتباره مرغمًا ومجبرًا على فعل ذلك وفرضت الظروف عليه الأمر، لأهداف كان يسعى من ورائه تحقيق مصلحة الفريق، حتى يتمكن من الوصول إلى التشكيل الأنسب.
بعيدًا عن النقطة السلبية بإصابة كهربا، الأهلى حقق أقصى استفادة أمام بيراميدز فى اللقاء الذى أنتهى سلبيا، لكنه جاء تجربة قوية ومهمة قبل مواجهة الوداد، ونجح موسيمانى فى إدارة المباراة خاصة مع لعب شوط كامل منتقصًا أمام منافس -رخم- بلغة الكرة بعد طرد السولية، دون أن تظهر آثار سلبية لذلك، بل على العكس كانت الروح القتالية التى أدى بها اللاعبون أهم مكاسب الأهلى قبل مباراة الوداد، والاستمرار عليها بالتأكيد سيكون أهم الأسلحة لتحقيق الانتصار الأفريقى.
قرار موسيمانى مع بادجى، بتغييره بعد مشاركة اللاعب بديلاً وتأكيد المدرب على أن استبداله كان خططيًا، رغم اعتقاد الكثيرين عند اجراء التغيير أن المهاجم السنغالى تعرض للإصابة، يكشف أمرين؛ الأول أنه كمدرب لا يخجل من الاعتراف بأخطائه وتصحيحها أن حدثت، الثانى أنه لن يقبل ألا يؤدى أى لاعب المهام المطلوبة منه ويتخذ - أى موسيمانى - القرارات التى تصب لمصلحة الفريق دون مجاملة أى لاعب عندما لا يكون مفيدًا داخل الملعب ويلعب لمصلحته فحسب أو ان وجوده لا يخدم الحالة الفنية الجماعية.
فيما كانت شكوى موسيمانى الغامضة، أكثر ما أثارت حيرتى بعد المباراة، عبر تصريحه "منذ قدومى لـ الأهلى وأخسر لاعبًا بسبب الإصابة فى كل لقاء ولكننا لا نشتكى ومستمرون فى عملنا".. فمن ماذا يشكو؟ خاصة أنه لم يمر على ولايته مع الأهلى سوى أربع مباريات لا أكثر، وماذا يمكن أن يعتقد السبب فى إصابة لاعبيه؟.. كنت أتمنى أن يعلن موسيماني عن مصدر شكواه لعلها تكون علامة لسلبية تحتاج تعديلاً وتصحيحًا فى مسار الكرة المصرية.. فهذا هو الهدف من وجود مدربين ولاعبين محترفين.. تحقيق الاستفادة والتطوير حتى ولو من أبسط الأشياء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة