حسين يوسف

رمضان صبحي.. سطوة المال تطيح بالانتماء

الخميس، 13 أغسطس 2020 07:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لن أتفلسف أو أرتدى ثوب الحكماء وأكيل المواعظ عن ضرورة وجود الانتماء لدى لاعب تربى وترعرع فى ناد، وارتدى قميصه، ودافع عن ألوانه واكتسب شهرته لأنه لاعب فى الفريق، فالشاهد فى الآونة الأخيرة أن الاحتراف وسطوة المال جرفا كافة المبادئ والقيم، وأصبحت كلمة الانتماء ليس لها محل من الإعراب، وتتوارى خجلا عندما "تزغلل" الملايين عيون اللاعبين.

 

لن ألوم رمضان صبحى، الذى ترك الأهلى فله كل الحق فى اختيار ما يراه فى مصلحته، ولكنى فقط أتساءل، كيف تثق جماهير أى ناد وتصدق لاعبا ينتمى لفريقها عندما يتحدث ويتغنى بحب النادى وعشق الكيان وتعلقه بالجماهير، وعندما تضعه الظروف فى موقف اختيار، يلقى بكل معانى الانتماء والولاء وحب الجماهير وراء ظهره ، ويختار مصلحته الشخصية، فأمام الملايين ينسى كل كلامه الذى كان يتشدق به ويعطى ظهره لكافة معانى الانتماء ورد الجميل للنادى الذى نشأ وترعرع بين جدرانه، وحدث هذا مع عدد ليس قليل من اللاعبين فى أندية عديدة كالزمالك والإسماعيلى والمصرى وغيرهم.

 

موضوع رمضان صبحى فجر نقطتين فى غاية الأهمية، الأولى تتعلق بالجدل الدائر بين الجماهير حول المبلغ الكبير جدا الذى سيتقاضاه اللاعب من بيراميدز، فكثير منهم على اختلاف انتماءاتهم لا يريد أن يستوعب أن يحصل لاعب مهما علا شأنه على 30 مليون جنيه فى الموسم ، أى أكثر من 2 ونصف مليون جنيه شهريا، رغم أن الكرة فى مصر بدون جماهير، كما أننا لسنا فى أوروبا التى تتمتع أنديتها بروافد مالية وعوائد مادية كبيرة، تستطيع بها دفع الرواتب الكبيرة للاعبيها، وهو ما أثار حفيظة الكثير من الجماهير.

 

النقطة الثانية تتعلق بنادى بيراميدز، فمع تسليمنا بحق كل ناد فى تحقيق مصالحه الخاصة ليفوز بالبطولات، لكن ما يفعله بيراميدز التى تمتلئ خزائنه بالملايين من الاستثمارات الخليجية، رفع سقف انتقالات اللاعبين إلى أرقام فلكية، لن يستطيع غيره دفعها، وهنا تأتى المعضلة الكبرى، لأن معنى ذلك استحواذ نادى بيراميدز على أى لاعب يريد ضمه، فبمجرد ما يلوح النادى بملايينه تحسم الصفقة فورا لصالحه، وهنا سنجد أننا أمام مشكلة عدم تكافؤ فرص بين بيراميدز وباقى أندية الدورى، فبعيدا عن الأهلى والزمالك اللذان يمتلكان قوة مالية يستطيعان بها الوقوف أمام طوفان بيراميدز رغم خسارتهم لعدد من لاعبيهم أمامه، لكن الأزمة الأكبر تبدو بوضوح عندما نتحدث عن أندية كالإسماعيلى مثلا فاكهة الكرة المصرية، والاتحاد زعيم الثغر والمصرى البورسعيدى، تلك الأندية العريقة كيف تحافظ على لاعبيها أمام غول يدعى بيراميدز يتسلح بالملايين، فى حين هى بالكاد تستطيع دفع رواتب لاعبيها والتزاماتها المالية الكبيرة.

ولذلك أطالب اتحاد الجبلاية بوضع ضوابط لسوق انتقالات اللاعبين، وتحديد سقف واضح وصريح للتعاقدات مع اللاعبين تلتزم به كافة أندية الدورى، يراعى فيه سن اللاعب ومدى موهبته، وماذا قدم لفريقه أو للمنتخب، وسلوكه وغيرها من المحددات التى من شأنها التقييم الصحيح لسعر اللاعب، وهو ما يحقق مبدأ تكافؤ الفرص، وحتى لا يستحوذ فريق وحيد على مواهب الكرة المصرية، ويفرغ باقى الأندية من لاعبيها الأكفاء فتفقد الكرة المصرية متعتها وحلاوتها.

 

 









الموضوعات المتعلقة

أردوغان ..العدو الأول للعرب

الثلاثاء، 04 أغسطس 2020 01:54 م

هل خسرنا الرهان على وعى الشعب؟

الثلاثاء، 02 يونيو 2020 02:09 م

ألف حكاية.. وحكاية

الأحد، 24 مايو 2020 02:59 م

مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة