قد يشهد غد الأحد حدثا تاريخيا في الدورى المصري، بإنشاء رابطة الأندية المحترفة لأول مرة في تاريخ الكرة المصرية.. ورغم الشكوك الكثيرة حول تحقيق ذلك باعتبارها المرة المليون التي يتم فيها الإعلان عن نية المسئولين في إنشاء الرابطة دون أن يترجم ذلك إلى أرض الواقع لأسباب كثيرة ومختلفة، إلا أن الأمل لم ينقطع في تفعيل رابطة المحترفين كون ذلك سينقل الكرة المصرية إلى مستوى آخر.
التشكيك في عدم إنشاء رابطة المحترفين هذه المرة، يتمثل في الكيفية التي على أساسها سيتم ذلك، والمنبثق عن لائحة النظام الأساسى لاتحاد الكرة، خصوصا وأن اللائحة الجديدة التى تعتبر الرابطة كيان قائم بذاته ليس لاتحاد الكرة سلطات عليه، لم تعتمد حتى الان، بينما القديمة المعمول بها حتى الأن، تنص على أن رابطة الأندية مجرد لجنة تابعة لاتحاد الكرة، وإذا تم العمل بها فى رابطة الأندية، ستضرب الفكرة وأهميتها في مقتل.. على إعتبار أن ذلك لن يعطى الرابطة الخصوصية والانفصالية في إدارة الدورى المصري، ولن يقدر مسئوليها على اتخاذ قرارات منفصلة في كل ما يخصها من شئون تنظيمية وفنية.. الخ.
واذا افترضنا بعيدا عما سبق، أن الرابطة تم تأسيسها بالفعل، وهو ما سيعد إنجازا يحسب للجميع ، هل سيكون لدينا القدرة على إدارتها بالشكل اللائق وتحقيق الاستفادة المادية المرجوة للأندية التي من الممكن أن تضعها في مكانة مختلفة عما هي عليه الأن 360 درجة؟.
وماذا سيحدث عند حدوث خلاف بين الرابطة والأندية في أي شأن يخص العلاقة بين الطرفين، من سيحكم في تلك الخلافات ومن سينظم الأمور، ونحن هنا لا نضع العراقيل ولكن نود أن نضع الأمور في نصابها الصحيح ونكون مدركين ما نفعله قبل الإقدام عليه، منعا لدخول نفق مظلم جديد يعطل أى مسيرة للتقدم واللحاق بركب الدول المتقدمة كرويا.
ما أقوله جاء لتواكب الحدث المصري مع أحداث مشابهة في أوروبا بعد متابعة ما يخص روابط الدوريات في بعض الكيانات الكبرى في عالم كرة القدم، وأبرزها ما يحدث الأن في أسبانيا؟.
رابطة الدورى الإسباني، أقرت إتفاقية مع احدى الشركات الاستثمارية لرعاية الليجا مقابل مليارين و667.5 مليون يورو تحصل عليها الأندية ووافق عليها 39 ناديا، ولكن حدث اعتراض من جانب ريال مدريد وبرشلونة، ليتقلص المبلغ إلى مليارين و100 بسبب رفض قطبى أسبانيا، وقام الناديين بالطعن على التعاقد بين الليجا والكيان الاستثمارى، لأسباب مختلفة منها أن الاجتماع الذى شهد اتخاذ القرار لم يكن به معلومات كافية عن الأمر، وكذلك حدوث تغيير في المعايير في جلسة تالية خلالها تم مطالبة الأندية بالموافقة على شيء مختلف عن المطروح في بداية الأمر.
ما يهمنا من قصة الليجا، ولنفكر معا بصوت عال لعل يحدث التغيير المنشود، هو هل الأندية المصرية مؤهلة بالفعل لفكرة رابطة الأندية المحترفة، وتحويل كرة القدم فى مصر إلى صناعة رابحة تحقق انتعاشة كبرى فى الرياضة بشكل عام، وهل يدرك المرشحين لعضوية الرابطة ماذا عليهم من واجبات وما الدور المنوط بهم، وفى المقابل هل تدرك الأندية حقوقها وهل تستطيع أن تحصل عليها من المسئولين عن الرابطة أيا كانوا ؟.. كل تساؤلات استباقية نتمنى أن يكون إدراك ماهيتها لصالح مستقبل الكرة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة