لغة الأرقام والإحصائيات لا تتجمل ولا تعرف الكذب، حتى لو كان هناك من يشكك أو يتوقع، فالأمر يخضع لآلية علمية واضحة، تعتمد بصورة مباشرة على المعلومة الحقيقية المثبتة، والمدقق لأرقام إصابات كورونا فى مصر خلال الأيام الـ 10 الماضية سيجد أنها تدور فى معدلات آمنة ولم تشهد طفرات أو تغيرات حادة.
وحتى نفهم الصورة بطريقة أوضح دعونا ننظر إلى أرقام ومعدلات الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد بصورة أكثر شمولا من خلال الأرقام التى تم إعلانها من وزارة الصحة، وخلال الفترة من 3 حتى 12 مايو الجارى كانت ذروة الإصابات في أيام 8 و 9 و 10 مايو حيث تراوحت مابين 495 حالة إصابة جديدة كأكبر رقم وصلت إليه أعداد المصابين و 436 كأقل مستوى في الأيام الثلاثة، بينما عادوت الهبوط مرة أخرى لتصل إلى المعدلات الطبيعية فى 11 مايو بعدد إصابات 346 حالة فقط، وبذلك تصبح معدلات الإصابة بالفيروس المستجد تسير فى طريقها الطبيعى حتى الآن ولم تحدث طفرات أو قفزات غير متوقعة كما يقول البعض.
المتأمل أيضا فى الأرقام سيرى أنها انخفضت أمس الثلاثاء عن أعلى معدلات إصابة بواقع 149 حالة، بما يؤكد أن المنحنى الخاص بالإصابات عاود مرة أخرى الطريق إلى التحرك الأفقى، بعدما تراجعت حدة الإصابات على مدار الأيام وقد تكون بداية لانحسار المرض فى مصر.
قراءة أرقام كورونا فى مصر لها دلالة مهمة جدا على مستوى أعداد المتعافين من المرض، وكذلك من تحولت عيناتهم من إيجابية إلى سلبية، فقد شهدت الأيام الماضية ارتفاع غير مسبوق فى هذه النسب، حيث وصل عدد من تحولت حالتهم من إيجابية إلى سلبية أمس الثلاثاء إلى 2811 بزيادة 156 حالة عن اليوم السابق، وكذلك عدد حالات الشفاء التام ومغادرة المستشفيات فقد وصلت إلى 2326 حالة بزيادة 154 حالة عن اليوم السابق، بما يؤشر إلى أن بروتوكولات العلاج المستخدمة في التعامل مع فيروس كورونا المستجد فعالة وآمنة وزادت من نسب الشفاء وتعافى المصابين.
لغة الأرقام والإحصائيات تدعونا للتفاؤل، بعدما أعطتنا بارقة أمل جديدة نحو إمكانية عودة الحياة لطبيعتها مرة أخرى خلال فترة قصيرة، إذا استمرت معدلات الإصابة بالمرض في التراجع والانحسار، بما يؤكد أننا في وقت قصير قد نتمكن من استعادة عجلة الإنتاج، ودعم مؤشرات النمو الاقتصادى التى تأثرت بالفيروس المستجد، وعلى لمتخذ القرار أن يقرأ الأرقام جيدا ويتخذ فى ضوئها القرار المناسب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة