مرحلة انتقالية عنيفة يمر بها النادي الأهلي علي المستوي الفني شاملة وجامعة ليس فارقة بين اللاعبين والجهاز الفني يخفف من وطأتها نوعا ما استمرار الفريق في منافساته سواء المحلية أو القارية مع وجود حظوظ كبيرة له فى تحقيق البطولات.
المرحلة الانتقالية في الأهلي تحت قيادة مدربه الجنوب افريقي طالت عن المفترض أن تكون عليه .. اذ مر علي وجود موسيماني مع الاهلي قرابة ثمانية أشهر وهي فترة كافية لأي مدرب ان يضع يديه علي كافة أمور الفريق ومستويات جميع اللاعبين ويحدد خارطة الطريق بما يسمح أن يكون الفريق في أبهي وأقوي مستوياته.. لكن الحقيقة غير ذلك تماما.
الأسوأ في مرحلة موسيماني مع الأهلي أن الوضع داخل الفربق لم يقتصر علي عدم التطور إلي الأفضل فحسب بل الواقع يشير إلي ما هو أسوأ من ذلك.. إذ هبط أداء الأهلي كثيرا عما كان عليه وفت وجود المدرب السويسري السابق رينيه فايلر.
ليس هناك من شك أن الأهلي يواجه هذا الموسم ضغوطات لا حصر لها بسبب الإصابات الكثيرة والطويلة للعديد من العناصر الأساسية في الفريق، فضلا عن ضغط المباريات، وهو ما ظهرت اثاره السلبية أمام فقدان الفريق أى عنصر جديد لظروف مختلفة كالإيقاف أو غيره ، ما يترتب عليه ظهور نقص مخزون في تعويض الغيابات بما يحافظ علي وضعية الفريق ثابتة مستقرة.. إلا أن العكس هو الحاصل ، إذ أدت الغيابات إلى هزة كبيرة ما زال الأهلى يعانى ويلاتها.
ومع الاعتزاف بكون تلك الضغوطات من شأنها ان تؤثر علي استقرار الفريق.. ولكن هنا لابد أن يظهر دور المدير الفني في تحمل تلك الضغوطات والعمل علي التخلص من أثارها وإيجاد حلول عاجلة تساعد علي تحسين الأوضاع .. وهي أمور لم ينجح موسبماني من فك ألغازها حتي الآن.
ما لم ينجح فيه موسبماني مع الاهلي .. كثير وكثير!
ما معني وجود لاعب مثل حسين الشحات أساسيا في تشكيلة الفريق هذه الفترة الطويلة التي وصلت فيها مستوياته لأدني الدرجات ولم يعد له أي دور مع الأهلي .. رغم كل المطالبات بإبعاد الشحات بعض الوقت حتي يستعيد عافيته .. إلا أن موسبماني يكابر ويتحدي الجميع بإصراره علي وجود الشحات .. هذا لا يعنى غير أن المدرب الجنوب أفريقي غير قادر علي تجهيز اللاعبين بالشكل الامثل ؟.
حقيقة .. موسيماني لم يترك أي بصمة داخل الأهلى.. وأقرب الأمثلة انه لم يستطع تطوير أداء لاعب مثل الشحات وأيضا لم ينجح في تجهيز بديل له .. إذا فأين دوره مع الأهلي؟.. فى اعتقادى انه يفتقد مفهوم التدريبات الخاصة والمنفردة للاعبين كل على حدة وحسب احتياجات كل لاعب والنواقص التى تظهر على أدائه، وهو مفهوم سائد فى عالم التدريب .. أذ يتوجب على أى مدرب تدريب مهاجمه على كيفية التخلص من آفة إهدار الفرص وأيضا يساعد على جودة تنفيذ اللمسة الأخيرة، ويدرب خط الدفاع على التعامل مع الكرات العرضية.. وهى أمور لو كان موسيمانى يفعلها فى الأهلى ما شاهدنا هذا الكم المهدر من الفرص كل مباراة ولا كل هذه الاخطاء الدفاعية ولا التمريرات الخاطئة - الميس الباص - الذى بات آفة فى الأهلى على مدار المباريات الأخيرة.
علي المستوي الجماعي أفقد موسيماني الأهلي هويته؟ .
ولعل ما فعله امام صن دوانز بالانكماش الي الدفاع واللعب علي الكرات الطولية والهجمة المرتدة علي ارضه .. فهذا امر غير مقبول للأهلي مهما كانت المبررات وكون هذه الطريقة ساعدت علي الخروج بالأهم وهو الفوز بهدفين.. مثلما صرح موسيماني نفسه في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء.. والذي أيضا خلاله صرح بجملة لم تروق لي وهي أن صن دوانز لعب مباراة استعراضية .. فماذا يعني هذا إلا أن المنافس – أي منافس - بدأ يشعر أن الاهلي لم يعد الأهلي وعادي أنى استعرض امامه.
وحتى لو كمدرب ضمن خطتك في مباراة ما ان تترك الاستحواذ وتعمل على التأمين الدفاعي.. المشكلة هنا أن دفاع الأهلى من أكثر نقاط الضعف الحالية في الفريق الأحمر ويعانى من سوء تنظيم وتمركز وسرحان، وأيضا يحتاج التامين الدفاعى أن تكون خطوطك قريبة من بعضها، إلا أن ذلك داخل الملعب يحصل عكسه وتظهر الخطوط بعيدة جدا جدا ما يخلق مساحات تساعد المنافس على الوصول إلى مرمى الشناوى.
ووصل الأمر إلى أن موسيماني حول الأهلي إلي رد فعل وهو امر كنا نعيب فيه بالزمالك مع أكثر من مدير فني سابق مثل باتشيكو وحتي الحالي كارتيرون في ولايتيه الاولي والحالية.. وهذا لا يناسب الفرق الكبرى ولا يروق لجماهيرها التي تنشد جمالية الأداء والعمل الهجومي وهز الشباك في المقام الأول وليس الدفاع عنها هو الهدف.
ولم يقتصر ما يفعله موسيماني مع الأهلي علي المستوي القاري فقط .. بل وأيضا المحلي!
مع موسيماني بات الاهلي الفريق الكبير الذي يخشي الجميع محليا من مواجهاته يواجه جراءة غير معهودة أمام المنافسين ووصل الأمر إلي الهزيمة من غزل المحلة - وهذا لا يقلل من الاداء الراقي الذي يقدمه زعيم الفلاحين - ولكن أن يصل الأمر الي هزيمة البطل الدائم للدوري المصري من فريق صاعد حديثا للمسابقة ولا يملك من الامكانيات الا القليل.. فهذا غير معتاد داخل جدران القلعة الحمراء.
وأخير يبقي السؤال الدي يطرح نفسه .. هل سينجح موسيماني بالعبور بسفينة الأهلي الي بر الأمان وسط الامواج العاتية التي يواجهها؟.
وحتي ولو حصل وفاز المدرب الجنوبي أفريقي بالدوري ودوري أبطال أفريقيا وسط المستويات غير المرضية .. هل ستمنحه إدارة الأهلي صك البقاء واستمراره عقده المستمر حتي الموسم الجديد.. ويواصلون معه المغامرة التي تواجه مخاطر لا مثيل لها، باعتباره مشروع للنادي الأحمر لابد من منحه كل الدعم حتي النهاية لعل وعسي تكون تلك التجربة نقطة ضوء للمجلس الحالي وتمثل علامة مؤثرة في تاريخ أبناء الجزيرة .. وتبقي النجاحات محل تجارب أما تصيب وأما تخيب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة