الضرب بيد من حديد، بات مهمة إجبارية على اتحاد الكرة تنفيذها ضد كل من تسول له نفسه الإساءة للكرة المصرية سواء لاعب أو مسئول، حتى يتحقق المراد ونعيش وسط متابعينا فى العالم الخارجى متحضرين ليس همجين، منضبطين ليس عشوائين، نسوق أنفسنا بما نستحقه من ريادة عربية وأفريقية.
ما حدث فى مباراة السوبر المصرى بين الأهلى والزمالك التى استضافتها الإمارات الشقيقة، من خناقات وتجاوزات بين اللاعبين والمسئولين، أمر يجب التوقف عنده ولا يجوز أن يمر مرور الكرام كالمعتاد، ولابد من وقفة صارمة ضد المتجاوزين وليس مجرد عقاب والسلام، وإنما تشديد العقاب الذى تنص عليه اللوائح ليكونوا عبرة وعظة لغيرهم وإلا !.
اتحاد الكرة مطالب بالتحلى بالشجاعة فى إصدار العقوبات بشكل سريع مها كانت دون تأخرها تحت أى ضغوط ممكن يتعرض له أعضاء اللجنة المؤقتة لإدارة الجبلاية، أو وضع أى رد فعل من القطبين فى الحسبان.. أنت كاتحاد كرة من يدير والأندية عليها الالتزام بقرارتك ومن يعترض، أفرض عليه عقابًا مضاعفًا حتى يكون حسابًا ويسود السلوك القويم بين الجميع.
والحذر كل الحذر أن ينساق اتحاد الكرة، وراء أصوات البعض بداخله بتأجيل عقوبات السوبر لما بعد مباراة الدورى، كنوع من تهدئة الأجواء، وبداعى عدم زيادة الأحداث سخونة بين اللاعبين، دون أن يدرى هؤلاء أنهم يشعلون الأجواء أكثر مما هى مشتعلة أساسًا فى ظل الغضب العارم الذى ينتاب الجميع ضد تصرفات اللاعبين المسيئة لهم ولذويهم قبل أى أحد أخر، والمطالبة بعاقبهم أشد العقاب.
رغم أنى كنت من المؤيدين لتأجيل قمة الدورى المقررة يوم الاثنين لإراحة اللاعبين فى الأهلى والزمالك وتوفير أوضاع مناسبة لهم قبل المباريات الأفريقية.. لكن بعد الكوارث الأخلاقية التى حدثت فى السوبر، أشدد على ضرورة إقامة المباراة فى موعدها مع الإعلان عن العقوبات قبلها، حتى ينال مجموعة اللاعبين سيئة السمعة عاقبهم ويتم إيقافهم لنرى غيرهم يحترمون - مصدر رزقهم - كرة القدم وأنديتها وجماهيرها.
كم فيديوهات غير أخلاقية للاعبين فى الأهلى والزمالك! تم تداولها عقب المباراة انتشرت كالنار فى الهشيم وكانت فرجة للعالم كله، تجعلنا نلعن أصحاب الفتن فى الكرة المصرية، وهم من شاركوا فى تلك المهزلة على كافة الأصعدة.. الجميع مشارك فى المسئولية، وليس اللاعبين فحسب لاسيما ونحن أمام أساس مخوخ للمنظومة الكروية بجميع عناصرها حتى بعض الإعلاميين الذين تخلوا عن حيادهم المهنى وتحولوا إلى مشجعين وكانوا جزءًا أصيلاً فيما حدث وعن عمد.
ما حدث من مهازل يندى لها الجبين جاء فى الوقت الذى دائمًا ما ننادى فيه بضرورة وأهمية عودة الجماهير للمباريات وننتقد قرار غيابها باعتبارها متعة كرة القدم.. ولكن فى بعض اللحظات يتهيأ لنا من الأحداث الدائرة أن قرار منع الجماهير يبدو صائبًا لتفادى كوراث وارد حدوثها فى أى وقت فى ظل حالة الشحن التى يحياها الجميع وعبرها يظهر الجمهور مذنبًا جراء تصرفات اللاعبين والمسئولين التى يتفاعل أفراده معها بعصبية قبلية، ليبقى هو الطرف المستخدم فى الفتنة سواء داخل الملعب أو عبر منصات التواصل الاجتماعى دون أن يدرى وينجرف مع التيار، ليظهروا فى صورة مصدرى الشغب ليتحملوا فى النهاية ذنب حرمانهم من التواجد فى المكان المحبب لقلوبهم ألا وهو المدرجات.. ولا ندرى إلى متى سنظل كذلك ومتى ستتغير العقول؟