لم تكن الخسارة التى نالها الزمالك أمام غزل المحلة، وهى الأولى له فى الدورى هذا الموسم، سوى نتاج سوء تنظيم من المدير الفنى باتشيكو للاعبين داخل الملعب، نتج عنها سخرية منقطعة النظير ضد الفريق من تلك الهزيمة التى نزلت كالصاعقة على رؤوس الجماهير البيضاء.
رغم الاعتراف بالجهد المبذول من جانب باتشيكو فى صفوف الزمالك إلا أنه فى الكثير من الأحيان يرتكب هفوات تتسبب فى اهتزاز أداء الفريق، وفى أحيان أخرى تشعر وكأنه عاقر عن الابتكارات الولادة التى تسهم فى تطوير لاعبيه، بل وقد يصل به الأمر إلى أن يكون سببا فى تدهور المستوى والنتائج.
المعتاد مع أى مدرب أن يبعد بعض اللاعبين لبعض الوقت حال إذا ما استمر هبوطهم مستواهم أكثر من مباراة متتالية، وربما يكون الإجهاد وفقدان التركيز السبب فى ذلك والواضح للجميع داخل الزمالك إلا باتشيكو، الذى لا يرى ذلك رغم تطابقه مع أكثر من لاعب فى مقدمتهم زيزو، محمود علاء ومحمد أبوجبل، لكنه يصر على إشراكهم بشكل يدعو للاستغراب.
القاصى والدانى يؤمن أن طريقة لعب الزمالك واعتماده على العرضيات تحتاج رأس حربة صريح يعيش داخل الصندوق ليسجل الأهداف، ورغم اعتماد باتشيكو لتلك الطريقة دون أن يحيد عنها فى أى مباراة، لكنه لا يستكمل متطلباتها بما يساعد على الاستفادة منها فى هز شباك الخصوم، حيث يعتمد على المهاجم الوهمى وحتى عندما يعتمد على أوباما كمهاجم لا يجيد تنفيذ المطلوب منه، فهو يجيد أكثر فى مركز 10 ومن خلاله يصنع ويسجل.
مؤكد أن كل تغيير فى خطط الفريق يتبعه هدف، وعندما يلعب باتشيكو بثلاثى فى خط الوسط يتوجب أن يكون هناك تنوع فى الأدوار وليس تشابه المهام مثلما حدث مع إمام عاشور وساسى وهو ما أظهر الفريق وكأنه يلعب ناقص واحد.. فقد وقف الثنائى بجوار طارق حامد على الدائرة والاكتفاء بالواجبات الدفاعية دون تقدم واحد منهما لتحقيق زيادة هجومية تصنع الفارق.
بديهيات كرة القدم تقول أن اللاعب البديل يعد ورقة رابحة تستخدمه كمدرب لتطوير أفكارك داخل الملعب وترجيح كفة الفريق.. ولكن ماذا عن تغيير إسلام جابر أمام المحلة وماذا طلب منه باتشيكو أن يفعله وفى أى مركز وظفه!! فلم يكن للاعب وجود فى رقعة ثابتة بالمستطيل الأخضر ولم نشعر بنزوله من الاساس طوال الـ15 دقيقة التى شارك فيها.
من الضرورى أن يعمل باتشيكو على توافر الحلول المناسبة لفك طلاسم أى دفاعات واختراق حواجز الخصوم من العمق دون الاعتماد على حل واحد فقط هو العرضيات.. وأيضا لا بد أن تمتلك جاهزية التعامل مع طريقة لعب المنافس عندما يضغطك بطول الملعب ويعتمد على المرتدات، مع أهمية البحث عن علاج لفكرة الفرص المهدرة والمتواصلة على المدى الطويل من مباراة لأخرى دون أى جديد يذكر.