سؤال جوهرى: تركيا تقدم كل الدعم لجماعة الإخوان الإرهابية، ودراويشهم والمتعاطفين معهم، من توفير الإقامة على أراضيها، وتقديم الأموال دون سقف، وتوفير أبواق إعلامية، ودعم أمنى واستخباراتى لا محدود، فهل كل ذلك دون مقابل ومن أجل جمال عيون الجماعة فقط..؟!
الجماعة وعبر منابرها يخرجون مستخدمين مادة الكذب الكاوية لغسل عقول البسطاء في مصر، بعنف وقسوة، والتشكيك والتسخيف من كل قرار وإنجاز تتخذه الدولة المصرية، في الوقت الذى يدافعون فيه عن النظام التركى، وأطماعه في سوريا والعراق وليبيا وشرق المتوسط، واعتبار رأس النظام رجب طيب أردوغان، أميرا للمؤمنين، ثم ينفون باستماته أي علاقة تربطهم بالمخابرات التركية، ولا يتلقون تعليمات بإثارة القلاقل في مصر..!!
يذهبون "بربطة المعلم" لمقابلة وزير الداخلية التركية في مكتبه، قبل 20 سبتمبر، وهو اليوم الذى كان محددا للدعوات التخريبية في مصر، ويلتقطون الصور بكل فخر واعتزاز، ثم يخرجون بكل وقاحة، ينفون تلقى أي تعليمات من الأجهزة الأمنية التركية، حول الدعوات التخريبية في مصر.
وبعد انفراد "اليوم السابع" خلال الساعات القليلة الماضية، بنشر نص تعليمات ضابط مخابرات تركى، لكل مقدمى البرامج والمعدين، في قنوات "الشرق ومكملين ووطن"، عبر "جروبات الواتساب" والتي تضمنت 14 تعليمة واضحة، بينها تشويه احتفالات المصريين بنصر 6 أكتوبر وأن المشاركين في الفاعليات الحاشدة، جمعتهم الأحزاب السياسية مقابل الأموال والوجبات الغذائية، بجانب التحريض على العنف والإرهاب، وزعزعة الاستقرار.. حتى أصيب أعضاء الجماعة بحالة من الجنون، وخرجوا في وصلات نفى، وتشكيك، كعادتهم، دون إدراك حقيقي، وبغباء يثير الشفقة، أن هذه التعليمات تصدرت بث كل قنوات الإخوان، على مدار الساعة، وتداولوها على حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعى، بجانب ترويج ذبابهم الإلكترونى، على فيسبوك وتويتر، بشكل مكثف.
وإذا اعتبرنا أن ما انفرد به اليوم السابع، موضع شك، فماذا عن الذين دونوا نفس التعليمات على حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعى، نصا، وفى نفس الوقت المتزامن مع إذاعته على قنواتهم؟!.
ونعود للسؤال الجوهرى، الذى بدأنا به هذا المقال، هل من المنطق والعقل، أن دولة توفر الإقامة والحماية والرعاية وتقديم الملايين وتوفير أبواق إعلامية صاخبة، لجماعة، أو تيار، أو حتى أشخاص، دون مقابل، ومن أجل سواد عيونهم فقط..؟! يقينا، وما يستقيم مع العقل والمنطق، ولا يحتاج إلى قريحة العباقرة، أن كل هذا الدعم، والملايين التي يتم إغداقها على جماعة الإخوان، لابد أن يكون له مقابل مجزى للغاية، وأن المقابل الأوحد الذى تنتظره المخابرات التركية، هو إثارة الفوضى في مصر، ليتسنى لهم تحقيق أطماعهم الاستعمارية في الوطن العربى، والاستيلاء على ثرواتهم.
نعم، إذا أردت أن تتمكن من السيطرة على مقدرات الأمة العربية، عليك إسقاط مصر في مستنقع الفوضى والانهيار، لأن القاهرة، صخرة قوية أمام أي مخططات "عثمانية" أو استعمارية، أخرى، والدليل أن الرئيس السيسى عندما وضع "الخط الأحمر" في سرت والجفرة، هرب أردوغان وجيشه ومرتزقته كالفئران، وتوقفت مخططاته في ليبيا.
يا عزيزى، كل شيء بمقابل، ولا يوجد شىء بالمجان..!!