وسط منظمومة شبه متكاملة للكرة المصرية يصاحبها مساعي حثيثة من المسئولين إلي تطويرها أكثر وأكثر تسقط بين طياتها (سيئة) انحدار الملاعب التي أصبحت ظاهرة عامة تفشت بين الجميع دون الاقتصار علي ملعب أو أثنين.. ليتحمل الكل المسئولية.!.
فهل من منقذ ؟ هل هناك من يعي حقيقة الأمر ويدرك مخاطره وعيوبه.. ونرى التدخل الحكيم المنتظر يحدث في سبيل مساواة الملاعب بما حدث من تقدم هائل في أمور شتى، في مقدمتها عودة الجماهير التدريجية وتنظيم عملية دخولها المدرجات بحرفية شديدة مع الطفرة الواقعة في النقل التليفزيوني العالي المستوي والذي لاقي إشادة واسعة بخلاف استخدام التكنولوجيا الجديدة يتصدرها تطبيق تثنية الفار.. الخ.
إذن الواجب هنا العمل نحو اكتمال المنظومة الكروية في مصر، دون تجاهل ترميم نقصان أو إصلاح عيب ملاحظ يقلل من أهمية ما يقابله من الأعمال الأخرى المتطورة ولا يساعد علي إظهار الجهد اللمبذول فيها أو استخدامها بالشكل اللائق بما يحقق الاستفادة القصوى من كل أطراف المنظومة.
سلبيات عديدة يخلفها سوء أرضية أغلب الملاعب التي وصلت حد الضياع وباتت مصدر للقلق من حيث إمكانية أن تسبب فى إلحاق الإصابات باللاعبين ما يعود بالضرر علي الأندية والمنتخب في الوقت الذي ينتظر فيه الفراعنة مواجهة حاسمة امامرالسنغال نحو التأهل لكاس العالم قطر 2022.
كما أن الملاعب جزء أصيل فى المنظومة وتؤثر جودتها من عدمه في قوة أو إضعاف المسابقة، وبالتالي يكون لها دور مؤثر في القيمة التسويقية للدوري وباقي البطولات التي ننظمها.
كذلك من المعروف أن البنية التحتية من أهم مقومات قدرة أي بلد علي استضافة البطولات الكبري وكلنا رأينا كم السخرية والانتقاد للكاميرون خلال بطولة أمم أفريقيا الأخيرة بسبب سوء أرضية الملاعب الأمر الذى كاد ان يتسبب في سحب تنظيم البطولة من علي أراضيها للمرة الثانية على التوالي أو إلغائها.
ونحن في مصر نملك البنية التحتية القوية للغاية ويشهد علي ذلك كم البطولات التي استضافنها فى السنوات الأخيرة، ولكن ؟.
الأمر يحتاج اهتمام وإخلاص في العمل من القائمين عليها من أجل الحفاظ على كل الملاعب من الإهمال وحمايتها من حالة التردي التي وصلتها دون أن نعي السبب الحقيقي في ذلك.
ولا ندري ما السبب فى البهدلة التى أصابت أرضية الملاعب، رغم أن الدوري كان متوقفا واستهلاك الملاعب لم يكن كثيرا باستثناء بعض مباريات كأس الرابطة ولكنها لا يمكن ان تصل بالملاعب لهذ الحد من السوء.
وإذا كان هناك شكاوي من تراكم ضغط المباريات وكثرة استخدام الملاعب حتى قبل توقف الدورى وتسببها في هلك النجيلة.. فليكن هناك مقترحات مبتكرة لإنقاذ الموقف سواء بزيادة عدد الملاعب التي تقام عليها المباريات وتخفيف الضغط عن التى أصابها العطب حتى تستعيد عافيتها بصيانة عاجلة، خصوصا وأن هناك ملاعب كثيرة فى أنحاء الجمهورية لا تستخدم لأسباب مختلفة مطلوب حلها.
الغريب أن الدوري مازال في بدايته ولم يمر منه سوي 10 أسابيع فقط فما بالك ما سيحدث مع مرور الوقت حتي نصل لنهاية الموسم، واذا استمر الوضع هكذا دون تدخل سنجد الملاعب تتحول إلى ما اشبه حقول زراعية لا تصلح للعب كرة القدم.
فلتكن هناك مبادرة من الجهات المعنية برعاية رابطة الأندية المحترفة - وما أجمل المبادرات المصرية المرحلة الحالية في شتى المجالات والتي تأتى بثمارها - للتدخل في الأمر وتبني إصلاح الملاعب واعادة تأهيلها بالشكل الأمثل لاسيما وأنه ربما تكون ظروف الأندية قد تجعلها غير قادرة علي تحمل قيمة الإصلاحات والتي تحتاج موارد مالية إضافية في الوقت الذى تعانى فيه معظم الأندية من ضيق ذات اليد.